ضياء رشوان: جهود مصرية هائلة من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار فى غزة.. الوسيطان المصري والقطري قاما بإعداد مقترح جديد استنادا إلى مقترح ويتكوف والكرة في ملعب تل أبيب.. التفاوض هذه المرة يبدأ من اليوم الأول

عن قبول الفصائل مقترح وقف إطلاق النار: "الأمر يتعلق الآن بنوايا الجانب الإسرائيلي
مقترح وقف إطلاق النار فرصة كبيرة لإسرائيل من أجل إيقاف تداعيات غير مسبوقة داخلها
قبول الفصائل الفلسطينية لمقترح وقف إطلاق النار يضع إسرائيل في "أزمة وفرصة"
تحديات حقيقية أمام توزيع المساعدات بغزة.. وإعادة توزيع السكان تفرض إشكاليات لوجستية في توصيلها
قطاع غزة يحتاج إلى إنقاذ عاجل والأمر لا يحتمل الانتظار
قال الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، إنّ هناك جهودا هائلة تبذل في القاهرة خلال أسبوع على الأقل من أجل الوصول إلى هذا الاتفاق - اتفاق وقف إطلاق النار-، في ظل ما يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلي من إعداد لعدد هائل من القوات بما يقدر من 80 ألفا إلى 100 ألف لاحتلال مدينة غزة.
وأضاف رشوان، في مداخلة هاتفية مع الإعلامية رغدة أبو ليلة، عبر قناة "القاهرة الإخبارية": "خلال هذا الأسبوع، تم عقد لقاءات مكثفة في القاهرة، ما بين ممثلي حركة حماس وعدد من ممثلي الفصائل الفلسطينية من أجل التوصل إلى اتفاق حول هذا المطروح".
وتابع: "حسب المصادر المؤكدة في القاهرة، فإن المطروح هو مقترح ستيف ويتكوف المبعوث الأمريكي بنسبة لا تقل عن 98%، وقام الوسيط المصري والوسيط القطري بإعداد مقترح لهم، أخذ من مقترح ويتكوف جوهره الأساسي وتم طرحه على حماس والفصائل الفلسطينية".
وذكر، أن الأمر الجديد هذه المرة أن اجتماعات الفصائل طوال أسبوع كامل بالقاهرة تم الموافقة خلالها على هذا المقترح المصري القطري المعدل لاقتراح ويتكوف، وبالأمس مساءً، عقد رئيس جهاز المخابرات العامة حسن رشاد في اجتماعه مع قادة الفصائل الموجودين في القاهرة، وعقب هذا الاجتماع، تم الرد الإيجابي من الفصائل -جميعا- بمن فيهم حماس على هذا المقترح.
وأوضح، أن المقترح تمت الموافقة عليه فلسطينيا بشكل كامل دون أي تعديلات أو تحفظات عليه، والقاهرة ومعها الوسيط القطري قاموا بإرسال هذا المقترح إلى الجانب الإسرائيلي، والكرة في ملعب الجانب الإسرائيلي.
قال الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، إنّ مقترح وقف إطلاق النار يتضمن مهلة مدتها 60 يوما، وسيتم خلالها الإفراج عن نصف عدد المحتجزين، الأحياء والموتى، بواقع 10 أحياء و18 موتى، لكنه يتضمن نقطة رئيسية، ففي هذه المرة سيبدأ التفاوض في اليوم الأول من الـ60 يوما -وهي المهلة المؤقتة- حول أوضاع الوقف الكامل والنهائي لوقف إطلاق النار، أي أن التفاوض لن يبدأ في نهاية المدة كما كان في الاقتراح السابق.
وأضاف رشوان: "الأمر يتعلق الآن بنوايا الجانب الإسرائيلي، ونتمنى أن الجانب الإسرائيلي يجد في هذا المقترح -الذي هو مقترح ويتكوف معدلا- مخرجا لنفسه قبل أن يكون مخرجا لإيقاف الدم الذي يسيل في غزة والجوع الذي يقتل أبناءها لإيقاف هذه الحرب".
وتابع: "إسرائيل تشهد -الآن- تفاعلات شديدة الخطورة من أجل إنهاء الحرب، وبالتالي، ما وافقت عليه الفصائل الفلسطينية وحماس في مقدمتها فرصة لإسرائيل، ونتمنى أن يوافق عليها الجانب الإسرائيلي، وألا ندخل في مناكفات مرة أخرى، والأهم في هذه الظروف أن يتدخل الرئيس الأمريكي عبر مبعوثه الذي تم تعديل اقتراحه تعديلا طفيفا من أجل الضغط على الحكومة الإسرائيلية للموافقة على هذا الاقتراح حتى يتم إيقاف هذه الحرب الدموية عبر مفاوضات الإيقاف النهائي والشامل لإطلاق النار منذ اليوم الأول لمدة الـ 60 يوما".
