ليلة في مملكة "لير"

في وسط البلد، حيث المدينة الغنية بالمباني التاريخية والمهن الحرفية التي ما زالت تقاوم تطوّر التكنولوجيا، وحيث المارّة القادمون من كل مكان للتسوّق في المحالّ التجارية المختلفة، وبين كل هذا، وتحديدًا داخل المسرح القومي العريق الذي شهد أروع الأعمال الفنية لكبار نجوم المسرح، تقع مملكة "الملك لير"، التي يحرص الكثير من محبّي الفن على زيارتها والدخول في عالم يحمل توقيع الروائي العالمي ويليام شكسبير، وتجسيد العبقري النجم يحيى الفخراني، والنجم طارق الدسوقي ومجموعة من الفنانين الشباب نجوم المستقبل.
وقبل ساعة من رفع الستار عن المملكة، ينتظر محبّو النجم القدير يحيى الفخراني في المسرح بشوق ولهفة لرؤية طلة "الملك لير" في الرواية الشهيرة، التي عادت من جديد إلى خشبة المسرح، وتُعد من أجمل هدايا الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة للجمهور، والذى أتاح التذاكر بأسعار مخفّضة تبدأ من 60 و80 وحتى 110 جنيهات مصرية، لتناسب جميع فئات المجتمع.
وعند الساعة التاسعة مساءً، يبدأ العرض بالنشيد الوطني المصري، ثم يُرفع الستار عن مملكة لير، لتدخل عالمًا من السحر والجمال والدقة والنظام في كل شيء وليس فقط في موعد رفع الستار بالإضافة إلى أداء الفنانين، الذي يجعلك تتفاعل معهم وتشعر وكأنك داخل الرواية، وتتمنى لو أتيحت لك الفرصة لتدافع عن لير وتساعده في استرداد ملكه من ابنتيه.
سلاسة الانتقال بين المشاهد، والاهتمام بأدق تفاصيل الديكور، وأزياء الفنانين، والموسيقى التصويرية، تجعلك لا تشعر بالملل، بل تنجذب أكثر إلى الرواية التي تخرج منها بدروس حياتية عديدة، أهمها أن الحب لا يُشترى بالمال، وأن القناعة كنز لا يفنى.
كل هذه العناصر تجعلني لا أكتفي بمشاهدة العرض مرة أو مرتين، بل أحرص على حضوره مرارًا وتكرارًا. وأدعوك، عزيزي القارئ، إلى مشاهدته، وآمل أن يستمر عرضه، وأن نشهد مزيدًا من المسرحيات الرائعة مثل رائعة "الملك لير".

Trending Plus