عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة يعبرون عن غضبهم من "نتنياهو" بمظاهرات وسط تل أبيب بمشاركة "ويتكوف".. رصاص وقنابل وحصار الاحتلال للقطاع يقتل أكثر من 18 ألف طفل فلسطيني.. ومعدل سوء التغذية يتجاوز الحد العالمي

سادت حالة من الغضب في صفوف عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، بسب رفض رئيس وزراء الاحتلال بنامين نتنياهو، وحكومته، الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع، وازددت هذا الحالة بعد أن ظهر الأسيرين روم بارسلافسكي وأبيتار دافيد، في فيديوهات نشرتها الفصائل الفلسطينية، بوضع صحي ضعيف، وبحسب فيديو نشرته الفصائل ظهر فيه الجندي "بارسلافسكي" شاحبًا ونحيفًا وملقى على الأرض موجها حديثه إلى قوات الاحتلال: "أيها الجنود أنا أموت هنا، نتنياهو يتحمل مرضي ودمي، أرجوكم أدخلوا الطعام قبل أن أموت نحن نعيش في جهنم ومعاناة دائما من فضلكم أدخلوا الطعام إلى قطاع غزة، من فضلكم أوقفوا هذا الجحيم أوقفوا هذه الحرب".
كما انتشرت حالة من الصدمة في إسرائيل بعد نشر كتائب القسام فيديو للأسير أبيتار دافيد، بدا فيه هزيلا للغاية وفي حالة جسدية متدهورة، مع شح الغذاء في غزة جراء الحصار الإسرائيلي على القطاع.
وتجمع ممثلو عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، السبت في ساحة المختطفين بتل أبيب، مطالبين حكومة نتنياهو بالتحرك الفوري للتوصل إلى اتفاق شامل يُفضي إلى إطلاق سراح ذويهم.
وبحسب إعلام عبري، قالت إحدى عائلات الأسرى المحتجزين في غزة، إن " أولادنا تحولوا إلى جلد على عظم، في إشارة إلى الجوع المنتشر في قطاع غزة بسبب الحصار المفروض من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023.
وفي في زيارة مفاجأة، وصل المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى "ساحة الأسرى" بوسط تل أبيب، حيث تعقد تظاهرة لعائلات الأسرى بعد الفيديوهات الأخيرة.
ومازالت إسرائيل تحاصر قطاع غزة برا وبحرا وجوا، لليوم الـ666 على التوالي، حيث تسبب الحصار في انتشار المجاعة بين السكان وخاصة الأطفال، الذين يعانون من نقص حاد في الماء والغذاء والدواء.
وقد حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، من أن أطفال قطاع غزة يموتون بمعدل "غير مسبوق" وسط المجاعة، وتدهور الأوضاع نتيجة الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ 7 أكتوبر2023، مؤكدة أن أكثر 18 ألف طفل قتلوا في خلال تلك الفترة.
وقال نائب المدير التنفيذي لليونيسيف تيد شيبان، في إحاطة إعلامية حول رحلته الأخيرة إلى الشرق الأوسط: إن أطفال غزة يموتون بمعدل "غير مسبوق"، وعلامات المعاناة العميقة والجوع واضحة على وجوههم. وأضاف: "نحن على مفترق طرق، والخيارات المتخذة الآن ستحدد ما إذا كان عشرات الآلاف من الأطفال سيعيشون أم سيموتون".
وبعد زيارته الرابعة إلى غزة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، قال المسؤول الأممي: "تشاهدون الصور في الأخبار، وتعرفون ما حدث، لكن الأمر أصعب بكثير عندما تكونوا هناك، فعلامات المعاناة العميقة والجوع واضحة على وجوه العائلات والأطفال". وأكد شيبان، أن "أكثر من 18 ألف طفل قُتلوا في غزة منذ بداية الحرب".
وأردف: "تواجه غزة الآن خطرا داهما يتمثل في المجاعة، واحد من كل 3 أشخاص في غزة يقضي أياما دون طعام، وقد تجاوز مؤشر سوء التغذية عتبة المجاعة، حيث تجاوز معدل سوء التغذية الحاد العالمي الآن 16.5 %".
وتابع شيبان: "اليوم، أكثر من 320 ألف طفل صغير معرض لخطر سوء التغذية الحاد". وشدد على أن ما يحدث على الأرض بغزة "غير إنساني"، وما يحتاجه الأطفال من جميع الفئات وقف إطلاق نار مستدام، ومسار سياسي للمضي قُدما.
وجدد التأكيد على "ضرورة إدخال حوالي 500 شاحنة يوميا على الأقل للقطاع عبر جميع الطرق، وهذا يشمل المساعدات الإنسانية والتجارية".
وفي السياق، أعلن المكتب الحكومي في غزة، دخول 73 شاحنة مساعدات إنسانية إلى القطاع حتى الجمعة، تعرضت غالبيتها للنهب والسرقة نتيجة حالة الفوضى الأمنية التي يُكرّسها الاحتلال "الإسرائيلي" بشكل منهجي ومتعمد، ضمن ما بات يُعرف بسياسة "هندسة الفوضى والتجويع".
وأكد في بيان السبت، أن الاحتياجات الفعلية اليومية لقطاع غزة لا تقل عن 600 شاحنة من المواد الإغاثية والوقود لتلبية الحد الأدنى من متطلبات الحياة للقطاعات الصحية، والخدماتية، والغذائية، في ظل الانهيار الكامل للبنية التحتية بسبب حرب الإبادة الجماعية.
وأدان بأشد العبارات استمرار جريمة التجويع وإغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الإنسانية، محملا الاحتلال "الإسرائيلي" والدول المنخرطة معه في جريمة الإبادة الجماعية المسؤولية الكاملة عن استمرار الكارثة الإنسانية، داعيا إلى فتح المعابر فوراً، وإدخال المساعدات وحليب الأطفال بكميات كافية.
ميدانيا، استشهد 22 فلسطينيا، (السبت)، بينهم 12 من منتظري المساعدات، و3 نساء، برصاص وقصف الجيش الإسرائيلي أنحاء متفرقة من قطاع غزة، وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) نقلاً عن مصادر طبية، بوصول 12 شهيداً إلى مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة من منطقة المساعدات في محور «نتساريم».
كما استشهد المواطن حامد إبراهيم القريناوي وزوجته وأبناؤه الثلاثة، جراء استهداف طائرات الجيش الإسرائيلي منزلهم في بلدة الزوايدة وسط القطاع. وأشارت الوكالة إلى مقتل 3 مواطنين من عائلة سمور وإصابة آخرين، جراء إلقاء قنبلة من طائرة مسيرة تابعة للجيش الإسرائيلي على خيام النازحين بالقرب من مفترق الصناعة شمال مدينة خان يونس، كما استشهد سيدتان جراء قصف خيمة شمال غربي مدينة خان يونس؛ وهما: رنا رمزي يحيى أبو حمرة، ووالدتها هناء أبو حمرة.

Trending Plus