الإضرابات عرض مستمر فى بريطانيا.. عمال مترو لندن يبدأون إضراباً فى سبتمبر.. العاملون بإيرباص يقررون الإضراب للمطالبة بزيادة الأجور.. وتحركات مرتقبة من الأطباء والممرضين.. والخسائر قد تصل إلى ربع مليار استرلينى

لا تزال الإضرابات مشهداً حاضراً بشكل مستمر فى بريطانيا، فى ظل زيادة الضغط على حكومة حزب العمال والشركات المختلفة لزيادة الأجور ومراعاة اعتبارات صحية للعاملين وغيرها من المطالب، فى الوقت الذى يحذر فيه خبراء من الخسائر المالية الباهظة لهذه الإضرابات، والتى قد تصل إلى ربع مليار استرلينى.
وقالت صحيفة تليجراف إن بريطانيا تواجه خريفاً مليئاً بالاستياء، ومن المتوقع ان تعطل الإضرابات الخدمات الأساسية فى جميع انحاء البلاد.
فقد حذر اتحاد السكك الحديدية والبحرية البريطانى، ركاب القطارات في البلاد من اضطراب كبير محتمل في الخدمات خلال عطلة البنوك الرسمية، التى تشهد عادة ازدحامًا شديدًا بشبكات النقل بسبب تدفق المسافرين لقضاء عطلاتهم، بسبب إضراب عمال القطارات.
وقال الاتحاد إن أعضاءه العاملين لدى شركة كروس كانترى سيدخلون فى إضراب السبت المقبل، ويوم الاثنين عطلة البنوك، والذى يوافق آخر يوم اثنين فى شهر أغسطس من كل عام، احتجاجًا على الأجور وظروف العمل.
إضراب مترو الأنفاق
وأعلن اتحاد عمال النقل البرى، الخميس، أن ركاب مترو الأتفاق سيتحملون أسبوعاً من الإضرابات العمالية فى مترو لندن فى بداية شهر شبتمبر، تزامناً مع عودة المدارس وتوقعات بزيادة عدد الركاب.
سيستمر إضراب مترو الأنفاق لمدة أسبوع ابتداءً من 5 سبتمبر، حيث سيتوقف موظفو المكاتب الخلفية، بمن فيهم عمال الإشارات والمهندسون وموظفو مراقبة الخدمة، عن العمل فى أيام مختلفة لشل حركة القطارات لندن. وأكد مصدر فى هيئة النقل فى لندن أن الإضرابات ستسبب اضطرابات فى خطوط مترو الأنفاق المتعددة، على الرغم من عدم مشاركة السائقين فى الإضراب.
وأعلنت نقابة عمال مترو الأنفاق إضرابها بعد رفض أعضائها عرضًا بزيادة الرواتب بنسبة 3.4%، على الرغم من مطالبتهم المعتادة بزيادات تتماشى مع تضخم مؤشر أسعار التجزئة من فبراير من العام السابق، والذى بلغ 3.4%.
ومع ذلك، علمت صحيفة التلغراف أن المطالبات المتعلقة بمكافآت خاصة للعمل فى يوم الملاكمة وتقصير أسبوع العمل من 35 ساعة إلى 34.5 ساعة كانت أيضًا وراء قرار قادة النقابة بالدعوة إلى التصويت على الإضراب، بالإضافة إلى مزاعم إخفاق مسئولى مترو الأنفاق فى الدخول فى مفاوضات.
وتوقعت التليجراف أن يتبع هذه الإضرابات فى بريطانيا أشهر أخرى من الإضراب فى القطاع العام. فقد يضرب الأطباء العامون والاطباء المساعدون والممرضون خلال فصل الشتاء، والذى يعد أكثر أوقات العام ازدحاماً فى قطاع الصحة، للمطالبة بالأجور والتمويل.
يأتى هذا فى الوقت الذى أثرت فيه الإضرابات بالفعل على سكان منطقة بيرمنجهام، حيث من المقرر أن يواصل جامعة القمامة إضرابهم لمدة خمسة أشهر حتى عيد الميلاد، احتجاجاً على تخفيضات الأجور.
