المجاعة فى غزة كارثة من صنع إسرائيل.. سوء التغذية ينهش أجساد الفلسطينيين و320 ألف طفل بلا طعام ودواء.. مطالب دولية بـ"إغراق" القطاع بالمساعدات.. و"نتنياهو" لا ينوى وقف العملية العسكرية ويصّر على احتلال المدينة

بعد أن أعلنت الأمم المتحدة، تفشي المجاعة في قطاع غزة الفلسطيني، بسبب الحصار والحرب الإسرائيلية المستمرة عليه منذ أكتوبر 2023، تصاعدت الأصوات المطالبة بضرورة إدخال كميات كبيرة من المساعدات ووقف الحرب بشكل فورا، نظرا للحالة الكارثية التي يمر بها السكان، وقد أثار إعلان المجاعة ردود فعل غاضبة، حيث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، في بيان، إن المجاعة في غزة هي "كارثة من صنع الإنسان، ووصمة أخلاقية وإخفاق للإنسانية نفسها".
وتغلق سلطات الاحتلال منذ 2 مارس 2025 جميع المعابر مع القطاع، وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.
ودعا مسؤول أممي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة حيال تفشي المجاعة في قطاع غزة، مشيرا إلى أن هذه المرة الأولى التي تُؤكّد فيها مجاعة في الشرق الأوسط.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي لمدير تحليل الأمن الغذائي والتغذية، في برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة جان مارتن باور، حول تقييمه لتقرير المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي "آي بي سي". وأوضح باور، أن المجاعة تُمثل "حرمانا غذائيا شديدا، وسوء تغذية حاد واسع الانتشار، ووفيات بسبب الجوع".
وشدد على أهمية حماية أنظمة البيانات التي ستوجه الاستجابات الإنسانية، وأشار باور إلى أن هذه المرة الأولى التي تؤكد فيها المجاعة بالشرق الأوسط ما يمثل "لحظة تاريخية".
بدورها أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أن وقف المجاعة في مدينة غزة ممكن عبر إدخال مساعدات إنسانية واسعة النطاق فورا.
وقالت الوكالة، في بيان السبت، إن "وقف الكارثة الجارية، يتطلب إدخال كميات ضخمة من المساعدات إلى غزة عبر الأمم المتحدة، بما فيها الأونروا وإغراق القطاع بالمساعدات
وأشارت إلى أن مستودعاتها ممتلئة بما يكفي من الغذاء والدواء والمواد الصحية لتعبئة 6 آلاف شاحنة، وشددت على ضرورة سماح "إسرائيل" بإدخال هذه المساعدات إلى قطاع غزة فورا.
وعن سوء التغذية الذي ينهش في أجساد الفلسطينيين، قال مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة الدكتور محمد أبو سلمية، في تصريحات تلفزيونية: "نواجه وضعا مأساويا ولدينا 320 ألف طفل دخلوا في حالة سوء تغذية حاد.
وأضاف: كل الجرحى في المستشفيات يعانون من سوء تغذية، مؤكدا أن "سوء التغذية معضلة كبيرة بالقطاع الآن ويحتاج لفترة طويلة لعلاج تداعياته."
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، وفاة 8 أشخاص نتيجة سوء التغذية بينهم طفلان خلال الساعات الـ24 الماضية، وبهذا يرتفع عدد شهداء التجويع في القطاع إلى 281 بينهم 114 طفلا.
على الجانب السياسي، قدرت مصادر في المؤسسة العسكرية أن رئيس وزراء الاحتلال بنامين نتنياهو، لا ينوي وقف العملية العسكرية بل يصّر على احتلال مدينة غزة.
ووفقًا لمصدر عسكري لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية: "الانطباع السائد هو أن رئيس الوزراء مُصرّ على العملية حتى النهاية. إنه يُدرك أنه بدونها لن يكون قادرًا على الحفاظ على تماسك الحكومة، وستنهار.
لهذا السبب، يُجهّز الجيش الإسرائيلي نفسه بجدية للقتال. وتُعدّ إعادة تأهيل القوات وتعبئة قوات الاحتياط في الثاني من سبتمبر ، بعد انتهاء العطلة الصيفية، دليلاً على استعدادهم التام للعمل العسكري.
ويُقدّر جيش الاحتلال أن القتال في غزة قد يستمر لأشهر عديدة أخرى، ولذلك ستُنفّذ تعبئة قوات الاحتياط على مراحل، حيث يُحدّد الجيش مواعيد إرسال الأوامر الأولى هذا الأسبوع، والباقي في أوائل نوفمبر، ثم في أوائل ديسمبر ويناير.
وتعمل قوات الاحتلال الآن على أساس أن العملية قد تم تنفيذها، وخلال أسابيع سوف تعود القوات مرة أخرى إلى ساحة فلسطين، ومستشفى الشفاء، وأنقاض مبنى البرلمان، وكذلك شارع الوحدة الرئيسي والشوارع المركزية صلاح الدين وعمر المختار، حسب الصحيفة .
مع بداية الأسبوع، سيواصل جيش الاحتلال عملياته لنقل السكان من جنوب المدينة. وفي الأسبوع الماضي، تواصلت إسرائيل مع مديري مستشفيات المدينة وأبلغتهم بإعداد خطط إخلاء ونقل المرضى إلى المستشفى الأوروبي في خان يونس.
ميدانيا، استشهد 34 فلسطينيا وأصيب آخرون، السبت، في قصف الاحتلال الإسرائيلي خيام النازحين في خان يونس جنوب قطاع غزة، ومنزلا في مخيم المغازي وسط القطاع.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن مدفعية الاحتلال قصفت خيام النازحين في منطقة "أصداء" شمال غرب مدينة خان يونس؛ ما أدى إلى استشهاد نحو 34 شخصا فلسطينيا بينهم 6 أطفال ورضيعة، وإصابة آخرين.
وأشارت إلى أن طائرة مسيرة للاحتلال قصفت منزلا في مخيم المغازي وسط القطاع؛ ما أدى إلى استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين.
كما استشهد 9 مواطنين وأصيب آخرون، السبت، في قصف الاحتلال منزلا في حي الصبرة وسط قطاع غزة، وخيمة نازحين في خان يونس جنوبا، واستهداف منتظري المساعدات شمال غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن طائرة مسيرة للاحتلال استهدفت منزلا في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد مواطن وإصابة آخرين.
وأضافت أن طائرة مسيرة أطلقت النار على خيمة نازحين في خان يونس جنوب القطاع، ما أدى لاستشهاد مواطنتين اثنتين وإصابة 14 مواطنا آخر.
وأشارت فرق الإسعاف والطوارئ إلى استشهاد 6 مواطنين وإصابة آخرين من منتظري المساعدات، بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي شمال قطاع غزة.
وارتفعت حصيلة حرب الإبادة الجماعية، والعدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى أكثر من 62,300 شهيدا، و157,400 مصابا، منذ 7 أكتوبر 2023.

Trending Plus