تضامن عربى مع لبنان.. جامعة الدول تجدد دعمها لاستقرار وسلام بلاد الأرز.. السفير حسام زكى: ندعم بسط الدولة اللبنانية سلطتها على جميع أراضيها وقرار حصر السلاح.. وعلى الجميع وأد الفتنة.. عون: ملتزمون بتطبيق القرار

الرئيس جوزاف عون والسفير حسام زكى
الرئيس جوزاف عون والسفير حسام زكى
إيمان حنا

يتضامن العرب مع لبنان في توقيت حرج ومرحلة مفصلية تمر بها الدولة، بعد الحرب الإسرائيلية التي دمرت أجزاء كبيرة منها؛ حيث يواجه لبنان حربًا أخرى لانتزاع سلامه واستقراره وسط تعنت لتحقيق هذا الهدف المشروع لبلد عانى كثيراً حتى ينتزع سيادته.

تسعى الدولة اللبنانية الآن لتنفيذ قرار مجلس الوزراء بحصر السلاح بيد الجيش اللبناني؛ ليكون هو القوة المسلحة الوحيدة على الأراضى اللبنانية، وقد  بدأ العد التنازلى لموعد انعقاد جلسة مجلس الوزراء المقررة فى نهاية أغسطس الجارى ، والتى سيتم خلالها طرح الآلية التى أعدها الجيش اللبنانى لتنفيذ خطة حصر السلاح.

بالتوازى تسعى الدولة اللبنانية لإجلاء القوات الإسرائيلية عن كامل أرضيها؛ حيث لا تزال إسرائيل محتفظة بقواتها في خمس مناطق جنوبي لبنان ورفضت الانسحاب الكامل؛ انتظارا لنزع سلاح "حزب الله"الذى يمثل تهديدا لأمنها، على حد ما تزعم إسرائيل.

في هذا السياق جاءت زيارة السفير حسام زكى الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، إلى بيروت أمس، موفدا من الأمين عام جامعة الدول العربية لمواكبة الوضع في لبنان،  والتي حملت عدة رسائل تؤكد في مضمونها مساندة الدولة اللبنانية وجيشها بمواجهة أي طرف يسير عكس هذا الهدف، ويهدد استقرار الشعب اللبناني.

أجرى السفير حسام زكى خلال زيارته، عدة لقاءات شملت اجتماعا مع الرئيس اللبناني جوزاف عون و رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، ورئيس البرلمان نبيه برى .

فيما أكد رئيس لبنان العماد جوزاف عون، أن القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء مؤخراً، بخصوص "حصرية السلاح"، أُبلغ إلى جميع الدول الشقيقة والصديقة والأمم المتحدة، ولبنان ملتزم بتطبيقه على نحو يحفظ مصلحة جميع اللبنانيين وتم إبلاغ جميع المعنيين لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية من خلال السفير توماس براك أن المطلوب الآن التزام إسرائيل من جهتها بالانسحاب من المناطق التي تحتلها في الجنوب اللبناني وإعادة الأسرى وتطبيق القرار 1701، لتوفير الأجواء المناسبة لاستكمال بسط سيادة الدولة اللبنانية بواسطة قواها الذاتية حتى الحدود المعترف بها دوليا.

وأشار الرئيس عون إلى أن الدعم العربي للبنان مهم في هذه المرحلة، لاسيما وأن المجتمع الدولي يتفهم الموقف اللبناني ويدعمه أيضا.

دعم جامعة الدول

في سياق تجديد موقف جامعة الدول العربية الداعم لحقوق لبنان المشروعة في فرض سيادتها على كامل أراضيها، وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني، قال السفير حسام زكى "لقد تشرفت بمقابلة رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام وتحدثت معه حول قرار الحكومة الأخير، وأعربت له عن دعم جامعة الدول العربية لهذا القرار".

وأضاف زكى، أن هذا الدعم موجود في قرارات مجلس جامعة الدول العربية وآخرها قرار قمة بغداد الذي صدر في شهر ايار الماضي، والذي يعبر بشكل واضح عن تأييد فكرة بسط  الدولة اللبنانية سيادتها على جميع اراضيها وحصر السلاح بيدها، وطبعا كل يعني ما يترتب على هذا القرار من أمور وهذا أمر يعود إلى الدولة اللبنانية وقيادتها لديهم الحكمة الكافية لموائمة ولمواكبة التنفيذ مع ظروف البلد".

السفير حسام زكى فى قصر بعبدا ببيروت
السفير حسام زكى فى قصر بعبدا ببيروت

 

وتابع السفير حسام زكى قائلا: تحدثنا أيضا عن التوترات الموجودة على الساحة، والتى ينعكس بعضها بتصريحات إعلامية وقدر من هذه التصريحات يحمل الحدة، ولا أظن أن هناك مجالا لها لأنها تقود المجتمع إلى مكان لا أظن أن أحدا يرغب في الذهاب إليه ، وبالتالي نؤكد أنه من المهم للقيادات اللبنانية سواء قيادات سياسية أو روحية أو اجتماعية أو غير ذلك، أن تساهم في وأد  الفتنة وليس في اذكاء نار الفتنة"، مؤكدا أن هذه مسألة أساسية لاستقرار البلد، لا نريد ان نستصغر الشرر فقد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، وأظن أن هذا الأمر واضح في تصريحاتنا وهذا أمر دائما ننبه  الجميع إليه، من واقع حرصنا على الوضع في هذا البلد العزيز.

