بورتريهات الفيوم.. فن ميز حضارة المحافظة منذ آلاف السنين.. ترجع للعصور اليونانية والرومانية.. لوحات زيتية مرسومه بالشمع على الخشب أو القماش بأحجام 20× 30 سم.. وجميع المرسومين يتميزون بالشعر المجعد.. صور

من أكثر ما تشتهر به محافظة الفيوم "البورتريهات" الشهيرة، التي ميزت حضارة المحافظة علي مستوي العالم، فالبورتريهات التي ترجع إلى آلاف السنين ذاع سيطها علي مستوي العالم، وحظيت بإهتمام كبير من الأثريين العالميين ووضعت بمختلف متاحف مصر والعالم، وحول هوية الشخصيات الموجودة علي البورتريهات فهناك من قال أنها يونانية أو رومانية أو مصرية إلا ان بعض ملامحها كانت ذات طابع مصرى خالص مثل الشعر المجعد والعيون العسلية وغيرها من الملامح المصرية

وقال سيد الشورة مدير عام آثار الفيوم السابق في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن هذه الوجوه عبارة عن لوحات زيتية  مرسومه بالشمع على الخشب أو القماش باحجام لا تتجاوز 20× 30  سم كانت توضع على وجوه الموتى بعد وفاتهم وهى مستوحاه من فكرة مصرية قديمة فى نظرية الخلود والبعث وتعرف الروح على صاحبها من خلال هذه الوجوه.

وقال الشورة إن وجوة الفيوم "بورتريهات الفيوم" مدرسة خاصة ظهرت في مصر في منطقة الفيوم، امتازت بخروجها على الإطار المصري القديم المألوف؛ بعد ان انفتحت مصر على العالم الخارجي ، وفيها تم رسم الوجه كاملاً من الأمام، وملتفتًا في بعضها قليلاً إلى اليسار. ولهذه الصور طبيعة فريدة؛ فهي تمثل أشخاصًا بعينهم، ويلاحظ أنها كانت ذات غرض جنائزي، إلا أنها تختلف جذريًا عن الفن المصري في التصوير، وتمتاز بتصوير الشخصيات تصويرًا واقعيًا وطبيعيًا، ورُسمت بأسلوب معين لا تخطئه العين، فياضة بالمشاعر الإنسانية، وإن كان أغلبها حزينًا منقبضًا. وهذا التلاحم بين وجوه الفيوم والمومياوات وسمها بروحية غريبة، كما اتسمت الوجوه المليئة بالحيوية بنظرتها الهادئة والخالدة.

وأشار الشورة إلي أن بعض المختصين أكدوا أن هذه الوجوه مصرية، وآخرون قالوا إنها يونانية رومانية، وقال فريق ثالث إنها بيزنطية سابقة على الأيقونات؛ لافتا إلي أنه بالبرغم من أن الأسماء المكتوبة على الوجوه يونانية، إلا أن التسريحات والملابس والحلي ذات طابع روماني ممتزج بالفن المصرى .

ولفت الشورة إلي أن كل الشواهد والدلائل تؤكد إنتماء هذه اللوحات  يعود إلى الفن الروماني مع بعض التأثيرات المصرية إنعكست على الزخارف والوحدات المرسومة والعناصر المتصلة بالديانة المصرية وقام بها فنانون من بين تلك الجاليات الرومانية التي استقرت في جنوب الوادي استمراراً للتقاليد الإغريقية والرومانية العريقة التي كانت مصدراً أساسياً لفن تماثيل الأشخاص وتسجيل الملامح والسمات الفردية، بهدف إبراز حقيقة شاملة ومثالية تتجاوز حدود الفرد عند الإغريق ، ثم تطورت عند الرومان إلى تسجيل واقعي أمين لقسمات الوجه مع التأكيد على الفردية الخاصة بالشخص المرسوم من خلال الملاحظة الثاقبة كما يتضح في وجوه الفيوم..

وأكد سيد الشورة أن هذه الوجوه كانت ترسم فى  حياة أصحابها ثم يحتفظ بها معلقة على جدران المساكن حتى الوفاة و ترفع وتوضع داخل اللفائف على وجه المومياء، وهذا لا يمنع أن يكون بعض الصور قد رسمت بعد وفاة أصحابها،  ثم وضعت على مومياواتهم وفى بعض الأحيان وعثر على صور فى مقابر دون مومياوات مثل ما عثر عليه "فلندرز بترى" فى هوارة وبيهمو وأرسينوى "مدينة التمساح" ، وهذه الرسوم ظهرت للمرة الأولى فى النصف الأول من القرن الأول الميلادى، واكتشف "فلندرز بترى" فى حفائر  هوارة شمال هرم امنمحات الثالث الكبير وموقع قصر التيه "اللابرنث" عددًا من هذه الرسوم ففى هذا المكان وهو من المراكز المهمة بمنطقة الفيوم كان سكان أرسينوى يدفنون موتاهم و كان الإغريق يعيشون ويدفنون موتاهم على ارتفاعات عالية على حدود الصحراء بعيدًا عن المياة التى يجلبها نهر النيل سنويا وقت الفيضان .

وأكد الشورة أن التنقيبات كشفت عن 146 مومياء ذات رسوم شخوص "بورتريهات" وكان من بينها رسوم أسلم ما تكون حالة وأروع ما تكون فنًا، ولما كان أكثر هذه البورتريهات عثر عليه فى الفيوم فبات يشار إليها فى أكثر الأحيان باسم "بورتريهات الفيوم  مع أنها وُجدت في مواقع أخرى، من سقارة شمالاً حتى أسوان جنوبًا، وثمة منطقة أخرى تضارع منطقة الفيوم من حيث عدد رسوم الشخوص وأنواعها، وهي منطقة أنتينوبولس (الشيخ عبادة) ، وهي المدينة التي أنشأها الإمبراطور هادريان (117-138 ميلادية) عند زيارته لمصر عام 122 ميلادية تخليدًا لذكرى أحد أفراد حاشيته المقربين إليه، وكان يدعى أنتينوس الذي توفي في أثناء رحلة الإمبراطور النيلية. واكتشف صورَ هذا الموقع الأثري الفرنسي جان غاييه، وذلك بين عامي 1869 و1911. .

كما تم اكتشاف مجموعة كبيرة من اللوحات فى الفيوم من خلال تاجر الآثار النمساوى تيودور جراف عام 1887 إذ جمع وحده ما يقرب من  300 لوحة من منطقة الروبيات شمال شرق الفيوم وهذه المجموعة موزعة حاليا على العديد من المتاحف ومجموعات خاصة، ويوجد حاليا  أكثر من سبعمائة وخمسين لوحة محفوظة في المتاحف العالمية، من بينها المتحف المصري، ومجموعة ضخمة بمتحف المتروبوليتان بنيويورك، واللوفر بباريس والمتحف البريطاني بلندن ومتاحف أخرى أقل شأناً، وبالإضافة إلى المجموعات الخاصة للأفراد في مصر وأنحاء العالم.

أحد البورتريهات

اهتم بها المصريون بالعالم

بعض بورتريهات الفيوم

بورتريه لسيدة

بورتريه لشاب

بورتريه لطفل

بورتريهات الفيوم

بورتريهات رومانية

بورتريهات يونانية

تتميز بها الحضارة الفرعونية

تميزت بها الفيوم

ملامح دقيقة للمصريين