المجاعة فى غزة تستفز أوروبا.. رئيس إيطاليا: إسرائيل مصممة على القتل العشوائى.. والسويد تدعم قطع العلاقات التجارية مع تل أبيب.. وسلوفينيا تحظر عبور وتجارة الأسلحة.. وإسبانيا تسقط 12 طنًا من المساعدات على القطاع

فاطمة شوقى
السبت، 02 أغسطس 2025 02:00 ص
في ظل تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، ومع تصاعد أعداد الضحايا المدنيين وتدهور الأوضاع المعيشية، بدأت ملامح تحول جاد في مواقف عدد من الدول الأوروبية تجاه إسرائيل.
فقد شهدت الأيام الأخيرة تصعيدًا دبلوماسيًا وإنسانيًا من عدة دول أوروبية، أبرزها إيطاليا والسويد وسلوفينيا وإسبانيا، تعبيرًا عن رفضها لما وصفته بـ"الانتهاكات المستمرة للقانون الدولي الإنساني"، وسط دعوات متزايدة لتجميد التعاون السياسي والاقتصادي مع تل أبيب، وفرض قيود على تصدير الأسلحة، وتكثيف إيصال المساعدات إلى المدنيين المحاصرين في غزة.
وأعرب الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا عن أسفه العميق إزاء الأوضاع الكارثية في قطاع غزة، في ظل تواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية والخسائر الفادحة في أرواح المدنيين الفلسطينيين، وفقًا لوكالة "أنسا" الإيطالية.
وفي خطاب ألقاه أمام جمعية الصحافة البرلمانية بقصر كويرينالي، قال ماتاريلا إن إسرائيل تُظهر "تصميمًا على القتل العشوائي"، في إشارة إلى استمرار الهجمات التي أودت بحياة نحو 60 ألف شخص منذ بدء التصعيد، مضيفًا: "الخطأ من طبيعة البشر، أما الإصرار عليه فهو من فعل الشيطان"، منتقدًا تجاهل تل أبيب لقواعد القانون الدولي الإنساني، واصفًا ذلك بأنه "غير مقبول على الإطلاق".
واستشهد الرئيس الإيطالي في خطابه بالقصف الذي طال رعية العائلة المقدسة في غزة، إضافة إلى استهداف سيارات الإسعاف وقتل الطواقم الطبية أثناء محاولاتهم إنقاذ الجرحى، معتبرًا ذلك "من أبشع مظاهر الانتهاك في ساحات القتال".
كما أشار إلى مأساة الأطفال الذين لقوا حتفهم أثناء انتظارهم في طوابير الماء والطعام، مؤكدًا أن "تدمير المستشفيات وموت الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية مشهد لا يجب أن يقبله ضمير إنساني".
وشدد ماتاريلا، في حضور ممثلين عن كبرى وسائل الإعلام الإيطالية، على أن "تجويع شعب بأكمله، من الأطفال إلى المسنين، يُعد فعلًا غير إنساني"، مجددًا إدانته لمثل هذه السياسات، واختتم قائلاً: "ما يُزرع في غزة اليوم من ألم ومعاناة وظلم، لا يخدم أي مبرر أمني حقيقي، بل يُنتج فقط المزيد من الاستياء واليأس".
وفي موقف مماثل، دعت السويد إلى تعليق الجزء المتعلق بالتجارة في اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، لتصبح أحدث دولة عضو في الاتحاد تتخذ هذا المسار في ظل تفاقم الأوضاع بغزة.
وقال رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترسون، إن "الوضع في غزة مروع للغاية، وإسرائيل لا تفي بأبسط التزاماتها المتعلقة بالمساعدات الإنسانية"، مطالبًا بأن "يجمّد الاتحاد الأوروبي، في أقرب وقت، الشق التجاري من الاتفاقية"، داعيًا كذلك إلى "زيادة الضغط الاقتصادي على إسرائيل".
وفي سلوفينيا، أعلنت الحكومة فرض حظر على الأسلحة مع إسرائيل، ومنع عبورها عبر الأراضي السلوفينية، كما قررت منع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش من دخول أراضيها، واعتبرتهما "شخصين غير مرغوب فيهما". وقالت وزيرة الخارجية السلوفينية: "هدفنا هو الضغط على تل أبيب لإنهاء المعاناة في غزة".
من جانبها، أطلقت إسبانيا حملة إنسانية مكثفة لدعم سكان غزة، إذ أسقطت طائرة عسكرية من طراز A400، تابعة لسلاح الجو الإسباني، 12 طنًا من المواد الغذائية فوق القطاع، بما يكفي لإطعام 11 ألف شخص، وفقًا لوزارة الخارجية.
كما استقبلت إسبانيا، يوم أمس، 13 طفلًا فلسطينيًا يعانون من أمراض خطيرة برفقة أسرهم، وتم نقلهم من قاعدة سرقسطة الجوية إلى مستشفيات متخصصة في إقليم الباسك وكاتالونيا.
وأكدت وزيرة الدفاع الإسبانية، مارجريتا روبلز، أن هذه الجهود جاءت بالتنسيق بين وزارتي الدفاع والصحة، مشيرة إلى أن "ما يعانيه أطفال غزة يُعد جريمة محددة المعالم بموجب القانون الدولي، ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يلتزم الصمت حيالها".

Trending Plus