مصر قلب الدبلوماسية.. رسالة للمزايدين بشأن حرب غزة

أحمد التايب
أحمد التايب
أحمد التايب

مصر تمتلك مفاتيح الحل، هذا ليس محل صُدفة ولا من فراغ، إنما لدورها التاريخى وثقلها السياسى والاستراتيجى، فمن ينكر دور مصر في مساندة العرب عبر التاريخ، ليس فقط بالشعارات كما يفعل البعض إنما بالدم والأوراح والشرف، فهى صانع السلام وقلب الدبلوماسية، ليس بالكلمات، وإنما أفعال تتجسد على أرض الواقع وتعكسها مشاهد واقعية وتحركات نزيهة ومكثفة، في ظل جهود يشهد بها القاصى والدانى، ولا يستطيع المزايدة عليها إلا مُغرض أو جاهل أو حاقد، فما يحدث على أرض العزة والكرامة من جهود لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب العدوانية على قطاع غزة لخير شاهد، ودليل قاطع على ما نتحدث عنه في وقت العالم كله يموج بالمتغيرات والإقليم يعيش على بركان من النيران..

لذلك، فإن الدور "المصرى – القطرى" في صياغة مقترح متوازن يتضمن، وقفًا مؤقتًا للعمليات العسكرية لمدة 60 يومًا قابلاً للتمديد، وإعادة انتشار القوات الإسرائيلية لضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق، وفرض مسار سياسي واضح للوصول إلى اتفاق دائم يُنهي الأزمة، لخير نموذج على ما نتحدث عنه، فضلا عن تحمل مصر العبء الأكبر في الجانب الإنساني، حيث قدمت ما يقرب من 80% من المساعدات الموجهة لقطاع غزة، في إطار دورها الثابت والداعم للشعب الفلسطيني.

والجديد في المقترح المصرى، خلاف تضمن الإفراج عن نصف عدد المحتجزين، الأحياء والموتى، بواقع 10 أحياء و18 موتى، إنه يتضمن نقطة مهمة، وهو أن التفاوض سيدأ في اليوم الأول من الـ60 يوما - وهي المهلة المؤقتة - حول أوضاع الوقف الكامل والنهائي لوقف إطلاق النار، أي أن التفاوض لن يبدأ في نهاية المدة كما كان في الاقتراح السابق.

وفى اعتقادى ، زيارة وزير الخارجية ورئيس الوزراء الفلسطيني إلى معبر رفح، شاهد عملي على ما تبذله مصر للدفع تجاه وقف نزيف الدم الفلسطيني، وغلق الباب أمام المزايدين والكاذبين بشأن مصر هي من تغلق معبر رفح، لذلك فقد حملت الزيارة رسائل مباشرة إلى إسرائيل، من أمام معبر رفح الحدودي مع القطاع، رفضاً لمخططات تهجير الفلسطينيين، والطموحات الإسرائيلية التوسعية في القطاع والضفة.


لتبقى مصر حجر عثرة في وجه الكيان المحتل، فهى ليست مجرد دولة جوار فحسب، لكنها تملك من أدوات الحل الكثير، ما يجعلها الأقدر على رعاية الحل العادل، والوساطة المصرية لم تكن مجرد جهد دبلوماسي تقليدي، وإنما تحرك متكامل يجمع بين البعد الإنساني والسياسي والأمني، هدفه الأول حقن دماء الأبرياء ووقف دوامة العنف، وتهيئة الظروف لفتح أفق سياسي جاد يحقق الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة.


لذا، فإن تحركات الدولة المصرية تضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي لدعم المبادرة المصرية، والضغط على الحكومة الإسرائيلية للقبول بها، باعتبارها الطرح الواقعي الوحيد القادر على إيقاف المأساة الإنسانية في غزة، ومنع انزلاق المنطقة إلى مرحلة أكثر خطورة، بل رسالة واضحة إلى العالم أجمع، بأن القاهرة كانت وستظل حاضنة القضية الفلسطينية وركيزة أساسية لتحقيق السلام العادل والشامل.


وأخيرا، نستطيع القول، إن ما تقوم به مصر حق وواجب تجاه القضية الفلسطينية، بل التزامٌ دينيٌّ وأخلاقيٌّ وتاريخيٌّ باعتبار أن القضية الفلسطينية رمز لكرامة الأمة العربية والإسلامية، لذا، فليس أمام الفلسطينيين والعرب والأمة الإسلامية إلا توحِّد صفوفَها،  وتجاوز خلافاتها، لنصرة القضية ووضعها في الصدارة لتستعيد هويتها وعزتها..

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رئيس كوريا الجنوبية فى جولة مهمة لليابان وأمريكا لعقد قمتين مع إيشيبا وترامب

موعد مباراة بيراميدز ومودرن سبورت فى الجولة الرابعة للدورى المصرى

قالوا وقلنا.. حملة لدار الإفتاء للرد على شبهات الاحتفال بالمولد النبوى.. هل المحبة تكون بالقصائد الشركية والرقص والغناء والموسيقى فى المولد النبوى؟.. وهل كانت تُضرب الموسيقى والطبول والنوبات والكشاكيش؟

زى النهارده.. محمد عبد المنصف يعلن اعتزال الكرة بعد تتويج الزمالك بالدوري

"الرابر" يشعلون حفل مهرجان العلمين ناصر وخالد على وديزى توو سكينى.. ويجز يتألق بأغانى ألبومه الجديد.. ومفاجأة الحفل صعود آسر ياسين وتارا عماد ومايان السيد أبطال فيلم "وتر واحد" على مسرح يو أرينا


وفاة الفنانة المعتزلة سهير مجدى

مايان السيد تصعد على المسرح وويجز يوجه التحية لها

اليوم غلق باب التقديم على فرص عمل فى السعودية بمرتبات 80 ألف جنيه شهريا

قدم لكلية الطب وسبقه القدر.. وفاة طالب أثناء تركيبه ميكروفون لمسجد في قنا

حالة الطقس المتوقعة اليوم السبت 23 أغسطس 2025 فى مصر


لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى