الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بعيد انتقال جسد السيدة العذراء.. الصوم ينتهى بعد 15 يوما من النهضات الروحية.. والقس بطرس: أم النور تحظى بمكانة خاصة فى قلوب المصريين

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم بعيد انتقال جسد السيدة العذراء مريم إلى السماء، والذي يختتم صومًا استمر 15 يومًا منذ السابع من أغسطس الجاري وحتى 21 من الشهر ذاته، ليكون الإفطار السبت 23 أغسطس 2025، حيث يوافق العيد هذا العام يوم الجمعة 22 أغسطس، وهو يوم صيام بطبيعته في الكنيسة.

ويُعرف صوم العذراء بطابعه النسكي واحتفالاته الشعبية المميزة، إذ شهدت الكنائس نهضات روحية يومية وقداسات صباحية، إلى جانب رفع التماجيد والتسابيح المريمية، فيما تنتشر نذور "فطير العدرا" في الكنائس والبيوت المصرية، باعتباره من الأصوام المحببة لدى الأقباط. ويأتي هذا الصوم ضمن أصوام الدرجة الثانية التي سمحت الكنيسة خلالها بتناول السمك، نظرًا لكثرة أيام الصيام واحتياج الشعب إلى البروتين الحيواني.

وفي هذا السياق، قال القس بطرس فؤاد، كاهن كنيسة الكوكبان الأنبا بيشوى والأنبا كاراس بمدينة النور وعضو مجلس كنائس مصر، إن العذراء مريم لها مكانة خاصة وفريدة تختلف عن كل القديسين، بل إن تقديرها واحترامها يمتد حتى لغير المسيحيين، إذ يجلها الجميع كأم ونموذج للطهارة والاتضاع.

وأضاف القس بطرس في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن صوم العذراء لم يكن في بدايته إلزاميًا على الشعب القبطي، لكنه بدأ كتذكار عندما صامه التلاميذ، ثم شارك فيه الأقباط بدافع المحبة والاحترام للعذراء. موضحًا: "نحن لا نصوم للعذراء بل للمسيح، لكننا نتشفع بها ونكرمها حبًا لها".

وأشار القس بطرس فؤاد إلى أن الكنيسة تحتفل في هذا اليوم بذكرى صعود جسد السيدة العذراء إلى السماء، وليس مجرد نياحتها، مستشهدًا بقصة القديس توما الرسول، الذي عاد من كرازته بالهند وطلب التأكد من نياحتها، وعندما فُتح الموضع لم يُعثر على الجسد، إذ كان قد صعد بالفعل إلى السماء، مؤكدا: "هذا اليوم هو إعلان ظهور جسدها إلى السماء".

وأكد أن العذراء لها خصوصية في مصر تحديدًا، نظرًا لكثرة ظهوراتها، مثل ظهورها في الزيتون والوراق، معتبرًا أن اختيارها لمصر في هذه الظهورات "دليل على محبتها للشعب المصري وتكريمها له".

وتابع: "العذراء هي النموذج الكامل للعفة والطهارة والاتضاع وحساة التسليم، لكن أعظم فضائلها أنها حملت السيد المسيح وأعطته طبيعتنا البشرية". مشددًا على أنه "لا يوجد بيت مسيحي يخلو من صورة للسيد المسيح والعذراء، ولا توجد صلاة كنسية تخلو من شفاعتها".

واختتم حديثه قائلا: "مكانة العذراء في قلوب المصريين والأقباط راسخة، فهي أم الجميع وشفيعتهم، والكنيسة تكرمها الإكرام اللائق دون مغالاة، باعتبارها ممتلئة نعمة ودائمة البتولية، وصعدت بجسدها الطاهر إلى السماء".