اليوم العالمى للعمل الإنسانى.. عمال الإغاثة فى وجه النيران.. أرقام أممية صادمة: مقتل 517 منهم 509 بالأراضى المحتلة وحدها.. وجوتيريش: العمال الإنسانيون شريان الحياة لـ300 مليون شخص محاصرين فى الصراعات والكوارث

تحتفل الأمم المتحدة باليوم العالمى للعمل الإنساني اليوم المقرر 19أغسطس من كل عام فى ذكرى مقتل 22 شخصا من العاملين فى مجال الإغاثة منهم الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة فى العراق فى الهجوم على فندق فى بغداد عام 2003.
ووفق 200 من المنظمات الإنسانية الدولية فى تقرير مشترك لها، أكدت أن الأراضى الفلسطينية المحتلة هى المكان الأكثر دموية بالنسبة للعاملين فى مجال الإغاثة فى جميع أنحاء العالم، حيث يمثل الموظفون الفلسطينيون 98% من وفيات عمال الإغاثة، حيث أن هناك 509 من أصل 517 استشهدوا بين عامى 2023 و2025، وفقًا لقاعدة بيانات أمن عمال الإغاثة.
الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أكدت أن الأرقام صادمة حيث بلغ عدد عمال الإغاثة الذين قتلوا 383 خلال عام 2024 مؤكدا أنه يجب أن يكون اليوم العالمى بمثابة جرس إنذار لحماية جميع المدنيين فى النزاعات والأزمات، ولإنهاء الإفلات من العقاب.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بإصابة 308 من العاملين فى المجال الإنسانى، واختطاف 125 واعتقال 45 آخرين فى نفس العام مضيفا أن العنف ازداد ضد عمال الإغاثة فى 21 دولة فى عام 2024 مقارنة بالعام السابق، وكانت الجهات الحكومية هى الأكثر مسؤولية.
وأوضح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن ارتفاع وفيات عمال الإغاثة بنسبة 31% مقارنة بعام 2023 يعود إلى الصراع المتواصل فى غزة، حيث قُتل 181 عاملا إنسانيا، وفى السودان، حيث فقد 60 شخصا حياتهم.
ونبه المكتب الأممى إلى أن الأشهر الثمانية الأولى من عام 2025 لم تظهر أى مؤشر على تراجع هذا الاتجاه المقلق، حيث قُتِل 265 عامل إغاثة حتى 14 أغسطس مشددا على أن الهجمات على عمال الإغاثة وممتلكاتهم وعملياتهم تنتهك القانون الدولى الإنسانى، وتقوض شرايين الحياة التى تعين ملايين الأشخاص المحاصرين فى مناطق الحروب والكوارث.
وأشار إلى أن مجلس الأمن الدولى اعتمد القرار رقم 2730 فى مايو 2024، الذى أكد مجددا على التزام أطراف النزاع والدول الأعضاء بحماية العاملين فى المجال الإنسانى، ودعا إلى إجراء تحقيقات مستقلة فى الانتهاكات. لكن مكتب أوتشا أضاف أن غياب المساءلة لا يزال متفشيا.
وفى رسالته بمناسبة اليوم العالمى قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن الهجوم على العاملين فى المجال الإنسانى هو هجوم على الإنسانية، مؤكدا أنهم شريان الحياة الأخير لأكثر من 300 مليون شخص محاصرين فى الصراعات أو الكوارث.
وحذر جوتيريش من أن ينبوع تمويل هذا الشريان آخذ فى النضوب، وأن الهجوم على من يقدمون المساعدة الإنسانية يتزايد لافتا إلى أنه فى العام الماضى، قُتِل نحو 390 شخصا من العاملين فى المجال الإنسانى فى جميع أنحاء العالم وهو رقم قياسى فى ارتفاعه من غزة إلى ميانمار مرورا بالسودان وأماكن أخرى.
ولفت إلى أن الخطوط الحمراء يتم تجاوزها دون أن ينال متجاوزيها أى عقاب، مؤكدا أن القواعد والأدوات موجودة، وأن ما ينقصنا هو الإرادة السياسية والشجاعة الأخلاقية.
ودعا أمين عام الأمم المتحدة إلى تكريم شهداء الواجب الإنسانى باتخاذ إجراءات لحماية كل عامل فى المجال الإنسانى والاستثمار فى سلامته، ووقف الأكاذيب التى تزهق الأرواح، وتعزيز المساءلة وتقديم الجناة إلى العدالة، وإنهاء تدفقات الأسلحة إلى الأطراف التى تنتهك القانون الدولي.
وقال توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة فى حالات الطوارئ، إن هجوما واحدا على زميل فى المجال الإنسانى هو هجوم علينا جميعا وعلى الأشخاص الذين نخدمهم.
وأضاف: "الهجمات بهذا الحجم، دون أى مساءلة، تعد إدانة مخزية للتقاعس واللامبالاة الدوليين. وبصفتنا مجتمعا إنسانيا، نطالب مجددا أصحاب السلطة والنفوذ بالعمل من أجل الإنسانية، وحماية المدنيين وعمال الإغاثة، ومحاسبة الجناة".
وقال المسؤول الأممى، إن العنف ضد عمال الإغاثة ليس حتميا، "ويجب أن ينتهي".

Trending Plus