حكاية متحف بدأ بتبرع للمقتنيات ومقره بالإسكندرية ليصبح أيقونة للثقافة والفنون منذ عشرات السنين.. متحف محمود سعيد قصته بدأت فى 119 سنة بعدما وهب فنان ألمانى أعماله للمتحف.. وهذه قصة توقفه فى الستينات

تعتبر مدينة الإسكندرية هى أيقونة الثقافة والفنون على مر العصور، وتحتوى على العديد من الآثار المختلفة الموجودة فى المتاحف منها المتحف القومى ومكتبة الإسكندرية والمجوهرات وغيرها، ولكن متحف محمود سعيد له طابع خاص لوجود قصة كفاح فى إنشائه، ويتعرف عليها المواطنون فور دخولهم إلى المتحف وفى تقريرنا التالى نعرض تفاصيل تأسيسه.
إنشاء المتحف
ويقول محمد سعيد الخبير الأثرى بالإسكندرية، إن المتحف من بدايته قائم على فكرة الهِبات، من حوالي 119 سنة وَهَب الألماني السكندري "إدوارد فريد هايم" 217 عملا فنيا لبلدية الإسكندرية لإقامة متحف للفنون، مجموعة الأعمال هذه هي كل ثروته التي جمعها طول عمره من كل سفرياته لبلاد كثيرة حول العالم.
وأضاف أنه قرر "فريدهايم" أن المجموعة تكون ملكية عامة للشعب السكندري وبسبب ذلك أهداها لبلدية الإسكندرية سنة 1906، والمجموعة موجودة في المتحف حالياً تحت اسم "هبة فْريد هايم" وفي 1935 وهَب سكندري آخر وهو "البارون شارل دي منشه" ڤيلته والحديقة الملحقة بها بغرض إقامة متحف لمجموعة "فريد هايم" بدون أي مقابل وكتب في وصيته إنه لا يجوز تغيير الغرض من استغلال المبنى بمرور الزمن.
تبرعات من أجل الفن
وفى ظل مجموعات من الهبات التى تأسس عليها المتحف هناك تبرع هام وهو للسياسى الشهير محمد محمود خليل وهَب مجموعة من أهم مقتنياته وهي مجموعة "المستشرقين" لمتحف الإسكندرية الجديد في وقتها، بغرض إثراء مجموعات المتحف.
بينما تبرع طه حسين وزير المعارف في الأربعينيات أهدى مجموعة كبيرة من مقتنيات متحف الفن المصري الحديث بالقاهرة حتى تكون تمثيلا للفن المصري داخل متحف الإسكندرية والأمير عمر طوسون (برنس الإسكندرية) أهدى مجموعة من أهم وأغلى مقتنياته لمتحف الفنون ومكتبة البلدية لتكون ملكا لكل الناس بمرور الزمن.
وعندما قررت اللجنة الاستشارية إطلاق اسم الملك فاروق على المتحف، توالت الهِبات من الأفراد مقتنيي المجموعات الفنية والفنانين السكندريين والأجانب لإثراء مجموعات المتحف لإحساسهم إنه متحفهم وإن لوحاتهم سيتم المحافظة عليها بشكل دائم وفي الستينيات لما صدر قرار بتحويل المتحف لإدارة صحية، وقف كل المثقفين وكل السكندريين أمام القرار وكان على رأسهم حسين بك صبحي، وأجبروا السلطات للتراجع عن القرار واستمر المتحف في تقديم خدماته لأهل الإسكندرية والشعب المصري.
محمود سعيد
ولد محمود سعيد فى 8 أبريل عام 1897 فهو ينتمى لأسرة ارستقراطية والده محمد باشا سعيد رئيس وزراء مصر في فترة من أعقد فتراتها السياسية في العشرينيات محمود سعيد هو خال الملكة فريدة زوجة الملك فاروق، أصر والده إنه يدرس القانون وانضم بعد ذلك انضم للنيابة العامة واستمر حبه للفن طوال عمله فى القضاء وتفرغ للرسم وهو في سن الخمسين وتوفى فى نفس يوم ميلاده بعد 67 عام و درس محمود سعيد طوال حياته على يد أجانب أشهرهم "زانييري" الذى تأثر به في بادئ الأمر إلا إنه تخلص تماماً من أسلوبه الخاص واستطاع ان يكون له اسلوب خاص فى الفن عام 1947 وهو اسلوب مصرى خالص بكل تفاصيله.
وأشار إلى أنه فنان من نوع خاص لم يتكرر بعده وكان رسام وملون شديد الموهبة ومرهف الحس بدرجة عالية جداً واستطاع ان يضرب بكل الأعراف عرض الحائط ويمتثل في النهاية لحسه وموهبته وأنتج أعمال عظيمة يتهافت عليها كل المقتنيين في العالم.

المتحف

المتحف-من-الداخل

جانب-من-المتحف

متحف-محمود-سعيد

متحف-محمود-سعيد-بالاسكندرية

Trending Plus