أبراج الحمام هواية ومصدر رزق..بنيت منذ سنوات بالقرى والمدن فى قنا واحتوت الحمام الجبلى والبلدى..البناء يستغرق شهور والشكل المقبب يحافظ على توازن الحرارة..أبو الوفا: هناك عادات موروثة لإبطال السحر بالحمام الجبلى

أبراج حمام في مركز الوقف بقنا

قنا - صابر سعيد

الثلاثاء، 19 أغسطس 2025 04:00 ص

لم تكن مجرد واجهة اجتماعية أو مبان عشوائية، بل شيدت بعناية وحب، رغم صعوبة الإنشاء ودقته لاعتمادها على الفخار في الأدوار العلوية، وهو ما منحها جمالًا مميزًا يلفت الأنظار، ويمكنك أن تراها في عدد من قرى قنا وكذلك في المدن، حيث اشتهر مركز الوقف ببناء أبراج الحمام لتربية الحمام الجبلي، ذلك الذي يطير صباحا نحو الجبال والمناطق البعيدة ثم يعود مساء ليستقر داخل الجرار الفخارية أو الأشكال الدائرية المزودة بفتحات صغيرة للتهوية.

شكلها المميز جعلها مألوفة للناظرين، فعندما تقع عيناك عليها ستدرك فورًا أن مهمتها احتضان الحمام بأنواعه، فكانت تبنى غالبا من الطوب اللبن أو الأحمر في الأدوار السفلية بينما يعلوها برج دائري ذي فتحات خارجية لدخول الحمام، ويقسم من الداخل إلى غرف صغيرة، وفي منتصفه بالأسفل حوض يشبه الساقية ليشرب منه الحمام، أما تصميمها الهرمي أو المقبب من الأعلى فجاء للحفاظ على توازن الحرارة داخل الأبراج.

وقال جمال أبو الوفا، صاحب أحد أبراج الحمام بقنا، إن هذه الأبراج تبنى من الطوب اللبن وتحتاج إلى دقة وحرص، وغالبًا ما تشيد في أطراف القرى والأماكن القريبة من الأراضي الزراعية، وقد يستغرق البناء عدة أشهر إذا كان البرج واسع المساحة، مضيفا أن تربية الحمام لها أهداف متعددة، أهمها العائد الاقتصادي من بيع "فرخ الحمام" الصغير الذي يتميز بمذاق خاص لدى أهالي الصعيد.

وأوضح أبو الوفا، أن بعض الأهالي يربون الحمام ويبيعونه للتجار فيما يكتفي آخرون بتربيته كهواية، ويشتهر مركز الوقف بالحمام الجبلي الذي يطير صباحا لمسافات بعيدة ثم يعود إلى أبراجه في المساء، حيث يقدم له الطعام ليبقى مستقرًا، مشيرًا إلى ضرورة التعامل معه بحرص حتى يألف المكان ويُستفاد منه.

وتابع: "بعض الأهالي يربون الحمام لاستخدامات أخرى مثل إبطال السحر أو الاستشفاء، كما أن بعض السيدات يقمن بذبح فرخ الحمام على رأس الطفل الذي تأخر في النطق، وهي عادات موروثة، كما أن كثيرًا من النساء يتبركن به لاعتقادهن أنه يساعد في التخلص من الأمراض".