واشنطن بوست تنشر صورًا جوية نادرة تُظهر النزوح والدمار الواسع فى قطاع غزة

نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية فى عددها الصادر اليوم السبت صورًا جوية حصرية نادرة تكشف حجم الدمار الهائل الذى لحق بقطاع غزة، إلى جانب مشاهد مروعة من النزوح الجماعي، فى ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية والتصعيد المستمر.

واشنطن بوست
وأوضحت الصحيفة فى سياق تقرير مصور إن مراسليها حصلوا على فرصة نادرة لالتقاط صور جوية منخفضة الارتفاع لحجم الدمار والنزوح فى القطاع بعدما أتيحت لهم ركوب طائرة مساعدات يوم الأربعاء الماضي، أثناء قيامها بإسقاط جوى فوق قطاع غزة خاصة أن غزة أُغلقت أمام الصحفيين الأجانب منذ أن بدأت إسرائيل عمليتها العسكرية فى أكتوبر 2023، واقتصرت المشاهد الجوية بشكل كبير على صور الأقمار الصناعية والصور العسكرية الإسرائيلية ولقطات الطائرات بدون طيار من الصحفيين والعاملين الإعلاميين فى غزة - قُتل منهم 186 شخصًا على الأقل، وفقًا للجنة حماية الصحفيين.

دمار غزة
وتُظهر الصور الأثر المدمر للقصف الإسرائيلى الذى ألحق أضرارًا أو دمّر جزءًا كبيرًا من غزة، وشرد معظم سكانها، وأسفر عن مقتل أكثر من 60 ألف شخص، وفقًا لوزارة الصحة فى غزة، التى لا تفرق بين المدنيين والمقاتلين.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل سمحت باستمرار عمليات الإنزال الجوى للمساعدات الإنسانية فوق غزة مع تزايد الوفيات الناتجة عن الجوع لكن صحفيو مؤسسات أخرى الذين غطوا رحلات الإغاثة الجوية قالوا إنهم أُبلغوا بأن إسرائيل حظرت تصوير غزة من الجو بينما رفض الجيش الإسرائيلى التعليق على الأمر.
ولم يتم تبليغ مصورة الصحفية أى تعليمات من هذا القبيل قبل صعودها على متن طائرة المساعدات يوم الأربعاء الماضى لكن فى رحلة لاحقة يوم الجمعة الماضية، أخبرها أحد أفراد طاقم الطائرة أنها ممنوعة من تصوير غزة، وأن التصوير يقتصر على الإنزال الجوي.
وترجع هذه الصور إلى إنزال يوم الأربعاء الماضي، عندما أسقطت طائرتى نقل، أكثر من 16 طنا من الغذاء وحليب الأطفال فى غزة، بموافقة إسرائيل بينما التُقطت معظم الصور من خلال نوافذ الطائرة، متجهة شرقا نحو مدينة غزة.
وتُظهر لقطة مقربة سبع مدارس سُوّيت بالأرض جراء الغارات الإسرائيلية: مدرسة الزهاوى الإعدادية للبنين، ومدرسة أسدود الثانوية للبنين، ومدرسة أبو ذر الغفاري، ومدرسة جولس الثانوية للبنين، ومدرسة العودة الابتدائية، ومدرسة صرفند الإعدادية للبنين، ومدرسة سامى العلمى للبنين.
وفى الوقت نفسه، تحتل خيام النازحين ساحات المدارس حيث أظهرت صور نُشرت على فيسبوك قبل أيام قليلة من بدء الحرب طلابًا صغارًا يصطفون هناك.
وتحتل الأنقاض والمبانى المنهارة ومخيمات الخيام، الأرض التى كان يقع عليها مسجد ووزارة الاقتصاد. وبجوار المسجد، تقف الواجهة المدمرة لمركز الشيخ رضوان الصحي، وهو عيادة دُمرت فى وقت سابق من الحرب وكانت تديرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وتُظهر صورة مُكبرة أنقاض مخيم جباليا للاجئين حيث حاصر الجيش الإسرائيلى جباليا، التى كانت مسرحًا لمعارك ضارية بين حماس والجيش الإسرائيلى فى صراعات سابقة، من أكتوبر إلى ديسمبر 2024 عندما تم حظر إيصال الطعام والماء والدفاع المدنى والمسعفين إلى معظم المناطق، وهُدمت مساحات شاسعة من الحي.
ونقلت الصحيفة عن أحد طاقم طائرة المساعدات قوله إن رؤية غزة من الجو "أصابتنى بالصدمة"، مضيفا أنه رأى دمارا "متزايدًا" مقارنةً بآخر مرة حلق فيها فوق غزة خلال الجولة الأولى من عمليات الإنزال الجوى العام الماضي.
وأضاف: "كل من يرى هذه المنطقة سيُصاب بالصدمة، نأمل أن تنتهى هذه الحرب، علينا أن نمنحهم المزيد والمزيد من الطعام، لأنهم يتضورون جوعًا هناك."
وأشار آخر إلى أنه شارك أيضًا فى عمليات الإنزال الجوى العام الماضي، لكن العمليات الأخيرة كانت محزنة للغاية، قائلا :" رؤية قطاع غزة من الأعلى محزن للغاية، كل شيء مختلف. لا توجد مبانٍ، لا شيء. الكثير من الخيام على الشاطئ. بدأت أرى ذلك عندما كانت جميع المبانى موجودة. فى الوقت الحاضر، لا يوجد شيء. إنهم يموتون هناك."
وذكرت الصحيفة أن نظرة فاحصة تُظهر فى الوقت نفسه كيف يعيش مئات الآلاف من الغزيين فى خيام مؤقتة نُصبت فى أى مكان تتوفر فيه مساحة، بما فى ذلك على الشاطئ جنوب غزة.
وتقول المنظمات الإنسانية إن عمليات الإنزال الجوى التى استؤنفت الأيام الماضية، وإن كانت أفضل من عدم وصول أى مساعدات على الإطلاق، إلا أنها أقل فعالية بكثير من إرسال المساعدات برًا.
وحثت المنظمات إسرائيل بفتح المعابر البرية والسماح بدخول أعداد كبيرة من الشاحنات إلى غزة، بدلا من ذلك.
ونوهت الصحيفة أن عمليات الإنزال الجوى لا تتميز بتوجيه دقيق، ولا تتيح إمكانية التوزيع المنظم على الأرض، مشيرة إلى أنه فى موجات سابقة من عمليات الإنزال الجوي، سحقت صناديق المساعدات الثقيلة طالبى المساعدة حتى الموت، وقادتهم إلى البحر، حيث غرقوا وهم يحاولون الوصول إلى الطعام، وفقًا لمسؤولى الصحة.

Trending Plus