الاحتلال يراوغ.. نتنياهو يحاول تعطيل صفقة وقف إطلاق النار فى غزة.. سياسيون فلسطينيون: مقترح مصر مدخل لحل تكتيكى للوصول لصيغة اتفاق شامل.. ينقذ شعبنا من التهجير والإبادة.. والمقترح نتاج جهد كبير بذله الوسطاء

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي مراوغته حول التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في غزة يفضي إلى صفقة شاملة لوقف الحرب وتبادل الأسرى خلال الفترة المقبلة، ما يكشف نوايا الاحتلال التي تهدف لتدمير ما تبقى في غزة بالتخطيط للقيام بعملية عسكرية على مدينة غزة والمنطقة الوسطى بالقطاع.
وقدم الوسطاء مقترحا محدثا يتطابق بنسبة 98% مع مقترح المبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف، والذي وافقت عليه إسرائيل قبل عدة أسابيع إلا أن أصوات تتبع لحكومة اليمين تلمح لرفضه تماما، وهو ما يشير إلى استمرار إسرائيل في المماطلة وعدم رغبتها في التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في غزة والمضي في مخططاتها الرامية لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين.
ويستخدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإعلام الموالي له في تل أبيب بتسريب أخبار تفيد برفضه للمقترح الجديد المقدم على الطاولة وتمسكه بصفقة شاملة لوقف الحرب والإفراج عن كافة الأسرى الإسرائيليين، وهو ما كانت ترفضه إسرائيل تماما قبل أسابيع وتمسكت حينها بصفقة جزئية مقابل تبادل عدد من الأسرى.
وأكدت المعارضة الإسرائيلية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضرورة الموافقة على المقترح الجديد لوقف إطلاق النار في ظل معاناة قوات الجيش والتظاهرات الحاشدة في الشارع الإسرائيلي، مؤكدين استعدادهم لتوفير شبكة "أمان" لنتنياهو حال موافقته على إبرام الصفقة وفق المقترح الجديد.
ويري كتاب ومحللون سياسيون فلسطينيون، أن المقترح المصري المقدم لوقف إطلاق النار هو الفرصة الأخيرة وأمل كل الفلسطينيين لإنقاذ مدينة غزة والمنطقة الوسطى من الخراب والدمار مع موافقة وزير الجيش الإسرائيلي على خطة احتلال غزة.
بدوره، أكد الكاتب الفلسطيني أكرم الصوراني، الأربعاء، أن الشعب الفلسطيني يدعم أي مقترح يحقق وقف العدوان الإسرائيلي ووقف الإبادة، مشددا على ضرورة وقف ما وصفه بـ"البذخ" والإسراف اليومي في القتل والموت وأن يتوقف هذا الجنون والعبث، موضحا أن العدوان الإسرائيلي حصد القطاع والبنيان وقضى على آدميه الكائنات الحية، لافتا إلى أن استدراك الخسارة والحفاظ على بقايانا في غزة ضرورة.
وأوضح الكاتب الفلسطيني لـ"اليوم السابع" أن المقترح المصري بين سطوره مدخل لحل تكتيكي ومخرج لحل متدحرج للوصول الى صيغة اتفاق شامل وتلك هي الرغبة الفلسطينية المصرية يبقى قانون المحتل ومخططاته، داعيا الوسطاء للضغط على الاحتلال الإسرائيلي في هذه المرحلة لمنع كارثة اجتياح غزة وإعادة تسويق الاتفاق على أنه كان المطلب الاسرائيلي الويتكوفي كحل وسط في هذه المرحلة وعلى قاعدة أنه اتفاق متدحرج يمهد لاتفاق شامل ووقف كامل للعدوان وانسحاب من القطاع.
وأعرب عن تخوف من نزوح جديد للشعب الفلسطيني الى جنوب القطاع في ظل أخبار حول تقدم الآليات الإسرائيلية مع القصف والتدمير الممنهج وحصار مدينة غزة، وهو ما يشي باقتراب اجتياح المدينة وعلى أقرب تقدير سبتمبر المقبل.
فيما، أكد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني مصطفى إبراهيم أن المقترح المصري المقدم لإبرام صفقة لوقف إطلاق النار في غزة هو طرح الضرورة في ظل اللحظات الفارقة التي يعيشها الشعب الفلسطيني بغزة مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية باجتياح مدينة غزة.
وأوضح المحلل السياسي الفلسطيني في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن مصر تتحمل مسؤولية تاريخية مهمة لإنقاذ الشعب الفلسطيني من الحرب الإسرائيلية والمقترح المصري نحن بحاجة إليه، خاصة بعد اجتماع الفصائل مع المسؤولين المصريين، موضحا أن المقترح الجديد يأتي في سياق الدور الذي لعبته مصر من أكتوبر 2023 بتقديم كافة سبل الدعم السياسية والإنسانية للشعب الفلسطيني.
إلى ذلك، أكد الحقوقي الفلسطيني خليل أبو شمالة أن المقترح المصري الأخير لوقف إطلاق النار في غزة مهم للغاية لوقف حرب الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيين، مشيرا إلى بذل الدولة المصرية لجهد كبير من خلال سد الفجوات التي كانت عائقا للوصول إلى اتفاق خلال الفترة المقبلة.
وأوضح "أبو شمالة" في تصريحات لـ"اليوم السابع" أن كافة المواطنين الفلسطينيين في غزة وخارجها ينظرون إلى مصر على أنها المنقذ بما تبقى من غزة، ومنع التهجير القسري الذي يسعى إليه نتنياهو من خلال اقتلاع السكان من أرضهم ودفعهم إلى جنوب القطاع تمهيدا للتهجير.
ولفت إلى أن المقترح المقدم نتاج جهد كبير بذله الوسطاء وفي مقدمتهم مصر ادراكا للحظة الراهنة والحرجة التي تهدد مستقبل القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، معربا عن أمله في أن تتوج هذه الجهود بوقف الابادة وفتح مسارات سياسية نحو اتفاق شامل.
يشمل المقترح الجديد إطلاق سراح 10 إسرائيليين أحياءً على دفعتين في اليوم الأول واليوم الخمسين، مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، هو ما يقرب من 140 أسيراً من ذوي المحكوميات المؤبدة والعالية إلى جانب 60 ممن قضوا في السجون أكثر من 15 عاماً، إضافة إلى النساء والقُصَّر وآخرين اعتُقلوا من داخل غزة بعد السابع من أكتوبر 2023.
وسيتم تسليم جثث 18 رهينة اتُّفِقَ على تسليمها على مرتين أيضاً، بدءاً من اليوم السابع وحتى اليوم الثلاثين، على أن يجري في المقابل تسليم عدد جثامين محدد من الفلسطينيين، وهو ما يقارب المقترح الأصلي: نحو 10 جثث مقابل كل جثة إسرائيلية.
ينص المقترح على أن تنسحب القوات الإسرائيلية إلى ما كانت عليه الأوضاع قبل اختراق وقف إطلاق النار في مارس الماضي، من خلال الانسحاب بمسافات محددة مسبقاً تصل إلى نحو كيلومتر في بعض المناطق وأقل أو أكثر من ذلك في مناطق أخرى.

Trending Plus