اكتشاف ورشة عمل لإنسان نياندرتال عمرها 70 ألف عام فى بولندا.. ما سرها؟

اكتشف علماء الآثار ورشة عمل لإنسان نياندرتال عمرها 70 ألف عام، كانت تُستخدم لصيانة وإصلاح أدوات سلخ جلود الحيوانات الكبيرة مثل "الماموث والخيول ووحيد القرن"، فى وادى زفولينكا فى مازوفيا وسط بولندا.
ويمثل الاكتشاف في وادي زفولينكا في مازوفيا في بولندا الموقع الأكثر شمولاً لإنسان نياندرتال في البلاد حيث نجت المواد العضوية، بما في ذلك العظام، كما أنها من المواقع المفتوحة القليلة التى تحتوي على مثل هذه البقايا، والتي عادة ما يتم الحفاظ عليها فقط في بيئات الكهوف، وفقا لما نشره موقع scienceinpoland.
العصر الحجرى القديم
صرّح الدكتور فيتولد جرودز، مدير المشروع فى متحف الآثار الحكومى فى وارسو، قائلاً: "لقد تمكّنا من تحديد أن إنسان نياندرتال كان نشطًا فى هذا الموقع منذ 64-75 ألف عام، أى فى العصر الحجرى القديم الأوسط، وهذا هو الموقع الوحيد الذي يعود إلى العصر الحجري القديم الأوسط في بولندا، حيث تُجرى الأبحاث حاليًا".
وبحسب جرودز، تم تحديد الموقع على أساس الطبقات الأثرية المعاد ترسيبها، والمواد التي تم نقلها من موقعها الأصلي، على الأرجح عن طريق نهر قريب.
الأدوات الحجرية
على مدى ثلاثة مواسم تنقيب، اكتشف علماء الآثار عظام الماموث، وأسنان وحيد القرن والخيول، ومئات الأدوات الحجرية والقطع الأثرية المرتبطة بنشاط إنسان نياندرتال.
وقال جرودز: "كان لدينا حوالي 330 قطعة أثرية من أرشيفات تعود إلى ثمانينيات القرن الماضى، عثرنا على أكثر من 170 قطعة أخرى في الموسم الماضي، وفي هذا الموسم، حصلنا أيضًا على عدد مماثل".
وأضافت الدكتورة كاتارزينا بيزيفيتش من جامعة وارسو: "بناءً على بيانات مماثلة من مواقع العصر الحجري القديم الأوسط، نعلم أن هذه الأدوات كانت تُستخدم لتقسيم جثث الحيوانات، وتقطيعها إلى أرباع، ومن المرجح أن الماموث ووحيد القرن والخيول، التي عثرنا على عظامها، كانت تُقطع إلى أرباع باستخدام هذه الأدوات".
وأضافت: "بعد عدة مواسم بحثية، علمنا أن أدوات جاهزة كانت تُجلب إلى الموقع لإصلاحها، وقد بدت عليها آثار تفاعلات مرتبطة بتقسيم جثة الحيوان".
إنسان نياندرتال
يُعتقد الآن أن إنسان نياندرتال، المصنف كفرع مستقل من شجرة العائلة البشرية، كان أكثر تطورًا مما كان يُعتقد سابقًا، وقد أكدت الأبحاث الحديثة أنه رسم فنون الكهوف منذ أكثر من 64,000 عام، وتزاوج مع الإنسان العاقل، مساهمًا في تكوين جينات الإنسان الحديث.

Trending Plus