بسط سيادة الدولة

وضمن جولته الرسمية التقى السفير حسام زكى مع الرئيس اللبناني جوزاف عون في قصر الرئاسة فى بعبدا ، وقال زكي إن جامعة الدول العربية تدعم  بسط الدولة اللبنانية لسلطتها على جميع الأراضي اللبنانية وحصر السلاح بيد الدولة، وهذه الأفكار والمبادىء موجودة في قرارات جامعة الدول العربية، وبالذات القرار الأخير الذي صدر في قمة بغداد منذ عدة أشهر. وفق بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية.

وأضاف السفير حسام زكى، إننا نكن الاحترام لقيادات الدولة اللبنانية وتحركها في هذا المجال، إحترامنا للإطار الذي تضعه هذه القيادات لتنفيذ هذه السياسة، وأيضاً نطالب بكل قوة، ونضم صوتنا الى صوتها في مسألة مطالبة القوى الدولية بالضغط على إسرائيل للإنسحاب من جميع الأراضي اللبنانية والإمتناع عن اية أفعال تمس بالسيادة اللبنانية."

جانب من لقاء السفير حسام زكى وسلام
جانب من لقاء السفير حسام زكى وسلام

 

أضاف: "في هذا الإطار أيضا لاحظنا مؤخرا بعض علو النبرة الداخلية في التراشق اللفظي الإعلامي، وفي العادة، في مجتمعات كثيرة، هذه تؤخذ بشكل معتاد ولكن في لبنان، وبسبب الأوضاع والظرف الإقليمي وكل الظروف التي نعلمها، فإننا نأخذ هذا الموضوع بقدر من الحذر لأنه ما من أحد يريد أن ينزلق هذا البلد إلى وضع ممكن أن تكون فيه عواقب غير مرغوب بها.

وقال زكى : نأمل من الجميع أن تكون هناك حكمة في تناول هذا الموضوع، ورؤية لصالح البلد، لأن الهدف منكل هذه التحركات هو استعادة قدر من الاستقرار والسلم الأهلي في لبنان، وتطبيق سياسة فيها سيادة للبلد على كافة أراضيه. هذا هو هدف الزيارة وإطارها، وبالتأكيد سنشرح مثل هذه الأفكار للرئيس بري و الرئيس نواف سلام في اللقاءات التي ستتلو هذا اللقاء .

ونحن نطالب ونضم صوتنا الى صوت القيادات في الدولة اللبنانية في مطالبتها بالضغط على إسرائيل في تنفيذ تعهداتها وفق إتفاق وقف إطلاق النار، وعدم العودة الى المساس بسلطة الدولة اللبنانية، وأكد زكى إن على الولايات المتحدة مسؤولية خاصة في هذا الموضوع.

وأوضح أن المسألة ليست هنا في الدور العربي بل في ان الطرفين المعنيين، بينهما وسيط أمريكى يعمل بوتيرة سريعة ومتسارعة. وافهم ان هذا الوسيط قد يعود الأسبوع القادم ربما الى لبنان، فبالتالي الوساطة قائمة.

وما يجب ان نقوله للوسيط هو انه يجب ان تركز وتهتم بتنفيذ الطرف الإسرائيلي لتعهداته، لأنَّ هذا أمر في غاية الأهمية حتى يتمكَّن الجانب اللبناني أيضا من تنفيذ القرارات والتعهدات التي أخذها.

ومن جهة ثانية وبالنسبة لموقف الجامعة العربية من الحديث عن إسرائيل الكبرى، قال السفير حسام زكى إن موقف الجامعة، نحن أصدرناه بشكل مكتوب في بيان رسمي، وكان بيانا شاملا ضد هذه التوجهات، وضد الأفكار التي وردتنا إعلاميا، منقولة عن رئيس الحكومة الإسرائيلية. وبالتالي، فإن الموقف واضح. ودعونا نقول إن لكل فعل، هناك ردة فعل، والتصريحات جاءت على مستوى إعلامي أو بشكل فُسر هكذا، وأظن ان ردة الفعل العربية الإعلامية كانت اكثر من كافية لتوضيح الموقف العربي الرافض تماما لمثل هذه المقاربات لأنها تعبر بالفعل عن رغبة توسعية لا تريد ان تهدأ لدى الجانب الإسرائيلي، وهذا امر مرفوض ومدان، وقلنا هذا الأمر بأشكال كثيرة؛ فإذا وقفت الأمور عند الحد الإعلامي، كان به وإذا كان هناك أي شكل من أشكال التصعيد، فهذا امر آخر ولكل حادث حديث".

