مصر.. حروب فى مواجهة الإبادة ومناورات التهجير

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم أكرم القصاص

منذ 7 أكتوبر 2023 كان واضحا أن الإقليم أمام جولة تختلف عن الجولات السابقة التى كانت تبدأ وتنتهى خلال فترات محددة، لكن عملية 7 أكتوبر وانعكاساتها، حددت رد الفعل الذى تحول من قبل الاحتلال إلى حرب إبادة بدا أنها كانت جاهزة وفى انتظار خطوة تشعل الفتيل، وخلال الحرب اختلفت الصورة عما كانت عليه فى 7 أكتوبر، اختفت جبهات واختلت جبهات، وبدا أن هناك إطاحة بالثوابت بشكل لم تكن الأطراف التى صنعت «طوفان الأقصى» تعلمها أو تتوقعها، خرجت قوى إقليمية من المعادلة، وتراجعت قوى إقليمية أمام صدام قصير.


ومن المفارقات أو الأسئلة والألغاز، أنه بالرغم من أن هذه الحرب إحدى أكثر حروب المعلومات والاختراقات ضراوة، لكن بدا أن القدرات الاستخباراتية الإسرائيلية التى اخترقت حزب الله واغتالت إسماعيل هنية فى طهران، عاجزة أو غير مهتمة باستعادة المحتجزين، وكأنها تريد إطالة أمد الحرب إلى ما لا نهاية، تناقضا مع صورة ظهرت فى عمليات الاختراق والاغتيالات لأكثر من 400 قيادة كبيرة فى حزب الله، وعمليات «البيجر» و«تلى توك» وعمليات اختراق وتجسس وزرع متفجرات واغتيال إسماعيل هنية داخل إيران، ثم اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وخلفائه، وليست هذه فقط المفارقات، لكن من بين الألغاز أن الفصائل فى غزة، حماس وغيرها، تقبل التفاوض من الاحتلال ولا تقترب بالقدر ذاته من الفصائل الأخرى وتسعى لتوحيد صف أصبح ضروريا وتعالج تفسخا كان الاحتلال هو الرابح الوحيد منه.


الحرب التى بدأت بـ«طوفان الأقصى» تفاعلت بشكل تجاوز غزة أو الضفة إلى لبنان وسوريا وإلى إيران، لكنها بدت حرب إبادة شنها الاحتلال الإسرائيلى فى محاولة لجعل غزة غير قابلة للحياة، مع ظهور مخططات تهجير قسرى أو طوعى، وهذه التحولات الكبرى تفرض إعادة النظر فى الأولويات والسيناريوهات، وربما يكون الفلسطينيون هم الطرف الأكثر حاجة إلى إعادة النظر فى التعامل، والبحث عن سبيل لوحدة الأطراف والفصائل، بحثا عن مسار موحد، بعيدا عن تجاذبات أيديولوجية أو خلافات سياسية لم تنتج سوى مزيد من التمزق والتفكك.
وربما تكون مصر هى أكثر الأطراف دفعا للوحدة الفلسطينية ومصالحة الفصائل، لأن مصر هى الطرف الذى ليست له مصالح غير القضية الفلسطينية، التى شهدت تدخلات أضاعت الكثير من الفرص، وقد يكون خروج الأطراف الإقليمية من الصورة بداية لطريق واقعى.


لا تزال تفاعلات وتقاطعات 7 أكتوبر 2023، مستمرة، وهناك دائما سيناريوهات التهجير، التى تظهر بطرق مختلفة وكلما تمت مواجهتها فى جهة ظهرت فى جهة أخرى، ولعل هذا هو ما انتبهت له مصر على مدى الشهور التى تقترب من العامين، بل إن مصر حذرت مبكرا من عمليات أو خطوات عير محسوبة تفتح أبواب الخطر، وهو ما يبدو أنه مستمر، ضمن انقلاب المعادلة الإقليمية، يمكن لأى محلل أن يلاحظها، بعيدا عن الخيال، ومن هنا أيضا يمكن تفهم حجم الجهد الذى بذلته مصر والأطراف العربية الفاعلة لوقف التدهور أو الانزلاق إلى مسارات خطرة، مصر رفضت التهجير بكل صوره ومعادلاته، ولا تزال تواصل العمل فى دوائرها الإقليمية والعربية والدولية لمواجهة التطورات الخطرة والتهجير وتنتزع اعترافا بالدولة الفلسطينية من أطراف كانت حتى وقت قريب تتبنى الرواية الإسرائيلية.


