ترامب والحروب الـ6.. الرئيس الأمريكى يثير الجدل على هامش قمة قادة أوروبا.. البيت الأبيض يرصد "إنجازات الدبلوماسية" ويدرج مصر وإثيوبيا ضمن القائمة.."إكسيوس" يطلب استفسارات.. وتقارير تكشف سر حلم "جائزة نوبل"

فى منشور مثير للجدل أمس، الاثنين، زعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه أنهى "ستة حروب"، مع ترويجه لرغبته فى التوصل لاتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا. وحتى عندما تحدث للصحفيين مع لقائه رئيس أوكرانيا وقادة أوروبا فى البيت الأبيض، قال عدة مرات إنه أوقف ستة حروب، وأن "روسيا وأوكرانيا" ستكون السابعة. وأضاف: "أعتقد أن هذه ستكون الأسهل".
لم تكن هذه المرة الأولى التي يتفاخر فيها ترامب بإنهاء الحروب. فى يوليو الماضى، زعم الرئيس الأمريكي أنه أنهى حرباً كل شهر منذ عودته إلى البيت الأبيض فى يناير الماضى.
ووفقاً لموقع أكسيوس، فإن ترامب يضع نفسه فى صورة "صانع السلام" ويروج لنفسه من أجل حصد جائزة نوبل للسلام، رغم أن منتقديه أشاروا إلى قراره بضرب إيران وتعامله مع الحرب فى غزة وأوكرانيا.
فى الحقيقة، أشرف ترامب على اتفاقيات مؤقتة أو جزئية لوقف إطلاق النار فى ست صراعات، بما فى ذلك خلال فترته الرئاسية الأولى.
يقول موقع أكسيوس إنه أرسل قائمة بالصراعات التي ذكرها ترامب والبيت الأبيض للتأكيد على أن هذه هذه الحروب التي كان ترامب يشير إليها. وأكد متحدث القائمة، بل وأضاف سابعة.
لكن اثتنين من الحروب التي وردت فى القائمة تعود إلى الفترة الأولى لترامب، كما أن اتفاقا لم يتم توقيعه بين مصر وإثيوبيا. وبعض الصراعات لم يتم حلها بشكل كامل، ولا تزال الحرب فى أوكرانيا وغزة مستمرة رغم وعوده بإنهائهما.
ورغم ذلك، فإن ترامب أحرز بالفعل العديد من الإنجازات الدبلوماسية فى بداية فترته الثانية.
أرمينيا وأذربيجان
وقع قادة البلدين اتفاق سلام مطلع هذا الشهر فى البيت الأبيض. جاء هذا بعد سلسلة من الصراعات بينهما عبر الحدود منذ أواخر الثمانينيات، كان أغلبها فى 2023. ورغم أن هناك انقسام بشأن ما إذا كان الاتفاق سيضمن الاستقرار بالفعل، فإن ترامب قال إن البلدين سيكونان أصدقاء لفترة طويلة.
ينص الاتفاق على إنشاء طريق عبور رئيسي بين المنطقتين، اللتين تتمتعان بحدود مغلقة ومشددة عسكريًا. وسيُطلق عليه اسم "طريق ترامب للسلام والازدهار الدوليين".
الكونغو ورواندا
اندلع صراع عابر للحدود بين رواندا والكونغو الديمقراطية لسنوات مما أسفر عن نزوح الملايين وأزمة إنسانية هائلة. ووقع البلدان اتفاق سلام بينهما فى يونيو الماضى. وقال ترامب حينئذ: "اليوم، ينتهى العنف والدمار، وتبدأ المنطقة بأكملها فصلاً جديدًا من الأمل والفرص والتجانس والرخاء والسلام".
إسرائيل وإيران
قصف ترامب إيران خلال حرب الـ 12 يوما فى يونيو، ثم توسط لوقف إطلاق النار بين طهران وتل أبيب. ويشكك البعض فى حديث ترامب عن إحراز السلام، نظراً لأن الولايات المتحدة قامت بدور قتالى. لكن البيت الأبيض يزعم أن الضربات أدت على انتكاسة للبرنامج النووي وقللت من خطر مزيد من الصراع.
الهند وباكستان
بعد ضربات بين البلدين فى مايو الماضى، دعا ترامب وقادة العالم الآخرين إلى هدوء بين القوتين النوويتين. وأعلن ترامب وقف كامل وفورى لإطلاق النار وزعم لاحقا استخدام التجارة مع واشنطن لدفع البلدين لوقف القتال.
لكن الهند رفضت مراراً الاعتراف بتفاوض ترامب لوقف إطلاق النار، وهو ما ساهم فى تدهور العلاقات مؤخراً بين نيودلهي وواشنطن.
كمبوديا وتايلاند
وافق البلدان على وقف إطلاق نار غير مشروط فى يوليو لحل صراع مستمر بينهما منذ خمس سنوات. وتم توقيع اتفاق فى ماليزيا بعد أن واجه البلدان ضغوطاً من ترامب الذى حذر من أن الولايات المتحدة لن توقع اتفاقات تجارية مع أي من البلدين.
ولاحقا، تبادلت تايلاند وكمبوديا اتهامات بشن الهجمات، مما وضع اتفاق الهدنة تحت الاختبار.
مصر وإثيوبيا فى فترة ترامب الرئاسية الأولى
يعتبر البيت الأبيض أن تدخل ترامب خلال فترته الرئاسية الأولى، فى عام 2019، فى تهدئة الخلاف الدبلوماسي بين مصر وإثيوبيا حول سد النهضة، "حرب قام الرئيس الأمريكي بحلها". لكن لم يكن هناك حرباً ولا اتفاق سلام. لكن ترامب يزعم أنه كان سيكون هناك حرب لو لم يتدخل.
وحاولت الولايات المتحدة التوسط لاتفاق خلال فترة ترامب الأولى، لكن أثيوبيا ابتعدت عن المحادثات. ثم علق ترامب بعض المساعدات لإثيوبيا بسبب التقدم المحدود.
صربيا وكوسوفو (الفترة الرئاسية الأولى لترامب)
أعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا عام 2008، بعد عقد من حرب كوسوفو، لكن صربيا لا تعترف باستقلالها، واستمر الصراع على الهوية الوطنية والنزاعات الإقليمية.
وتوسطت إدارة ترامب في اتفاقية سلام محدودة بين البلدين عام 2020، وكانت اتفاقية واشنطن، كما سميت، اتفاقية تطبيع اقتصادي قصيرة الأجل بين البلدين.
مع ذلك، لا تزال التوترات بين صربيا وكوسوفو دون حل حتى اليوم. ويحث (الناتو) البلدين على تسريع المحادثات لإحلال السلام.
ولم يعد سعى ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام، فقد ألمح مراراً إلى هذا الأمر. وقالت صحيفة تايمز البريطانية فى وقت سابق لها هذا الشهر، إن سعي ترامب الحثيث للحصول على الجائزة ينبع من تأثره بجائزة نوبل التي حصل عليها الرئيس الأميركي السابق ثيودور روزفلت (1901-1909)، المعروضة في البيت الأبيض، تقديرا لإنهائه الحرب الروسية اليابانية عام 1905.
ونقلت تايمز تحذير بعض المحللين من أن اندفاع ترامب انحو الحصول على الجائزة قد يوقعه في ورطة سياسية. فرغم أن أوباما حصل على الجائزة فى 2009، أي بعد أقل من عام على توليه المنصب، إلا أن الجائزة تحولت إلى وصمة عار نظرا لسياساته اللاحقة.

Trending Plus