القصاص من سفاح الإسماعيلية.. فصل رأس عامل عن جسده فى وضح النهار.. ارتكب جريمته أمام المارة فى الشارع.. تنفيذ الحكم بإعدامه بعد انتهاء درجات التقاضى.. وتسليم جثمانه لذويه ودفنه فى حضور عدد محدود من الأهالى

في الساعات الأولى من فجر اليوم، شيّعت أسرة عبد الرحمن دبور، المعروف إعلاميًا بـ"سفاح الإسماعيلية"، جثمانه إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة في مدينة الإسماعيلية، بعد تنفيذ حكم الإعدام بحقه داخل سجن الاستئناف.
وأُقيمت صلاة الجنازة في مسجد المطافئ بحي ثانٍ عند الثانية صباحًا، وسط حضور محدود من ذويه وعدد قليل من الأهالي.
وتعود تفاصيل القضية إلى الأول من نوفمبر 2021، حين استيقظ الشارع المصري على جريمة مروعة هزّت الوجدان، وقتما فوجئ المارة في شارع طنطا بمدينة الإسماعيلية بمتهم يحمل سلاحًا أبيض، ليباغت أحد الأشخاص ويدعى محمد الصادق، عامل بورشة موبيليا، ويذبحه بدم بارد في وضح النهار.
لم يكتف المتهم بجريمته، بل فصل رأس المجني عليه عن جسده، وسط ذهول وصدمة المارة، قبل أن يعتدي على شخصين آخرين أصيبا بجروح قطعية، إلى أن تمكن الأهالي من السيطرة عليه وتسليمه لقوات الشرطة.
اعترف المتهم، أمام جهات التحقيق، بارتكاب الواقعة، وزعم وجود خلافات سابقة مع الضحية، كما كشفت التحقيقات عن تعاطيه مواد مخدرة وسبق خضوعه لعلاج نفسي، غير أن التقارير الطبية أثبتت سلامة قواه العقلية وقت ارتكاب الجريمة.
وبناءً على ذلك، أُحيل إلى محكمة الجنايات بتهم القتل العمد مع سبق الإصرار، والتمثيل بجثة المجني عليه، والشروع في قتل آخرين، وحيازة سلاح أبيض دون ترخيص.
وخلال جلسات المحاكمة التي بدأت في ديسمبر 2021، استمعت المحكمة إلى شهادات عشرات المواطنين الذين عاينوا الجريمة، كما عرضت النيابة فيديو صادم وثّق الواقعة لحظة بلحظة، سجله أحد المارة عبر هاتفه المحمول.
وبنهاية عام 2022، أصدرت محكمة الجنايات حكمها بإعدام المتهم شنقًا، وأحالت أوراقه إلى مفتي الجمهورية الذي أيّد الحكم الشرعي.
لم تنته القضية عند هذا الحد، إذ لجأ دفاع المتهم إلى الطعن أمام محكمة النقض، والتي استمرت في نظر الدعوى لما يقارب عامين كاملين.
وفي مايو 2024، قضت المحكمة برفض الطعن وتأييد حكم الإعدام ليصبح نهائيًا وباتًا واجب النفاذ، ليتحدد بذلك مصير "سفاح الإسماعيلية".
وبتنفيذ الحكم صباح اليوم، أسدل الستار على واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها مصر في العقد الأخير، والتي ظلت عالقة في الأذهان لبشاعتها وجرأة مرتكبها.
جريمة تركت أثرًا عميقًا في نفوس المواطنين، لكنها انتهت بالقصاص العادل، ليطوى معها ملف من أكثر القضايا الجنائية إثارة للجدل في السنوات الأخيرة.

Trending Plus