قال الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، إنّ إسرائيل لديها فرصة كبيرة لإيقاف تداعيات غير مسبوقة داخل الكيان الإسرائيلي مجتمعيا وسياسيا، إذ تشهد تمزقات شديدة ولا تستطيع أن تصل إلى الأهداف التي حددها رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال عامين.
وأضاف رشوان، : "وبالتالي، الفرصة متاحة للتخلص من كل هذا والابتعاد عن الأهداف غير الواقعية التي لن يمكن ولم يمكن تحقيقها، وبالتالي، فإن الحكومة الإسرائيلية محاطة الآن بظروف داخلية، سواء داخل التحالف اليميني الحاكم أو من المعارضة الإسرائيلية أو من الشارع الإسرائيلي أو من الجيش الإسرائيلي الذي نعلم جميعا أن رئيس أركانه لم يكن موافقا على خطة احتلال غزة التي طُرحت من الكابينت، لكنه أضطر إلى تنفيذها بعد موافقة رئيس الوزراء".
وتابع رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية: "ومن ثم، فإن هذه الفرصة موجودة لدى إسرائيل بشكل يمكن قبوله، يبقى كيف يمكن لنتنياهو أن يتعامل مع حلفائه وشركائه، وبخاصة اليمين المتطرف الذين نعلم أنهم ضد أي تسوية يسمونها (جزئية)، وأنهم مع استمرار الحرب، وأظن أنه في هذا الوقت بالتحديد قد يكون هناك تدخلات قوية من الرئيس ترامب من أجل إنفاذ الموافقة والاتفاق، وإنقاذ نتنياهو من مصيره القضائي الذي يخشى منه، وسبق للرئيس ترامب أن أعلن بأنه طالب بالتعامل عن طريق العفو القانوني مع نتنياهو في القضية المنظورة أمام المحاكم، وربما تكون هذه اللحظة هي لحظة التسوية الشاملة، أي أن الموافقة عليها تستلزم تدخل الرئيس الأمريكي".
وواصل: "حماس تتحدث عن أنها تسعى لهذا من أجل إيقاف الدم، إيقاف الدم مهمة أساسية الآن، إنقاذ الغزيين والفلسطينيين في غزة من الجوع مهمة أساسية، التفرغ لمقاومة ومواجهة ما يحدث في الضفة الغربية عبر جسد فلسطيني يعني متماسك أيضاً مهمة أساسية، ومن ثم أنا أظن أن هذا الاتفاق بهذه الطريقة وبعد الموافقة الفلسطينية التامة عليه، هو الآن يضع الكرة كما قلت سابقاً في الملعب الإسرائيلي".
وأتم: "وأنا أظن أن إسرائيل سيكون عندها صعوبة في رفض هذا الاتفاق لأنها كانت دائماً في رفض الاتفاقات السابقة والاقتراحات السابقة تعتمد وتعلن وتروج أن الطرف الفلسطيني هو الذي رفض، الآن إسرائيل هي التي عليها أن تقبل أو عليها أن ترفض".
قال الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، إنّ حدة الأزمة في قطاع غزة بلغت منتهاها، والشاهد على هذا ليس فقط التقارير الفلسطينية أو التقارير الأممية التي تصدر عن جهات أممية مختصة ذات طابع إنساني، لكن أيضاً ما نراه في العالم الغربي، والأوروبي.
وأضاف رشوان، : "ردود الأفعال الغربية، الأوروبية، الرسمية وليست الشعبية، غير مسبوقة في تاريخ دولة إسرائيل، الرفض التام للمجاعة، الرفض التام للقتل، يعني والإبادة، وبالتالي الاتفاق وخاصة في مرحلته الأولى سيتيح إدخال القدر الكافي من المساعدات، وحسب الاتفاق أن هذا الأمر سيتم أيضاً عبر المؤسسات الأممية والمؤسسات الإنسانية، وأن انسحاب الجيش الإسرائيلي سيكون على حدود غزة بما يتيح حركة للقوافل الإنسانية وقوافل المساعدات للتحرك بسهولة داخل القطاع".
وتابع: "قطاع غزة يحتاج الآن إلى الإنقاذ العاجل، الأمر لا يحتمل أي تأجيل، ما نراه من مشاهد وما يراه العالم كله ويراه حتى اللحظة من مشاهد قتل وتجويع لا يحتمل الانتظار أكثر من هذا، وبالتالي القدر الكافي من المساعدات وفق لهذا الاتفاق سيكون مضموناً للدخول إلى غزة".
