شكر وامتنان لمأمور أشمون الإنسان

وجه متجهم.. لسان سليط.. شخصية عنيفة متغطرسة.. قلب متحجر.. سمات ترسخت داخل أذهان المصريين تجاه رجل الشرطة، وذلك من خلال ما يشاهدونه على شاشات التليفزيون أو الأعمال الدرامية أو ما يسمعونه من قصص وحكايات .
صفحات مواقع التواصل مكتظة بمقاطع فيديو لرجال شرطة تحسب على أصحابها تحمل قدرا من التجاوز ومخالفة القانون والتعامل اللاأخلاقى.. ومن غير المنصف أن نعمم تلك التصرفات على كل المنتمين إلى تلك المؤسسة العظيمة التى يحمل رجالها على عاتقهم توفير الأمن والأمان للمواطنين وتطبيق القانون وتنفيذ أحكام القضاء.
لكن ووسط عالم أصبح العنف فيه أسلوب حياة.. وصارت فيه صفات الإنسانية والشهامة والجدعنة من الموروثات.. يظهر أمامنا ما يؤكد أن تلك السمات لا ترتبط بمنصب أو بمكانة لكنها صفات وراثية تكبر مع الإنسان نفسه بالفطرة، ولو بحثنا بين أروقة وطرقات أقسام الشرطة والمحاكم ستجد من المواقف الإنسانية لرجال الشرطة ما يجعلك تنبهر وتندهش لشخصية مكلفة بتنفيذ القانون بكل حزم تحمل كل تلك الرحمة والإنسانية داخلها.
قدمت ما سبق من أجل تسليط الضوء على نموذج لضابط شرطة برتبة إنسان.. العميد محمد عفت أبو العزم.. مأمور مركز شرطة أشمون.. يلقبونه فى موقع عمله بشيخ العرب.. وهو مصطلح لا يناله إلا من حظى بحب المحيطين وتفرغ للإصلاح بين المتشاحنين وحل مشاكل الناس.

العميد محمد عفت أبو العزم.. مأمور مركز شرطة أشمون
السيد المأمور فوجئ بسيدة مسنة تدخل مكتبه.. قدماها لا تقوى على حملها.. بادر إلى استقبالها ورحب بها وانتظر حتى التقطت أنفاسها ليستمع إلى شكواها.
السيدة المسنة قصت على أبو العزم قصة ابنتها الشابة التى وقعت فريسة فى دوامة الديون من أجل توفير احتياجات أسرتها.. ووقعت على إيصالات أمانة ضمانة للسداد وحينما تعثرت لو تستطع السداد.. صدر حكم بحبسها 3سنوات.
المأمور طمأن السيدة ووعدها ببحث الأمر.. وبادر على الفور بطلب ملف قضايا السجينة.. وبالفعل تأكد من صحة رواية السيدة المسنة.. وعليه تواصل مع أصحاب الديون وقام بسداد المبالغ المستحقة على السجينة من أمواله الخاصة.. وحصل بموجب ذلك على تنازلات من الدائنين.. وتم إخلاء سبيل السيدة وعادت إلى أسرتها واعادت الحياة والفرحة لبيت كان على وشك الانهيار والضياع.
بلدنا مليئة بمثل تلك النماذج المشرفة.. نموذج ابو العزم مادة خام لجدعنة وشهامة ورجولة الرجل المصرى بغض النظر عن البدلة التى يرتديها أو الرتبة التى تزين كتفه.. لكن وللأسف الذوق العام فى بلدنا تبدل وأصبح يلهث وراء مشاهد العنف والابتذال والتجاوزات والفضائح.. قدر من التدبر يرحمكم الله.

Trending Plus