"الأمة"

محمد مصطفي سالم
محمد مصطفي سالم
بقلم محمد مصطفي سالم

عانت أمتنا على مر العصور من ضغوط هائلة، لو فُرضت على غيرنا لكانوا اليوم في مقبرة التاريخ ، لكننا صمدنا، وظل صمودنا ممتدا حتى يومنا هذا.. غير أن قوة الصمود لم تعد كما كانت، وأصبح علينا أن نسأل: لماذا ضعفت عزيمتنا وتراجعت قوتنا؟

في الماضي كان العدو يخطط لنا في الخفاء، لا يجرؤ على إعلان نواياه، أما اليوم فأصبح بكل بجاحة يعلن أنه يسعى لإقامة "إسرائيل الكبرى"، تلك التي تمتد حدودها من العراق وسوريا، مرورا بمصر حتى الدلتا، وشمال السعودية والأردن،
أي باختصار: من النيل إلى الفرات.....
كل ذلك تمهيدا لظهور "ملك اليهود" وإقامة هيكلهم الثالث ،
وللأسف، تروج بين الناس إشاعة خطيرة مفادها أن إسرائيل لن تسقط إلا يوم القيامة، وأن نهايتها مرتبطة بآخر الزمان! هذا غير صحيح إطلاقا؛ فهي قد سقطت من قبل، واحتل بيت المقدس ثم تحرر، ولم تقم الساعة....
مثل هذه الأقاويل لا تفعل شيئًا سوى إضعاف الأمة، وإشاعة روح التواكل وانتظار "جيش آخر الزمان"، بدلا من أن نسعى بأنفسنا للتحرير والكرامة ،
إن الأمم العظمى لا تنهض إلا بسواعد أبنائها ، وعدونا ظل يخطط لعشرات ومئات السنين، حتى حقق هدفه عام 1948، وفرض علينا الأمر الواقع ،
وقد صدق رسول الله "صلى الله عليه وسلم"
حين قال:"يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ،  فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن.. فقيل: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت"
فلنتأمل هذا الحديث جيدا.... لم يكن يقصد المغول أو الإنجليز أو الفرنسيين الذين تكالبوا علينا في الماضي، لأننا في تلك الفترات قاومنا القهر، وناضلنا حتى استعدنا قوتنا ، بل أظن أن النبي "صلى الله عليه وسلم " كان يقصد زماننا هذا؛ حيث صرنا نخشى عدونا ونراه عصيا على الهزيمة، بينما نقتل بعضنا بعضا بسلاح اشتريناه بأيدينا،
لقد تحول المشهد إلى ما يشبه المسرح الروماني القديم: إخوة يتقاتلون حتى الموت، والعدو يضحك من بعيد....
وليس هذا استنتاجي فقط، بل أكده تصريح "بن غوريون"، أول رئيس وزراء لإسرائيل، حين قال: "قوتنا ليست في سلاحنا النووي، بل في تفتيت ثلاث دول هي العراق وسوريا ومصر إلى دويلات متناحرة على أسس دينية وطائفية. نجاحنا في هذا لا يعتمد على ذكائنا بقدر ما يعتمد على غباء الطرف الآخر"
فلنبدأ جولتنا في واقعنا العربي:
• العراق: بلد الحضارات الذي كان قريبًا من امتلاك سلاح نووي، بات منقسما بين سنة وشيعة وأكراد، يتنازعون على قضايا مضى عليها أكثر من ألف عام.
• سوريا: عروس العرب التي تحولت إلى أنهار دماء، وصار مشهدها أقرب إلى تنفيذ مخطط برنارد لتقسيم المنطقة إلى ثلاث دول: سنية وشيعية ودرزية، واليوم نرى بعض الفصائل تطلب تدخل إسرائيل لإنقاذها!
• مصر: دولتنا التي نعتز بها كثيرا ، يحاولون جذبها إلى حرب نفسية قذرة، فتبدو وكأنها في موقع الدفاع عن نفسها، رغم أنها أشرف من كل دعاياتهم ومؤامراتهم .

فماذا نحن فاعلون؟ هل سنظل نركع وننتظر "جيش آخر الزمان"؟ أم أننا سننهض، ونكون نحن هذا الجيش، حتى نسلم الراية لأبنائنا بيضاء نقية، كما استلمناها من أجدادنا العظماء؟
قال تعالى: "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين".
الله – الأمة – الوطن.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حياة كريمة قوة الإرادة المصرية فى مواجهة التحديات.. 1.214 مليار حجم الاستثمارات بالمبادرة فى ساقلته بسوهاج.. تمكين الشباب بإنشاء مركز تدريب لهم.. 19 مدرسة ومشروعات مياه وصرف وإسكان أهم العلامات البارزة للمبادرة

الحكومة البريطانية تتعهد بإصلاح نظام الطعون في قضايا اللجوء

مستعمرون ينصبون عشرات "الكرفانات" شرق مدينة الخليل الفلسطينية

مميزات شهادة البكالوريا.. تعرف عليها فى 6 معلومات

المصري يختتم استعداداته لمواجهة حرس الحدود في الدوري


كنز "إمبراطور الكوكايين" يخرج من تحت الأرض بعد سنوات من دفنه.. العثور على أموال بابلو إسكوبار بعد 30 عاما من مقتله.. ثروته تتجاوز 70 مليار دولار وغموض لا ينتهى.. والأموال التالفة والجرذان جزء من قصصه الغريبة

"ليلة المباراة".. موعد مباراة الزمالك وفاركو فى دوري نايل والقناة الناقلة

اليوم.. نظر محاكمة 6 متهمين بقضية "داعش أكتوبر"

علي الحجار يحيي حفل 100 سنة غنا 4 سبتمبر المقبل

موعد مباراة الأهلى مع غزل المحلة اليوم فى الدوري المصري والقناة الناقلة


وزارة الصحة تكشف عن أسباب الإصابة بسرطان البروستاتا.. تفاصيل

مواعيد مباريات اليوم الإثنين 25- 8- 2025 في ملاعب العالم والقنوات الناقلة

وليد خليل: فيفا حكم لغزل المحلة بـ96 ألف دولار حق رعاية إمام عاشور

حالة الطقس المتوقعة اليوم الإثنين 25 أغسطس 2025 فى مصر

تأجيل محاكمة 4 متهمين بالانضمام لداعش لجلسة 28 سبتمبر المقبل

بعد تصدر داليدا التريند.. معلومات لا تعرفها عن المغنية الشهيرة

ستراسبورغ ضد نانت.. الكنارى يواصل خسائره بمشاركة الأناكوندا

دموع التماسيح بجنازة الضحايا.. زوجة أب تقتل أفراد أسرة كاملة فى ديرمواس بالمنيا.. وتعترف: وضعت لهم السم فى الخبز.. حاولت الانتقام من زوجى لرغبته فى رد ضرتى.. وتؤكد: تظاهرت بالحزن وبكيت وزرت قبرهم لإبعاد الشبهة

الداخلية تضبط 3 أجنبيات حولن منزلهن بالتجمع وكرا لممارسة أعمال منافية للآداب

دينا فؤاد تبرز إطلالتها الساحرة بالأبيض في شوارع كان الفرنسية.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى