كتب عن صاحب نوبل.. رجاء النقاش وكتابه صفحات من مذكرات نجيب محفوظ

نحتفي خلال شهر أغسطس بالكاتب الكبير نجيب محفوظ، وذلك بمناسبة ذكرى رحيله في 30 أغسطس من سنة 2006، ونتوقف عند الكتاب والنقاد الذين تحدثوا عنه، والبداية مع كتاب "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ" للناقد والكاتب الكبير رجاء النقاش.
حكاية الكتاب
صدر هذا الكتاب فى الذكرى العاشرة لحصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل، وقد استغرق إعداده نحو 7 سنوات، فقد أجرى الناقد والكاتب الكبير رجاء النقاش حوارات مع نجيب محفوظ استمرت 18 شهرا سجل خلالها نحو 50 ساعة، تلقى فى مجموعها الضوء على ما لم يكن معروفا عن حياته ومسيرته، وتفصح عن حقيقة أفكاره وآرائه ومواقفه ومآزقه، فالكتاب هو فى الواقع صورة بانورامية لتطور الحياة السياسية والاجتماعية والفكرية فى مصر فى نحو ثلاثة أرباع القرن من خلال معايشة الأديب الكبير لها وتفاعله معها.
في هذا الكتاب يكشف الروائي العالمي الحائز على نوبل جانبًا خاصًا من ذاته، يختلف عن شخصياته الروائية التي شغلت النقاد والقراء لعقود، الكتاب، الصادر يعد من الوثائق النادرة التي تسمح للقارئ بالدخول إلى عقل محفوظ لا كروائي فقط، بل كإنسان، ومفكر، ومواطن عادي يعبر عن آرائه في الحياة والسياسة والفن.

صفحات من مذكرات نجيب محفوظ
عمل توثيقي لـ حياة نجيب محفوظ
الكتاب لا يضم مذكرات كتبها نجيب محفوظ بيده، بل هو عمل توثيقي يجمع حواراته ومقالاته وبعض تدويناته الخاصة، قام الصحفي رجاء النقاش بجمعها ونشرها أولًا تحت عنوان "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ"، قبل أن تُعاد طباعتها لاحقًا في كتاب.
يحمل الكتاب طابعًا تأمليًا، يظهر فيه نجيب محفوظ وقد تجاوز السبعين، متأملاً حياته ومجتمعه، كاشفًا عن مواقف خفية وأحكام ناضجة على الفن، والدين، والسياسة، والحب، والموت.
نجب محفوظ تحدث عن طفولته
يتحدث محفوظ عن طفولته في حي الجمالية، ويعترف بأن انتقاله من البيت القديم ترك "جرحًا" داخله لم يندمل، ويسرد مشاهد من علاقته بوالده، وتأثير أمه العاطفي عليه، وارتباطه المبكر بالسينما، الذي سيتحول لاحقًا إلى حاضن بصري لرواياته.
الحب الأول في حياة نجيب محفوظ
كما يعترف محفوظ بأنه أحبّ فتاة في شبابه لكنه لم يتزوجها، وبقيت ذكراها حيّة في وجدانه، ومن المفارقات أن محفوظ - الذي طالما كتب عن الحب - بدا في مذكراته أكثر تحفظًا حين يتعلق الأمر بمشاعره الشخصية، وكأن الكتابة الروائية كانت سبيله الوحيد للبوح.
الأدب والسياسة.. وشهادة نوبل
يتوقف الكتاب عند رأيه في جائزة نوبل التي حصل عليها عام 1988، والتي استقبلها بتواضع لافت، معتبرًا أن "الجائزة كرمت الأدب العربي أكثر مما كرمت شخصي"، بل وأبدى خشيته من أن تضغط عليه نوبل في اختياراته القادمة.
وفي الشأن السياسي، يظهر محفوظ ناقدًا لاذعًا للواقع، لكنه دائمًا متزن في مواقفه، لم يكن يرفع شعارات، بل كان يرى أن "المثقف يجب أن يحافظ على المسافة بينه وبين السلطة والمعارضة معًا".
البعد الروحي والفلسفي
من المثير في الكتاب انكشاف البعد الصوفي والفلسفي في تفكير نجيب محفوظ، خاصةً حين يتحدث عن الموت، والزمن، والوجود، يقول في أحد المواضع: "الموت هو الحقيقة الوحيدة التي لا تقبل التشكيك، ومع ذلك لا نتعلم كيف نواجهه".
وفي صفحات أخرى، يتأمل محفوظ فكرة "الله" والحرية، متأثرًا بقراءاته المبكرة في الفلسفة الإسلامية والغربية، من الغزالي إلى شوبنهاور.

Trending Plus