علماء يكتشفون رابط غير متوقع بين الخرف وسرطان البنكرياس المبكر

اكتشف علماء من مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة واسكتلندا، سلوكًا مشابهًا للخرف في خلايا البنكرياس المعرضة لخطر التحول إلى سرطان، الأمر الذى يمكن أن يساعد في علاج سرطان البنكرياس والوقاية منه، وهو مرض يصعب علاجه ويرتبط بـ 6900 حالة وفاة في المملكة المتحدة سنويًا، وفقا لموقع "News medical life science".

العلاقة بين الخرف وسرطان البنكرياس
تفاصيل الدراسة
أجرى الباحثون دراسة على خلايا البنكرياس لدى الفئران على مدار فترة زمنية، لمعرفة سبب تحول الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية، واكتشفوا أن خلايا البنكرياس المعرضة لخطر الإصابة بالسرطان، والمعروفة باسم "ما قبل السرطان"، تُصاب بخلل في عملية إعادة تدوير الخلايا، المعروفة باسم "الالتهام الذاتي".
ولاحظ الباحثون وجود تكتلات لجزيئات "البروتين المُشكِل" الزائدة، في الخلايا ما قبل السرطانية، وهو سلوك يلاحظ في أمراضٍ عصبيةٍ كالخرف، كما لاحظوا تكتلات مماثلة في عيناتٍ من البنكرياس البشري، مما يُشير إلى حدوثها أثناء تطور سرطان البنكرياس.
وقال البروفيسور سيمون ويلكينسون، الباحث الرئيسى للدراسة، أن البحث يظهر الدور المحتمل الذي يلعبه اختلال الالتهام الذاتي في بدايات سرطان البنكرياس، وفي المرحلة المبكرة، يمكننا التعلم من الأبحاث في أمراض أخرى نرى فيها تكتلات بروتينية، مثل الخرف، لفهم هذا النوع العدواني من السرطان بشكل أفضل وكيفية الوقاية منه.
أسباب تركيز البحث على سرطان البنكرياس
على الرغم من تحسن معدلات البقاء على قيد الحياة للعديد من أنواع السرطان خلال العقود الأخيرة، إلا أن هذا لم يكن الحال بالنسبة لسرطان البنكرياس ،ويعود ذلك جزئيًا إلى تشخيصه غالبًا في مرحلة متأخرة، حيث تكون خيارات العلاج محدودة، ولمعالجة هذا الأمر، أراد الباحثون معرفة المزيد عن الأسباب المحتملة لتحول خلايا البنكرياس إلى سرطان.
وترتبط أنواع متعددة من السرطان، بما في ذلك سرطان البنكرياس، بطفرة خاطئة في جين يسمى KRAS، لكن العلماء يتعلمون بشكل متزايد أن التغيرات الجينية ليست القصة كاملة، حيث تعد إحدى طرق الحفاظ على صحة الخلايا هي تفكيك الجزيئات الزائدة التي لم تعد بحاجة إليها، من خلال عملية إعادة تدوير تُسمى "الالتهام الذاتي"، والتى تعد عملية مهمةً بشكل خاص في البنكرياس، للتحكم في مستوى البروتينات والهرمونات الهضمية التي ينتجها للمساعدة في هضم الطعام.
وفي بعض الحالات، قد تُصبح الخلايا السرطانية "مدمنة" على الالتهام الذاتي، مُستغلةً عملية إعادة التدوير لمساعدة الخلايا السرطانية على الانقسام والنمو بشكل أسرع، ويشير هذا البحث إلى أن التأثير المشترك لجين KRAS المعيب واضطراب الالتهام الذاتي قد يكونان سببًا في تطور سرطان البنكرياس .
ويخطط الباحثون لدراسة هذه العمليات بمزيد من التفصيل، لمعرفة ما إذا كانت ستساعد في التنبؤ ببداية سرطان البنكرياس أو ربما عكس مساره، وما إذا كانت عوامل مثل العمر والجنس والنظام الغذائي تلعب دورًا في ذلك.
ويشخَص حوالي 10,500 شخص بسرطان البنكرياس في المملكة المتحدة سنويًا، وللأسف يُكتشف عدد كبير جدًا من هذه الحالات في مرحلة تكون فيها خيارات العلاج محدودة، ورغم الحاجة إلى مزيد من البحث، فإن هذه النتائج قد تُقدِّم أدلةً حيويةً لفهم كيفية تطور سرطان البنكرياس بشكل أفضل.

Trending Plus