إضراب عمال إيرباص
من ناحية أخرى، يستعد الآلاف من العاملين فى شركة إيرباص فى بريطانيا للإضراب لمدة 10 أيام الشهر المقل للمطالبة لرفع الأجور، بما يهدد بتعطيل إنتاج أجنحة الطائرات، بحسب ما قال اتحاد العمال الذى يمثب أكثر من 3 آلاف من الفنيين ومهندسى الطيران فى عملاق صناعة الطائرات.
وأشار الاتحاد إلى أن 90% من أعضائه الذين صوتوا فى استفتاء اختاروا الإضراب، والذى سيستمر ما لم تقدم الشركة الأوروبية عرضاً لتحسين الأجور. إلا أن إيرباص ردت قائلة: لا نشعر بالقلق فى الوقت الراهن بشأن التأثير على تسليمات نهاية العام.
وكان رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر يأمل فى الحفاظ على دعم النقابات من خلال تقديم زيادات بأثر رجعى لرواتب العاملين فى القطاع العام، تصل قيمتها 10 مليار استرلينى بعد توليه منصبه. إلا أن هذه الزيادات لم تمنع المزيد من الإضرابات، حيث خسرت بريطانيا أكثر من 280 ألف يوم عمل بسبب الإضرابات خلال النصف الأول من هذا العام.
زيادة الضغوط على ستارمر
وقالت تليجراف إن الإضرابات تهدد بأن تلقى بظلالها على خطط ستارمر المعلنة بشأن إعادة ضبط الأمور الشهر المقبل من أجل إثبات أن بريطانيا ليست معطلة، فى الوقت الذى تزيد فيه الضغط على وزيرة المالية راشيل ريفز التى تسعى جاهدة لسد ثقب أسود فى المالية العامة يصل إلى 50 مليار استرلينى.
وقال وزير الصحة البريطانى ويس ستريتنج إن الحكومة أمامها مسئولية مواجهة مطالب رفع الأجور بالقطاع العام للمساعدة فى دعم ستارمر وريفز.
وفى تصريحات لستريتنج فى بودكاست "العملة السياسية"، قال: "بالنظر إلى الضغوط التى نواجهها محليًا ودوليًا واقتصاديًا، وفى قطاع الخدمات العامة، وتوقعات البلاد، والمعاناة التى تشعر بها الأسر، فإننى أدرك دائمًا أن كير وراشيل، قبل الجميع، يتحملان كل هذه الضغوط معًا".
وأضاف: أعتقد أن من مسئوليتنا أن نقول لإداراتنا أو لجمهورنا أو للأشخاص المسئولين عنهم، وللخدمات التى نتحمل مسئوليتها: "عليكم أن تفهموا أنه لا يمكننا تقديم كل شىء للجميع، فى كل مكان، دفعة واحدة".
تكلفة باهظة للإضرابات
ويحذر خبراء من تكلفة هذه الإضرابات على الاقتصاد البريطانى. وقال سيمون فرينش كبير الاقتصاديين فى بنك بانمور جوردون الاستثمارى، إن الإضراب قد يكلف ما يصل إلى 90 مليون إسترلينى يومياً، بينما قال مارتن بيك، كبير الاقتصاديين فى شركة WPI Srtrategy، إن الإضراب قد يكلف الاقتصاد البريطانى ما يصل إلى ربع مليار جنيه إسترلينى، على شكل خسائر فى الإيرادات، ومزيد من الازدحام على الطرق ووقت سفر إضافى للمسافرين.
من جانبه، أكد إيدى ديمبسى، الأمين العام لنقابة سائقى مترو الأنفاق، أن أعضائه ومنهم سائقى المترو الذين يتقاضون أكثر من 70 ألف استرلينى سنوياً، لا يسعون لفدية ضخمة، ولكن الإرهاق والتناوب المفرط فى المناوبات تعد قضايا خطيرة تؤثر على صحتهم ورفاهيتهم، وهى قضايا لم تعالجها إدارة مترو لندن بشكل كافٍ على مدار سنوات.
وأدان عمدة لندن صديق خان، الإضرابات، وقال متحدث باسمه: " لا أحد يريد أن يرى إضرابًا أو اضطرابًا لسكان لندن". وحث نقابة النقل في لندن وهيئة النقل في لندن على الجلوس على طاولة واحدة لحل هذه المسألة وتجنب الإضراب.

Trending Plus