ذكرى رحيل أحمد زويل.. قصة كفاح وراء حصوله على جائزة نوبل في الكيمياء

تحل اليوم ذكرى وفاة العالم المصري الشهير صاحب نظرية الفمتو ثانية أحمد زويل، الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 2 أغسطس عام 2016م، بعد مسيرة عامرة فى مجال الكيمياء خصوصا كيمياء الكم حتى أنه فاز بجائزة نوبل فى الكيمياء عن أبحاثه فى مجال الفمتو ثانية في عام 1999م.
وُلد أحمد زويل في دمنهور، مصر، ونشأ في الإسكندرية. عمل والده مُركّب دراجات هوائية ونارية قبل أن يصبح مسؤولاً حكومياً، بعد دراسته في جامعة الإسكندرية، انتقل زويل إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الدكتوراه في جامعة بنسلفانيا في فيلادلفيا، بعد عمله لفترة في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، انتقل زويل إلى معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في باسادينا عام 1976.
الفمتو ثانية
تُعد التفاعلات الكيميائية، التي تلتقي فيها الجزيئات المترابطة بالذرات وتعيد تنظيمها لتكوين مركبات جديدة، من أهم العمليات الطبيعية، يحدث هذا الانتقال من نظام إلى آخر بسرعة فائقة، وتتم هذه العملية بفضل اهتزاز الذرات داخل الجزيء، والزمن الفاصل بين هذه الاهتزازات قصير جدًا 10-100 فمتو ثانية، في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، طوّر أحمد زويل أساليب لدراسة التفاعلات الكيميائية بالتفصيل، وباستخدام تقنية الليزر لإنتاج ومضات ضوئية لا تتجاوز مدتها بضعة فمتوثانية، يمكن رسم خرائط للتفاعلات.
أحمد زويل يتحدث عن عائلته
يقول أحمد زويل: على ضفاف النيل، فرع رشيد، عشت طفولة ممتعة في مدينة دسوق، موطن المسجد الشهير، سيدي إبراهيم، ولدت في 26 فبراير 1946م، في دمنهور القريبة، "مدينة حورس"، على بعد 60 كم فقط من الإسكندرية، وبالنظر إلى الماضي، من اللافت للنظر أن أصول طفولتي كانت محاطة بمكانين عظيمين - رشيد، المدينة التي اكتشف فيها الحجر الشهير، والإسكندرية، موطن العلم القديم، يبدأ فجر ذاكرتي مع أيامي، في مدرسة دسوق الإعدادية، أنا الابن الوحيد في عائلة مكونة من ثلاث شقيقات ووالدين محبين، كان والدي محبوبًا ومحترمًا من قبل مجتمع المدينة، كان مفيدًا ومبهجًا واستمتع كثيرًا بحياته، كان يعمل في الحكومة وكان لديه أيضًا عمله الخاص، كرست والدتي، وهي شخص طيب القلب وراضٍ، حياتها كلها لأطفالها، وعلى وجه الخصوص لي، كانت جوهر حياتي بفضل لطفها وتفانيها التام وذكائها الفطري، ورغم صغر حجم عائلتنا، إلا أن عائلة زويل معروفة في دمنهور، وذلك حسب ما ذكره موقع جائزة نوبل الرسمي.
دكتور أحمد زويل
ويضيف أحمد زويل: "كان حلم العائلة أن تراني أحصل على درجة عالية في الخارج وأن أعود لأصبح أستاذًا جامعيًا، على باب غرفة دراستي، وُضعت لافتة كُتب عليها "دكتور أحمد"، على الرغم من أنني كنت لا أزال بعيدًا عن أن أصبح طبيبًا، لقد عاش والدي ليرى ذلك اليوم، لكن عمي العزيز لم يعش، كان العم رزق مميزًا في سنوات طفولتي وتعلمت منه الكثير، تقديرًا للتحليلات النقدية، والاستمتاع بالموسيقى، والاختلاط بالجماهير والمثقفين على حد سواء؛ كان محترمًا لحكمته، وميسور الحال، ومتعلمًا ذاتيًا، ثقافيًا، تركزت اهتماماتي، القراءة والموسيقى وبعض الألعاب الرياضية ولعب الطاولة، كان للمطربة العظيمة أم كلثوم (والتي كانت تسمى في الواقع كوكب الشرق - نجمة الشرق) تأثير كبير على تقديري للموسيقى، في أول خميس من كل شهر كنا نستمع إلى حفل أم كلثوم - "وصلات" (ثلاث أغنيات)، لأكثر من ثلاث ساعات، طوال سنوات دراستي في مصر، منحتني موسيقى هذه الشخصية الفريدة سعادةً خاصة، وكان صوتها غالبًا ما يتردد في الخلفية أثناء دراستي للرياضيات والكيمياء وغيرها، بعد ثلاثة عقود، ما زلت أشعر بنفس الشعور والشغف تجاه موسيقاها، في أمريكا، الموسيقى الوحيدة التي استطعت تذوقها بهذا المستوى هي الموسيقى الكلاسيكية، وبعض موسيقى الجاز، كانت القراءة، ولا تزال، متعتي الحقيقية".
وقد مُنحت جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999 لأحمد زويل "لدراساته حول حالات التحول في التفاعلات الكيميائية باستخدام مطيافية الفيمتوثانية".

Trending Plus