العالم ينتفض من أجل غزة.. غضب شعبى فى أوروبا.. مدن كبرى تشهد مسيرات حاشدة مطالبة بوقف إطلاق النار فى القطاع.. الدنمارك: نتنياهو أصبح "مشكلة".. ومأساة إنسانية مستمرة وإجلاء 31 طفلًا من غزة إلى إيطاليا للعلاج

تشهد عدة قارات تحركات سياسية وشعبية غير مسبوقة تضامنًا مع غزة، في وقت تتصاعد فيه الانتقادات الدولية لإسرائيل بسبب عملياتها العسكرية في القطاع وخطط احتلال غزة ، وما خلفته من مآسٍ إنسانية.

ومن أوروبا إلى أمريكا اللاتينية، يتعالى الصوت المطالب بوقف إطلاق النار وإنهاء الحصار، فيما بدأت بعض الحكومات تتخذ خطوات عملية ضد إسرائيل، سواء عبر العقوبات أو الدعوات لقطع العلاقات.

وجددت النائبة الثانية لرئيس الحكومة الإسبانية، يولاندا دياز، مطالبتها بتعليق كافة المعاهدات ووقف التجارة مع إسرائيل، مؤكدة أن استمرار العلاقات الاقتصادية مع شركات إسرائيلية يعني دعم ما وصفته بـ"اقتصاد الإبادة الجماعية".

وجاءت تصريحات دياز خلال مشاركتها في مسيرة تضامنية مع فلسطين بمنطقة برايا أمريكا في جاليسيا، حيث شددت على أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يوقف أيضًا شراء الأسلحة من إسرائيل.

من جانبه، أكّد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أن مدريد لا تسمح للسفن المحمّلة بالأسلحة لإسرائيل بالرسو في موانئها، مضيفًا: "لا يمكننا الاستمرار في غض الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان ، يجب أن نوقف الحرب على غزة وندعو لوقف فوري لإطلاق النار".

وأشار ألباريس إلى أن بلاده تدعم قوانين الاتحاد الأوروبي بشأن المنتجات القادمة من المستوطنات غير الشرعية، وتقترح تعليق أي صفقات تسليح مع إسرائيل، مؤكدًا التزام مدريد بأحكام محكمة العدل الدولية والقوانين الدولية ذات الصلة.

وفي تطور لافت، وصفت رئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسن نظيرها الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "مشكلة بحد ذاته"، مشيرةً إلى أن إسرائيل ستكون أفضل حالًا بدونه، رغم أن القرار النهائي يخص الإسرائيليين أنفسهم.

وقالت فريدريكسن في مقابلة مع صحيفة يولاندس بوستن يوم 16 أغسطس: "الحكومة الإسرائيلية بالغت في هجومها على غزة، والوضع الإنساني هناك كارثي للغاية".

وأضافت أن عنف المستوطنين، والتوسع في بناء المستوطنات في الضفة الغربية، ورفض حل الدولتين كلها عناصر تجعل من الحكومة الإسرائيلية الحالية عائقًا أمام السلام.

وأكدت المسؤولة الدنماركية أن كوبنهاجن ستستغل رئاستها الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي لزيادة الضغط على إسرائيل، سواء عبر عقوبات تستهدف المستوطنين أو الحكومة نفسها، موضحة أن العقوبات قد تُصمم على غرار ما فُرض على روسيا، بحيث تستهدف مكامن التأثير الأكبر.

لكنها شددت أيضًا على أن بلادها غير مستعدة للاعتراف بدولة فلسطينية ، مضيفة: "نحن نؤيد الاعتراف بفلسطين كدولة، لكن لا نريد أن يبدو الأمر كمكافأة لحماس.

وفي مبادرة إنسانية، أعلنت إيطاليا عن إجلاء 31 طفلًا فلسطينيًا من غزة، برفقة عائلاتهم، لتلقي العلاج بعد إصابتهم بجروح خطيرة أو أمراض مزمنة، بعضها استدعى بتر أطراف، وبذلك، يرتفع عدد من استقبلتهم إيطاليا من قطاع غزة منذ بدء الحرب إلى أكثر من 500 شخص بينهم 180 قاصرًا، بحسب بيانات حكومية.

احتجاجات ضخمة حول العالم: من أمريكا اللاتينية إلى أوروبا

شهدت عدة عواصم ومدن كبرى حول العالم مظاهرات حاشدة تطالب بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.

في تشيلي، خرجت مسيرات ضخمة بالتوازي مع إعلان الحكومة اتخاذ إجراءات دبلوماسية ضد إسرائيل، شملت سحب الملحقين العسكريين ومنع مشاركة الشركات الإسرائيلية في الفعاليات الوطنية. ووصفت سانتياغو الهجوم على غزة بأنه "غير متناسب وعشوائي".

وفي أوروبا، خرج مئات الآلاف إلى الشوارع في مدن مثل لندن وستوكهولم وأمستردام ومدريد وجنيف، حيث طالبت الحشود بوقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية عاجلة لإيصال المساعدات إلى غزة.
في إسرائيل، أثارت خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للسيطرة الكاملة على غزة موجة غضب بين عائلات الرهائن المحتجزين في القطاع.

وأعلنت مجموعة من عائلاتهم عن تنظيم إضراب عام اليوم الأحد، معتبرة أن هذه الخطة تعرض حياة ذويهم للخطر بدلًا من إنقاذهم.

ويأتي ذلك في ظل تكثيف الهجمات العسكرية على غزة، وسط مخاوف من أن يؤدي التصعيد إلى تقويض فرص التوصل إلى أي تسوية للإفراج عن الرهائن.

ويتجه المشهد الدولي نحو تصعيد الضغوط السياسية والشعبية على إسرائيل ، في وقت يتفاقم فيه الوضع الإنساني الكارثي في غزة. وبينما تتبنى بعض الحكومات الأوروبية واللاتينية خطوات عملية لوقف التعاون مع تل أبيب، تبقى الخلافات قائمة داخل الاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية بشأن الموقف الموحد، ما يجعل صوت الشارع العالمي أكثر حضورًا في معادلة الضغط.