أعقاب السجائر المعاد تدويرها قد تزيد من متانة الطرق

تشكل أعقاب السجائر عبئا بيئيا هائلا ومربكا، وللمساعدة فى معالجة هذه المشكلة المستمرة، طور المهندسون مؤخرا طريقة لاستخلاص مواد مفيدة من النفايات المهملة، ووفقا لنتائجهم، المنشورة فى مجلة "الإنشاءات ومواد البناء"، يمكن لفلاتر السجائر أن تعزز بشكل كبير الأسفلت المعاد تدويره قبل إعادة استخدامه على الطرق.

قد تكون أعقاب السجائر صغيرة الحجم، لكنها تتراكم، وقد قدرت منظمة الصحة العالمية أن المدخنين يتخلصون من حوالى 4.5 تريليون فلتر سنويا، بينما تشير التوقعات الأخيرة إلى أن هذا العدد قد يرتفع إلى 9 تريليونات بحلول نهاية عام 2025، كما تتحلل هذه النفايات ببطء شديد، مما يشكل مشاكل بيئية جسيمة، ليس فقط فى المناطق المأهولة بالسكان من العالم، بل فى الغابات والمجارى المائية والمحيطات أيضا، وقد أطلقت العديد من المنظمات وجماعات المناصرة مشاريع تهدف إلى الحد من هذه المشكلة، لكنها تواجه صعوبة بالغة، خاصة فيما يتعلق بالفلاتر الأكبر حجما، بحسب موقع popsci.

فى السنوات الأخيرة، بدأ المهندسون بخلط رصف الأسفلت المعاد تدويره (RAP) بمواد مضافة مثل ألياف السليلوز، وهى مواد تشبه تلك المستخدمة فى أعقاب السجائر، تساعد هذه العملية على تقوية الأسفلت المعاد تدويره وربطه لإعادة استخدامه على الطرق، وإدراكا منهم للإمكانيات غير المستغلة فى السجائر، قرر باحثون فى جامعة غرناطة بإسبانيا وجامعة بولونيا الإيطالية التعاون على طريقة جديدة لزيادة الاستفادة من أعقاب السجائر المهملة.

بعد إزالة أى مواد عضوية متبقية، قاموا بسحق الفلاتر المتبقية المصنوعة عادة من بلاستيك PLA وألياف السليلوز وخلطها فى شمع رابط، بعد ذلك، قاموا بضغط مادتهم الجديدة وتسخينها وتقطيعها على البارد إلى نوعين من الكريات، احتوت الأولى على أعقاب السجائر فقط، بينما احتوت الثانية على مادة السجائر ومادة إعادة تدوير إضافية.

أثناء عملية التصنيع، يبدأ الشمع داخل كل كرة بالذوبان بعد ملامسته للمادة البترولية الساخنة واللزجة التى تسمى البيتومين، بمجرد ذوبانها، تتكامل ألياف البلاستيك والسليلوز من أعقاب السجائر المعاد تدويرها مع المادة، مما يعزز مرونتها ومقاومتها للتشقق.

خلص الفريق إلى أن جميع أنواع الأسفلت المضاف إليها مرشحات سجائر كانت أكثر مرونة من الأسفلت التقليدى، علاوة على ذلك، سهل دمج الشمع تغيير لزوجة البيتومين، مما قد يقلل من درجة حرارة التصنيع اللازمة، مما يقلل من متطلبات الطاقة وانبعاثات التلوث.