مصر على مر العصور.. مصر القبطية 1

تاريخ مصر القبطية هو مرحلة مهمة من مراحل تاريخ مصر، بدأت فى القرن الأول الميلادى، ولكن جذور الثقافة القبطية تمتد لعصور مصر القديمة.
كلمة قبطي
مشتقة من الكلمة اليونانية Αἴγυπτος "أجيبتوس"، والتي اشتُقَّت بدورها من كلمة "هيكابتاه"، وهي أحد أسماء ممفيس أول عاصمة لمصر القديمة.
أي أن كلمة "قبطى" فى الأصل معناها "مصرى" ذلك قبل أن يشار بها إلى المسيحيين المصريين،
فقد ارتبط تاريخ مصر القبطى بالتاريخ الدينى للمسيحية فى مصر، رغم أن تاريخ الأقباط هو تاريخ حضارى فى المقام الأول، وليس تاريخا دينيا، وإن كان الدين بطبيعة الحال عنصر مهم من عناصر الثقافة، وتحديداً فى ثقافة المصريين الذين وصفهم هيرودوت بتدينهم لأقصى الحدود.
ومن سوء حظ المرحلة التاريخية القبطية تواجدها بفترة احتلال أجنبى لمصر.
لكن على الرغم من ذلك استطاعت الثقافة القبطية أن تستمر وتتعايش مع هذا الاحتلال بدرجة كبيرة من الاستقلاليه رغم الضغوط القاسية التي فرضها الإحتلال.
وكانت من أبرز مظاهر هذا العصر انتشار نزعة الزهد بين المسيحيين، والتى نتج عنها قيام الرهبنة وإنشاء الأديرة العديدة فى جميع أنحاء مصر.
اللغه القبطية
ما زالت تستخدم حتى الآن فى طقوس الكنيسة القبطية المصرية، وهى آخر مرحلة من مراحل تطور اللغة المصرية القديمة التي كان المصريون يكتبون ويقرأون بها من 5000 سنة، حيث استمر المصريون في استخدام لغتهم القبطية لعدة قرون بعد دخول العرب مصر، و لا تزال حتى يومنا هذا كلمات كتيرة من اللغه القبطية مستخدمة.
وما زال الفلاح المصرى مسيحى أو مسلم يستخدم التقويم القبطى فى تنظيم زراعة أرضه، كما يظهر بوضوح تأثير التراث المصرى القديم فى الفن والأدب القبطى.
وتاريخ أقباط مصر بمفهومه الاثنولوجى (العنصرى) ومفهومه الثيولوجى (الدينى) هو تاريخ مصر الذي مر على كل المصريين منذ بداية تاريخها وحتي الآن.
فى الفتره الرومانية دخلت المسيحية مصر فى منتصف القرن الأول الميلادى على يد مار مرقس.
التف المصريون فى عصور الدولة البطلمية والرومانيه قبل دخول المسيحية مصر حول معابدهم وكهنتهم، وكانت المعابد المصرية فى الصعيد والدلتا بعيدا عن الإسكندرية هى ملجأهم للمحافظة على هويتهم القومية.
كان لدخول المسيحية مصر أثر سلبى على الثقافة واللغه المصرية، رغم أن الكنائس احتفظت بشكل من أشكال اللغة المصرية القديمة.
ولكن اللغه القبطية استخدمت الحروف اليونانية ما تسبب فى فقدان المصريين القدرة على القراءة بالديموطيقى، فضاع تاريخ مصر القديم وتحول لطلسم من الطلاسم، حتى تمت إعادة اكتشافها فى منتصف القرن ال 19 على يد شامبوليون بعدما تمكن من فك شفرة الحروف المصرية القديمة.
من جهه أخرى خلقت المسيحية حالة من العداء للثقافة المصرية القديمه التي اعتبرتها وثنية، وبهذا الشكل. دُمرت معابد فرعونية وبطلمية كان منها معبد سيرابيس، وتحولت معابد أخرى لكنائس وصوامع.
رغم استمرارية القومية المصرية وتاريخ مصر، خلق دخول المسيحية مصر نوعا من الانفصام ما بين مصر المسيحية ومصر القديمة، وأصبح تاريخ مصر يبدأ عند الأقباط منذ توقيت مار مرقس.
"انتشار المسيحيه فى مصر"
.
فى بدايات العصر المسيحى، لم يكن كل الأقباط بالمعنى الاثنولوجى مسيحيين ولم يكن كل المسيحيين أقباطا.
- انقسم المصريون أو الأقباط لطائفتين:
طائفة المسيحيين و طائفة اتباع الدين المصرى التقليدى الذين ظلوا على دينهم ،
و مع مرور الوقت زادت اعداد المسيحيين الاقباط و قلت اعداد الأقباط من اتباع الدين المصرى التقليدى ، و الذي كان أحياناً بسبب الاقتناع بالدين الجديد ، و لكن بأحيان أخري كان بسبب ضغوط من الأقباط الذين اعتنقوا المسيحبه.
ظلت المسيحيه تنتشر فى مصر و تنتشر و وتوغلت حتي اقصى الصعيد الذي كان دائماً بؤرة القوميه المصريه
- و مع حلول القرن التانى الميلادى أصبحت هناك خلطه دينيه فى مصر :
الديانه المصريه ، الديانه اليونانيه ، الديانه الرومانيه الرسميه ، الديانه الموسويه ، و الديانه المسيحيه الجديده.
و مع اواخر القرن التانى الميلادى أصبحت مراكز عبادات الديانه المصريه القديمه جزر متناثرة وسط بحر مسيحى، و فى تلك الفتره ظهر انجيل للمصريين و وتأسست كنيسة فى الاسكندريه برئاسة أسقف مصرى اسمه ديمتريوس (189 - 231) .
- منذ بداية القرن الثالث انتشرت المسيحيه فى مصر بشكل واسع خاصة فى الصعيد الأعلى و الصعيد الأوسط ( الفيوم و البهنسا ) ،
و كل ما زاد اضطهاد الرومان كل ما زاد التفاف المصريين حول دينهم الجديد و استمرت مقاومة الاقباط بعد اضطهادات ساويرس فى بداية القرن التالت التي نُكل فيها بالأقباط تنكيل رهيب ، و اضطهادات كاركلا فى 211 الذي أصدر قوانين بصلب الأقباط المعارضين ورميهم للوحوش المفترسة وذبح أعداد كبيرة من أقباط إسكندرية.
للحديث بقيه

Trending Plus