مصر تتمسك بثوابتها تجاه القضية الفلسطينية وترفض مخططات التهجير والاحتلال.. سياسيون وخبراء: موقف القاهرة ثابت وحاسم بشأن حرب غزة.. ناجى الشهابي: الدولة المصرية تتحرك في كل المحافل الدولية لتأكيد حق شعب فلسطين

منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أكدت مصر ثبات موقفها الاستراتيجي الداعم للقضية الفلسطينية ورفضها القاطع لكل محاولات التهجير أو فرض واقع جديد في القطاع.

وتواصل القاهرة تحركاتها السياسية والدبلوماسية والإنسانية للتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وفي هذا السياق، ثمّن عدد من السياسيين والخبراء الموقف المصري، مؤكدين أن مصر ستبقى صمام الأمان أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية.

وأكد ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل أن الموقف المصري من القضية الفلسطينية ثابت وراسخ، وأن القاهرة ترفض بشكل قاطع جميع المخططات الإسرائيلية الرامية لتهجير الفلسطينيين من أرضهم أو فرض أمر واقع جديد في قطاع غزة عبر الاحتلال المباشر أو تقويض فرص إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وأوضح أن مصر منذ اندلاع الحرب الأخيرة على غزة بذلت جهودًا دبلوماسية مكثفة لمنع التصعيد ووقف نزيف الدم، لكنها في الوقت نفسه وضعت خطوطًا حمراء واضحة أمام المجتمع الدولي بعدم السماح بتمرير مخطط تهجير الفلسطينيين نحو سيناء أو أي أراضٍ أخرى.

وأضاف الشهابي أن الدولة المصرية تتحرك في كل المحافل الدولية لتأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهو الموقف الذي ينسجم مع قرارات الشرعية الدولية. واعتبر رئيس حزب الجيل أن إسرائيل تحاول من خلال سياساتها العدوانية فرض السيطرة الكاملة على قطاع غزة تحت مزاعم الأمن، لكن مصر ترفض هذه المخططات وتؤكد أن الحل الوحيد يكمن في العودة إلى طاولة المفاوضات.

وقال هشام عبد العزيز رئيس حزب الإصلاح والنهضة إن موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية يعكس ثباتًا استراتيجيًا ورؤية واضحة قائمة على رفض محاولات التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة أو فرض الاحتلال الإسرائيلي كأمر واقع، مؤكدًا أن القاهرة لن تسمح بمرور مثل هذه المخططات التي تهدد الأمن القومي المصري والعربي.

وأضاف أن الجهود المصرية منذ اندلاع الحرب ركزت على وقف العدوان وتثبيت الهدنة وتقديم الدعم الإنساني والإغاثي العاجل لسكان غزة، وهو ما يترجم التزام مصر التاريخي تجاه الشعب الفلسطيني. وأوضح عبد العزيز أن إسرائيل تسعى لتقويض أي إمكانية لإقامة الدولة الفلسطينية عبر استمرار الحصار والعدوان على غزة، إلا أن مصر وقفت في كل المحافل الدولية لتعيد التذكير بالثوابت وفي مقدمتها حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.

وأشار إلى أن القاهرة تتحرك بوعي دبلوماسي يوازن بين وقف الحرب ودعم حقوق الفلسطينيين، معتبرًا أن أي محاولات لتصفية القضية ستبوء بالفشل أمام تمسك مصر بحقوق الشعب الفلسطيني وإرادته.

وأكد الدكتور محمد ربيع الديهي، خبير العلاقات الدولية، أن مصر تتحرك على أكثر من صعيد لإفشال المخططات الإسرائيلية الرامية لفرض احتلال كامل لقطاع غزة أو تهجير سكانه، مشددًا على أن القاهرة تضع خطوطًا حمراء لحماية الشعب الفلسطيني من محاولات الاقتلاع أو فرض واقع جديد يخالف القوانين الدولية.

وأوضح أن مصر منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع تبذل جهودًا دبلوماسية متواصلة في مجلس الأمن والمحافل الدولية لتثبيت وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية، لكنها في الوقت نفسه تؤكد أن الحل النهائي لا يمكن أن يتحقق إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأشار الديهي إلى أن إسرائيل تحاول عبر سياساتها العدوانية تصفية القضية الفلسطينية، إلا أن الموقف المصري الثابت يواجه هذه المخططات بصرامة، حيث تعتبر القاهرة أن أي محاولة لفرض التهجير أو الاحتلال المباشر لغزة تمثل تهديدًا للأمن القومي المصري والعربي.

وأكد الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، أن مصر تثبت يومًا بعد يوم أنها الداعم الأكبر للقضية الفلسطينية والمدافع الأول عن حقوق الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن القاهرة ترفض تمامًا مخططات التهجير التي تروج لها بعض الأطراف الإسرائيلية وتسعى لفرضها كأمر واقع في غزة.

وأوضح أن مصر تعتبر أن أي محاولة لاقتلاع الفلسطينيين من أرضهم أو السيطرة الكاملة على قطاع غزة تمثل خرقًا واضحًا للقانون الدولي وتهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري والعربي. وشدد على أن الدولة المصرية أرسلت رسائل حازمة للمجتمع الدولي مفادها أن التهجير لن يمر وأن الحل الوحيد هو تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأضاف البرديسي أن مصر لم تكتف بالمواقف السياسية، بل واصلت إرسال المساعدات الطبية والإنسانية عبر معبر رفح للتخفيف من معاناة المدنيين في غزة، في وقت تمارس فيه إسرائيل سياسة العقاب الجماعي.