وأعرب السفير حسام زكى عن أمنياته للبنان بالاستقرار والسلم الأهلي والتقدم والرفاهية لشعبه وأعرب عن دعم الجامعة للتحركات المسؤولة التي تقوم بها قيادات هذا البلد في سبيل استعادة سيادته وسلطته، قائلاً: "وفي هذا الإطار كما قلت في تصريحات سابقة اليوم على الوسيط الذي يتوسط في الموضوع الخاص بوقف إطلاق النار أن يسهم إيجابا في الوضع، وأن يضغط على الطرف الإسرائيلي لكي يقوم بتنفيذ التزاماته وتعهداته وانسحابه ويمتنع عن خرق السيادة اللبنانية ، ونتمنى كل الخير للبنان ولأهله".

تكثيف الاتصالات

وعلى صعيد متصل يكثف رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه برى مشاوراته لمحاولة إقناع الدولة بتصحيح القرار الحكومى، ونزع فتيل أى انفجار محتمل على خلفية صراع قد يضع الجيش فى مواجهة "حزب الله" خاصة بعد الموقف الذى أعلنه حزب الله ونواياه التصعيدية، بعدة وسائل قد يكون من بين هذه الوسائل التلويح بعصى "الحرب الأهلية"، وفق ما جاء فى خطاب أمين عام الحزب نعيم قاسم، والتى هدد فيها بافتعال مثل هذه الحرب "إذا لزم الأمر".

من جانبه، أكد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، أن الحزب لن يتخلى عن سلاحه ما دام الاحتلال الإسرائيلى قائمًا، متوعدًا بمواجهة ما وصفه بـ"المشروع الإسرائيلي–الأمريكي" مهما كانت التضحيات.

وقال: "المقاومة لن تسلم سلاحها والعدوان مستمر والاحتلال قائم، وسنخوض معركة كربلائية إذا لزم الأمر لمواجهة المشروع الإسرائيلي–الأمريكى مهما كلفنا ذلك، ونحن واثقون بالنصر".

واتهم قاسم الحكومة اللبنانية بتنفيذ ما وصفه بـ"الأمر الأمريكي–الإسرائيلي" الهادف إلى إنهاء المقاومة، محذرًا من أن قرار تجريد الحزب من سلاحه "يسلم لبنان لإسرائيل" وقد يقود إلى "حرب أهلية وفتنة داخلية".

وأضاف: أن دور الحكومة هو تأمين الاستقرار وإعمار لبنان، وليس تسليم البلد لمتغول إسرائيلى لا يشبع وطاغية أمريكى لا حدود لطمعه، وقال أنه "كان على الحكومة بسط سلطتها بطرد إسرائيل أولًا، وأن تعمل على حصرية السلاح، بمنع إسرائيل من أن يكون سلاحها متواجدًا على الأرض". واتهم الحكومة بـ"تنفيذ الأمر الأمريكى الإسرائيلى بإنهاء المقاومة، ولو أدى ذلك، إلى حرب أهلية وفتنة داخلية"، على حد قوله.

وحمل قاسم الحكومة "كامل المسؤولية" عن أى توتر داخلى، مطالبًا إياها بوقف العدوان وإخراج إسرائيل من لبنان، مؤكدًا استعداد الحزب لتقديم "كل التسهيلات" خلال مناقشة القضايا المرتبطة بالأمن الوطنى والاستراتيجى، كما حذر من أن الاحتجاجات الشعبية الرافضة لتسليم السلاح قد تصل إلى السفارة الأمريكية فى بيروت.

واعتبر أن القرار الذى اتخذته الحكومة اللبنانية قرارًا خطيرًا جدًا، خالفت فيه ميثاق العيش المشترك، وهى تعرض البلد لأزمة كبيرة".

إشكالية "الونيفيل" 

 
يواجه لبنان أزمة أخرى حيث يعتزم مجلس الأمن العمل على انسحاب اليونيفيل تدريجياً، شريطة استعادة الدولة اللبنانية سيطرتها الكاملة على أراضيها، خصوصاً عبر الجيش والمؤسسات الأمنية، والتوصل إلى تسوية سياسية شاملة بين الطرفين، وقد دعا المشروع المجتمع الدولي الى زيادة دعمه للجيش اللبناني لتمكينه من الانتشار الفعّال جنوب الليطاني، ويطلب من الأمين العام تكييف نشاطات اليونيفيل لدعم هذا الانتشار، وإنشاء منطقة خالية من أي سلاح أو مسلحين غير شرعيين، كما يشجع اليونيفيل على الاستفادة الكاملة من قواعد الاشتباك الحالية، والتحرك استباقياً في اتصالاتها الاستراتيجية.
ومن جانبها طالبت المسودة الحكومة اللبنانية بتسهيل وصول اليونيفيل السريع والكامل إلى المواقع التي تطلب التحقيق فيها، وتعزيز التعاون بين القوة وآلية متابعة اتفاق وقف الأعمال العدائية لعام 2024، لمراقبة الانتهاكات والإبلاغ عنها، ودعت أيضا الى زيادة الجهود الدبلوماسية لحل أي نزاع حدودي بين لبنان وإسرائيل بدعم من منسق الأمم المتحدة الخاص.
وشدد نص المشروع على أهمية وضرورة تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط"، مقرراً إبقاء المسألة قيد نظره الدائم.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى