أكرم القصاص فى "العالم غدا": مصر أسقطت مخطط التهجير والاحتلال فضح نفسه على معبر رفح.. ما يجرى بالقطاع أسوأ من مذابح القرن الـ 20.. الانقسام الفلسطينى أكبر هدية لإسرائيل.. وغزة كشفت زيف شعارات حقوق الإنسان

قال الكاتب الصحفي أكرم القصاص رئيس مجلس إدارة اليوم السابع، إن ما يجري في غزة منذ السابع من أكتوبر يمثل مأساة إنسانية غير مسبوقة، مشيرا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب جرائم مروعة بحق المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ ومرضى، إلى جانب تدمير المستشفيات ومنع المساعدات.
وأضاف القصاص خلال حواره في برنامج "العالم غدا" مع الإعلامية ريهام الديب على شاشة التليفزيون المصري، أن هذه الحرب تكشف ليس فقط سقوط الاحتلال والإدارة الأمريكية التي منحته الضوء الأخضر، وإنما أيضا ازدواجية المعايير الدولية وزيف الخطابات الغربية حول حقوق الإنسان.
وأكد أن ما يحدث في غزة أسوأ من الحروب العالمية الأولى والثانية، بل أشد وحشية من المجازر الاستعمارية في القرنين التاسع عشر والعشرين، لافتا إلى أن الاحتلال الصهيوني يمارس أبشع أنواع الاستعمار الاستيطاني.
وأشار القصاص إلى أن الكارثة الإنسانية في القطاع مستمرة منذ ما يقرب من عشرين شهرا، حيث يتزايد عدد الشهداء يوميا بالمئات، فيما يواجه السكان حصارا شاملا ومنعا لدخول الغذاء والماء والدواء إلا بعد جهود مصرية كبرى.
وشدد رئيس مجلس إدارة اليوم السابع على أن المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الخارجية بدر عبد العاطي مع رئيس الحكومة الفلسطينية كشف زيف الرواية الإسرائيلية بشأن إغلاق معبر رفح، مؤكدا أن الاحتلال هو من أغلق المعبر بالدبابات بينما تسعى مصر لفتح الممرات من رفح أو كرم أبو سالم.
واعتبر القصاص أن ما نشهده ليس مجرد سقوط أخلاقي للاحتلال وحلفائه، وإنما انهيار كامل للمنظومة الغربية التي طالما رفعت شعارات حقوق الإنسان، مؤكدا أن الواقع في غزة فضح كل هذه الادعاءات.
أكد أن الموقف المصري تجاه التصعيد الإسرائيلي على غزة واضح وثابت منذ البداية، مشيرا إلى أن مصر لا تمتلك مصالح ضيقة في القضية الفلسطينية، بل تعتبرها قضية أمن قومي ومصيرية.
أضاف أن الرئيس عبدالفتاح السيسي ووزير الخارجية بدر عبد العاطي عبرا بوضوح عن رفض مصر القاطع لأي مخططات للتهجير سواء القسري أو الطوعي، مؤكدا أن القاهرة تتحرك في كل المحافل الدولية لإسقاط تلك المحاولات.
وشدد على أن مصر تمثل نموذجا يحتذى به في دعم القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وهو ما عبرت عنه مواقفها الثابتة وجهودها المستمرة في فتح المعابر وتقديم المساعدات وقيادة جهود الوساطة.
وقال القصاص، إن الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة منذ عام 2007 منح الاحتلال الإسرائيلي فرصة للتشكيك في وحدة الصف الفلسطيني، وهو ما أضعف الموقف العربي تجاه القضية.
وأضاف القصاص، أن مصر استضافت على مدار السنوات الماضية جولات عديدة من الحوار الوطني الفلسطيني كان آخرها في يوليو الماضي، لكنها اصطدمت دائما بتعنت بعض الأطراف.
وأشار إلى أن الوضع العربي العام يشهد حالة من التشرذم نتيجة الأوضاع الداخلية في بعض الدول، لافتا إلى أن مصر والسعودية والعراق والأردن والبحرين اتخذت مواقف متقاربة، بينما تعمل القاهرة بالاشتراك مع قطر للتواصل مع الولايات المتحدة والأطراف المعنية.
وأكد أن القاهرة ما زالت تتحمل العبء الأكبر في إدارة الملف الفلسطيني باعتبارها الدولة المحورية في المنطقة وصاحبة المصلحة الحقيقية في تحقيق الوحدة الفلسطينية ومنع محاولات تصفية القضية.

Trending Plus