يوم من تقلبات مزاج ترامب.. هدد روسيا بالنووى وأقال مفوضة لاعتراضه على تقرير الوظائف.. نيويورك تايمز: الرئيس يغضب من الرافضين للخضوع لإرادته.. وتؤكد: خطوة تثير خوف المسئولين الحكوميين من إعلان الأخبار السيئة

تحت عنوان " ترامب يُظهر جانبه المتقلب في انتقاد روسيا وبيانات الوظائف"، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان يحقق سلسلة من الانتصارات، لكن عندما واجه حقائق وخصومًا لم يذعنوا لإرادته، ردّ بنفاذ صبر وعنف مفرط.

ورغم تباطؤه خلال النصف الأول من العام، ظلّ الاقتصاد الأمريكي سليمًا نسبيًا. ومع ذلك، عندما صدر تقرير الوظائف لشهر يوليو أمس الجمعة، والذي أظهر تباطؤًا كبيرًا في التوظيف، شنّ الرئيس ترامب هجومًا لاذعًا، مدعيًا أن الأرقام مُزوّرة، وأقال رئيسة الوكالة الحكومية التي تُصدرها.

وكان دميتري ميدفيديف رئيسًا لروسيا سابقًا، لكنه الآن ليس سوى معلق مُفضّل لدى الكرملين. ومع ذلك، عندما أزعج ترامب بمنشوراته الاستفزازية حول الحرب النووية، ردّ ترامب، الذي يزداد غضبه أصلاً من عدم رغبة الرئيس فلاديمير بوتين في العمل معه لإنهاء الحرب في أوكرانيا،  كما لو أن صراعاً حقيقياً بين القوى العظمى على وشك الاشتعال، فأمر الغواصات بالتمركز في مواقعها للحماية من أي تهديد.

وقبل أيام قليلة، عاد ترامب إلى الولايات المتحدة من رحلة جولف، مستعرضاً سلطته السياسية والدبلوماسية بسعادة.

قرارات ورسوم جمركية جديدة 

وأقرّ الكونجرس المستسلم تشريعه السياسي الداخلي المميز، رغم المخاوف بشأن التخفيضات الكبيرة في شبكة الأمان الاجتماعي. ورضخ الاتحاد الأوروبي لترامب وتهديده بفرض رسوم جمركية بالإعلان عن اتفاقية تجارية خلال رحلة الرئيس إلى اسكتلندا. ومضى ترامب قدماً في فرض رسوم جمركية شاملة من شأنها إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي.

لكن أمس الجمعة، أظهر ترامب، الذي واجه أعداءً وحقائق لم يستطع السيطرة عليها بسهولة، جانباً آخر من شخصيته، فاستجاب بشكل غير متناسب ونفاد صبر واضح. واعتبرت الصحيفة أن أفعاله كانت جزءًا من نمط أظهر فيه تعصبًا متزايدًا تجاه أولئك الذين لن يخضعوا لإرادته.

وتعرض جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي تحدى مطالب ترامب بخفض أسعار الفائدة، لانتقادات وإهانات لاذعة ومتواصلة من الرئيس. وهاجم ترامب مؤيديه الذين رفضوا التخلي عن مطالبهم بالإفراج عن ملفات إبستين.

لكن أفعاله يوم الجمعة كانت لافتة للنظر بشكل خاص لأنها تضمنت ردود فعل حادة على اثنتين من أكبر القضايا المطروحة على جدول أعماله.

إحباط ترامب من روسيا 

أما روسيا بقيادة بوتين، التي كان ترامب يعتبرها شريكًا في حل المشكلات الكبرى، فقد تركت ترامب محبطًا ومواجهًا لتذكيرات ساخرة بتعهده بأنه قادر على إنهاء الحرب في أوكرانيا في يومه الأول في منصبه. ومع ردّ بوتين الآن على جهود ترامب للسلام بشن المزيد من الهجمات وتجاهله تهديدات فرض المزيد من العقوبات الأمريكية، انقلب ترامب عليه - واستخدم يوم الجمعة صلاحياته كقائد أعلى للقوات المسلحة للرد على منشورات استفزازية من أحد أدوات بوتين الهجومية على الإنترنت.

وبعد وقت قصير من كشفه على منصته للتواصل الاجتماعي أنه أمر بغواصات نووية "بالتمركز في المناطق المناسبة، تحسبًا لأن تكون هذه التصريحات الحمقاء والتحريضية أكثر من ذلك"، أقال ترامب رئيسة مكتب إحصاءات العمل، مدعيًا أن أرقام التوظيف تُزيّف لتشويه سمعته.

وقال جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق لترامب: "أعتقد أنه أحاط نفسه عمدًا برجال ونساء مطيعين. هذا دليل إضافي على أنه غير مؤهل لمنصب الرئيس. هذه ليست الطريقة التي يتعامل بها الرئيس مع أيٍّ من هذه المواقف". وعند إقالة إريكا ماكينتارفر، مفوضة مكتب الإحصاء، التي تم تثبيتها على أساس توافقي من الحزبين في عام 2024، اتهمها ترامب باتباع نهج متبع منذ فترة طويلة في التلاعب بأرقام الوظائف لإيذائه قبل انتخابات 2024 وبعدها، وهو ادعاء نفاه خبراء اقتصاديون من مختلف الأطياف السياسية.

وعززت هذه الخطوة مخاوف كثيرة من أن ترامب، الذي سبق أن طرد المفتشين العامين وعيّن موالين له في وزارة العدل، سيجتث في النهاية المسئولين الحكوميين الذين يُبلغون عن بيانات غير ملائمة سياسيًا أو يُخيفهم من الكشف علنًا عن أخبار سيئة.

ووصف ويليام دبليو بيتش، الرئيس السابق لمكتب إحصاءات العمل الذي رشحه ترامب خلال ولايته الأولى، الإقالة بأنها "لا أساس لها من الصحة" وحذر من أنها تُشكل "سابقة خطيرة". قال بيتش في بيان مشترك مع إحصائيين آخرين: "هذا يُصعّد هجمات الرئيس غير المسبوقة على استقلالية ونزاهة النظام الإحصائي الفيدرالي. يسعى الرئيس إلى إلقاء اللوم على شخص ما بسبب أخبار اقتصادية غير مرغوب فيها".

وبالمثل، أبدى ترامب القليل من الحذر في وقت سابق من اليوم في رده على ميدفيديف، الذي قال في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن على ترامب أن يتخيل المسلسل التلفزيوني المروع "الموتى السائرون"، وأشار إلى نظام الاتحاد السوفيتي لإطلاق نووي.