وواصل: "التوزيع داخل غزة سيتم عبر مؤسسات أممية وإنسانية مختصة وليس عبر آليات مبتدعة ومخترعة من الجانب الإسرائيلي أو غيره، ومن ثم، فإن نفاذ المساعدات يحقق الغرض الإنساني، الأول إنقاذ الشعب الفلسطيني في غزة، وهناك أيضاً الأغراض السياسية وهي عودة القضية الفلسطينية إلى مسارها الأصلي، وهو الحقوق الوطنية والقومية المشروعة للشعب الفلسطيني عبر مسار من المفترض لابد أن يبدأ وصولاً إلى دولة فلسطينية مستقلة على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية".
قال الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، إنّ إدخال المساعدات إلى قطاع غزة سيتم تحت إشراف دولي وأممي والمنظمات الإنسانية الرئيسية ذات الخبرة في توزيع المساعدات ووجود قواعد بيانات للذين يحتاجون إليها في غزة.
وأضاف رشوان، : "توزيع المساعدات تواجهه مشكلات حقيقية تتعلق بأن هناك داخل غزة حالة من الفوضى التي أسماها البعض هندسة الفوضى وأحدثها الاحتلال الإسرائيلي الأخير والدخول البري الإسرائيلي".
وتابع: "وبالتالي، فإن حراسة وتأمين قوافل المساعدات التي تدخل إلى عزة يمثل تحديا حقيقيا ثم قيام المؤسسات الأمنية بتوزيعها بالقدر الذي يضمن وصولها إلى مستحقيها، وهناك أيضا كمية المساعدات التي سينص عليها الاتفاق لتكون بقدر كافٍ جدا من المساعدات اليومية التي تدخل".
واستدرك: "ولكن.. هناك عقبات تواجه هذا التوزيع، مثل توزيع السكان، فجيش الاحتلال الإسرائيلي أعاد توزيع السكان في غزة، فمنطقة الشمال تكاد تخلو، ومنطقة المواصي بها مئات الآلاف، أي أن هناك إشكاليات لوجستية، لكن كل هذا يمكن حله إذا ما تطبيق الاتفاق وإرسال القدر الكافي المتفق عليه من المساعدات والشاحنات وضمان أن تكون الهيئات الدولية والأممية هي السبيل الوحيد لتوزيع المساعدات وفقا لقواعد البيانات ومن يستحق المساعدات من أهل غزة".
أجاب الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، عن سؤال يتعلق بتوقعه من تعامل الجانب الإسرائيلي مع هذه المرحلة بعد قبول الفصائل الفلسطينية -وفي مقدمتها حركة حماس- مقترح وقف إطلاق النار، قائلا: "الجانب الإسرائيلي - كان لا شك- يتمنى أن يكون هناك رفض من حركة حماس وفصائل المقاومة للاستمرار في الترتيبات والإعدادات التي أقامها مجلس الوزراء المصغر منذ يومين واعتمدها رئيس الأركان بالأمس، ومفترض أن يعتمدها رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيليين اليوم في احتلال مدينة غزة".
وأضاف رشوان، : "وبالتالي، هذه الموافقة وضعت الجانب الإسرائيلي داخليا في أزمة وفرصة معا.. الفرصة في أن تستطيع الحكومة أن تشتري رضاء الأغلبية في المجتمع الإسرائيلي، وبخاصة الذين يتظاهرون منذ شهور طويلة من أجل عودة المحتجزين في غزة، والأغلبية في استطلاعات الرأي التي تطالب بإنهاء الحرب تماما في غزة".
وتابع: "الأزمة هو أن هناك تحالفا حكوميا يقوده نتنياهو ولديه وزراء شديدو التطرف وقد لا يقبلون هذه الصفقة، وقد يرونها لا تحقق رغباتهم وطلباتهم في تهجير سكان غزة والاستيلاء عليها وضم الضفة الغربية والقدس الشرقية، ولكن، لدى نتنياهو فرصة أخرى على المستوى السياسي، فالمعارضة الإسرائيلية عرضت أكثر من مرة أن توفر غطاء سياسيا لحكومة نتنياهو بالكنيست، حيث إن لدى نتنياهو أغلبية في الكنيست بالتحالف مع اليمين المتطرف من الممكن أن تسقط الحكومة، ولكن المعارضة الإسرائيلية الحالية تعمل على مساندته حتى موعد الانتخابات القادمة، حتى يظل نتنياهو رئيسا للحكومة بمساندة برلمانية وليس بمشاركة في الحكومة حتى الانتخابات المقبلة في خريف العام المقبل".

Trending Plus