ومن هنا يمكن تفهم اللقاءات المصرية السعودية، أو اتصالات الرئيس السيسى مع قيادات أوروبية، ونجاح مصر فى اجتذاب دول أوروبية فاعلة للموقف العربى، ودعم الخطة العربية التى أطلقت من مؤتمر القاهرة لإعادة الإعمار وتقوم على دراسات واقعية، وتتضمن تفاصيل كثيرة تتعلق بإدارة القطاع من قبل الفلسطينيين أنفسهم، وعقد مؤتمر دولى فى القاهرة، بعد إنهاء الحرب ووقف إطلاق النار للتعافى وإعادة الإعمار فى قطاع غزة، الخطة أصبحت خطة عربية ثم إسلامية، ووافقت عليها دول كبرى بالشكل الذى يجعلها قابلة للتنفيذ، حال انتهاء جهود مصر وقطر والولايات المتحدة للوصول إلى هدنة تمهد لانتهاء الحرب.


مصر لا ترفض فقط مخططات التهجير، لكنها تقدم البديل لإعادة الإعمار فى وجود سكان غزة، وتواجه مناورات الاحتلال وأكاذيبه، والتى تتواصل، بينما كمصر تخوض حروبا داخل الحرب وفى مواجهة الاحتلال وتجار الحرب.

مقال أكرم القصاص فى العدد الورقى لليوم السابع
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

سباق الحذاء الذهبي في أوروبا يشتعل مبكرا.. هاري كين يدشن موسمه مع بايرن ميونخ بهاتريك تاريخي.. جواو بيدرو يتألق مع تشيلسي.. أمم أفريقيا 2025 تهدد حلم محمد صلاح.. ومبابي وهالاند يستعدان للانقضاض على الجائزة

الدوري المصري بعد 3 جولات.. 8 فرق بدون انتصارات

دوا ليبا تتحدث عن حبيبها: أنا أكثر سعادة من أي وقت مضى.. والحب يستحق المجازفة

أحمد حمدي يخضع لاختبار طبى فى الزمالك بعد إصابته فى الأمامية

وست هام ضد تشيلسي.. استيفاو يحقق رقما قياسيا مع البلوز بالدوري الإنجليزي


شيرين عبد الوهاب: ياسر قنطوش لا يمثلنى قانونيا ولدى الخبرة الكافية لاتخاذ قرارتى

الزمالك يتظلم من قرار سحب أرض النادي بـ 6 أكتوبر ويؤكد صحة موقفه

مصريو الخارج يجسدون ملحمة وطنية فى حب بلادهم بمواجهة مخططات الإخوان ضد سفاراتنا.. رئيس اتحاد شباب مصر بالخارج: نرد الاعتبار لسفاراتنا فى مواجهة الجماعة الإرهابية.. وأستاذ قانون دولى يستنكر الاعتداءات

ابنة هوجان تطالب الشرطة بكشف لقطات الكاميرات لتوضيح ملابسات رحيل والدها

داكوتا جونسون.. كيف جمعت نجمة Fifty Shades of Grey ثروتها بعيدا عن التمثيل؟


موجة حر شديدة تودي بحياة أكثر من 1300 شخص في البرتغال

طائرة خاصة لمنتخب مصر للسفر 7 سبتمبر لمواجهة بوركينا في تصفيات المونديال

ثلاثة أفلام جديدة فى الطريق.. سلمى أبو ضيف تنتعش سينمائيا

مواعيد مباريات اليوم.. مان سيتي أمام توتنهام وليفانتى مع برشلونة

مرموش يواجه اختبارًا جديدًا فى قمة نارية بين مانشستر سيتي وتوتنهام

برشلونة يواجه ليفانتي لمواصلة الانتصارات فى الدوري الإسباني

هيثم شعبان يعلن اليوم قائمة الطلائع لمواجهة الإسماعيلى فى الدوري

أرسنال يبحث عن الانتصار الثانى فى الدوري الإنجليزي أمام ليدز

سيدة تلاحق زوجها بدعوى طلاق بعد رفضه الإنفاق عليها.. تعرف على التفاصيل

"غيابات بالجملة"..موعد مباراة الأهلى أمام غزل المحلة بالدوري المصري

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى