القديس حبيب جرجس رائد النهضة التعليمية ومؤسس نهج "مدارس الأحد".. نموذج فريد لخادم كرّس حياته للتعليم والإصلاح الروحى.. ودور محورى فى نشر التعليم الكنسى.. وراعى كنيسة إنجيلية: نحن أول من أدخلنا الفكرة بمصر 1893

يعتبر القديس حبيب جرجس، أحد أعمدة النهضة الروحية والتعليمية فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ومؤسس نهج مدارس الأحد التى أصبحت فيما بعد حجر الزاوية فى تكوين الأجيال الكنسية، وروح التربية المسيحية فى مصر والمهجر، حيث تحيى الكنيسة ذكرى رحيله اليوم الخميس 21 أغسطس والموافق 15 مسرى فى التقويم القبطى.
بداية الفكرة
وفى تصريحات تليفزيونية حديثة، قال القمص يوسف تادرس الحومى، أستاذ التاريخ الكنسى، أن "من باب الأمانة العلمية، فإن القديس حبيب جرجس يُعد أحد المؤسسين لفكرة مدارس الأحد"، مؤكدًا أن بداية التنظيم الرسمى لهذه الفكرة جاءت بقرار من البابا كيرلس الخامس عام 1918، بتأسيس لجنة أُطلق عليها "إدارة شؤون مدارس الأحد المصرية الأرثوذكسية"، وضمت عشرة أعضاء من داخل وخارج القاهرة.
وأضاف القمص يوسف أن هذه اللجنة كانت بمثابة مؤسسة تربوية كنسية، وتحوّل اسمها لاحقًا إلى "اللجنة العليا لمدارس الأحد"، حيث تطورت بشكل كبير خلال فترات لاحقة من تاريخ الكنيسة.
دور محورى فى نشر التعليم الكنسى
وفى عهد البابا يوساب، أصبحت اللجنة تُعرف باسم "اللجنة العليا لمدارس الأحد وجامعة الشباب القبطى"، واتخذت من الكلية الإكليريكية مقرًا لها، ومع بداية عصر البابا كيرلس السادس، كان من بين أبرز أعضائها الشماس حبيب أفندى جرجس، والذى شغل منصب مدير التعليم وناظر الكلية الإكليريكية وواعظ الكنيسة، وكان له دور محورى فى صياغة المناهج وتطوير الخدمة التعليمية.
وأشار القمص يوسف فى تصريحاته الخاصة لـ"اليوم السابع" إلى أن الهدف الرئيسى من إنشاء مدارس الأحد كان ترسيخ التعليم الكتابى للأطفال وتبسيط دروس الإنجيل، وبدأت الخدمة فى نطاق محدود، لكنها سرعان ما انتشرت فى الكنائس، مع إعداد مناهج مناسبة للفئات العمرية الصغيرة، وهو ما لا تزال الكنيسة تعمل به حتى اليوم.
الجذور الإنجيلية للفكرة
ومن جانبه، قال القس ويلسن نجيب، راعى الكنيسة الإنجيلية فى دندرة بقنا، أن الطائفة الإنجيلية كانت أول من أدخل نظام مدارس الأحد فى مصر عام 1893، على يد مترى صليب الدويرى، تلتها الكنيسة الأرثوذكسية على يد حبيب بيك جرجس، الذى أعاد صياغة الفكرة ضمن السياق الأرثوذكسى وبتوجه تربوى شامل.
وأشار إلى أن الكنيسة الإنجيلية كانت تهتم بإضافة الترانيم التعليمية الخاصة بالأطفال ضمن برامج مدارس الأحد، مع التركيز على دراسة الكتاب المقدس والأنشطة الروحية، وكان لفريق "الحياة الأفضل" دور بارز فى إصدار ألبومات ترانيم مسيحية مخصصة للأطفال.
إرث مستمر ورسالة لا تموت
ورحل القديس حبيب جرجس فى 15 مسرى عام 1658 ش (22 أغسطس 1942م)، لكن إرثه ما زال حيًا فى كل كنيسة ومدرسة أحد تخدم الأطفال والشباب، وتنقل إليهم محبة الإنجيل وروح التعليم الأرثوذكسى، وفى عام 2013، أعلن المجمع المقدس برئاسة قداسة البابا تواضروس الثانى رفعه إلى رتبة قديس، تقديرًا لدوره الريادى فى التعليم الكنسى.
ويُعد هذا التذكار السنوى دعوة لتجديد العهد مع رسالة التعليم الكنسى، التى كانت حجر الأساس فى نهضة الكنيسة القبطية خلال القرن العشرين، ولا تزال تمتد آثارها حتى اليوم.

Trending Plus