تغير المناخ يعصف بأوروبا.. احتراق أكثر من 2 مليون فدان فى أسوأ موسم حرائق فى تاريخ القارة.. بعد صيف لاهب توقعات بشتاء قارس ويناير 2026 الأبرد.. انتشار أمراض غير مسبوقة ينقلها البعوض.. وانبعاثات الكربون كارثية

تشهد الدول الأوروبية هذا العام موسم حرائق غير مسبوق، هو الأسوأ منذ بدء تسجيل البيانات في عام 2006، حيث تجاوزت المساحات المحترقة مليونى فدان ، ما يعادل ثلث مساحة بلجيكا أو أكثر من مساحة دولة مثل قبرص بالكامل هذه الكارثة البيئية تؤكد التحذيرات المتكررة بشأن تصاعد تأثيرات تغير المناخ، وتكشف عن ثغرات خطيرة في خطط الوقاية والاستجابة.
أظهرت بيانات رسمية صادرة عن نظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي، أن موسم 2025 سجل رقما قياسيًا جديدًا في حجم الحرائق، بعد أن تجاوزت المساحات المتضررة 2.5 مليون فدان فى القارة العجوز منذ بداية يناير ، وتعد هذه المرة الأولى التي يصل فيها الاتحاد الاوروبى إلى هذا المستوى الخطيرة من الدمار ، متجاوزا بذلك موسم 2017، الذى بلغت فيه المساحات المحترقة نحو 2.4 مليون فدان.
وتواجه الدولتان موجات حر شديدة وجفافا غير مسبوق، جعل من الغابات وقودًا سريع الاشتعال، في ظل تراكم كثيف للنباتات القابلة للاحتراق، خاصة في المناطق المهجورة. ويحمل خبراء البيئة هذا التراكم، إضافة إلى ضعف تدابير الوقاية، مسؤولية كبيرة في تصاعد الحريق.
في إسبانيا، فتحت النيابة العامة البيئية تحقيقًا في "القصور الواضح" في خطط الحماية من الحرائق، بينما يُتوقع أن تسجل هذه الحرائق رقمًا قياسيًا جديدًا في انبعاثات الكربون الضارة، ما يفاقم الأزمة البيئية العالمية ويزيد من تداعيات تغيّر المناخ.
مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة وتكرار موجات الجفاف، تبدو حرائق هذا العام مؤشرًا واضحًا على أن أوروبا تدخل مرحلة جديدة من الكوارث المناخية المتكررة، ما يفرض على الحكومات تعزيز خطط التكيف والوقاية، وتكثيف الجهود لحماية الغابات والحد من آثار تغيّر المناخ على المدى القريب والبعيد.
بعد صيف لاهب.. توقعات بشتاء قارس في أوروبا ويناير 2026 سيكون الشهر الحاسم
شهدت أوروبا صيفًا غير مسبوق في عام 2025، ومن فرنسا إلى إسبانيا ، سجلت الدول الأوروبية درجات حرارة قياسية وصلت إلى 50 درجة مئوية ، وأدت فى إسبانيا إلى وفاة أكثر من 1100 شخص.
وأشار التقرير الذى نشرته الصحيفة إلى أن ظاهرة لا نينيا ستكون حاضرة خلال الشتاء، لكنها ستكون ضعيفة إلى معتدلة. وتتمثل هذه الظاهرة في انخفاض درجات حرارة المحيط الهادئ، ما يؤدي إلى تغييرات في حركة الغلاف الجوي عالميًا.
وأشارت إلى أن حد أبرز نتائج هذه الظاهرة هو تأثر التيار النفاث (Jet Stream)، وهي رياح قوية وعالية تتحكم في الطقس، هذا التأثير سيزيد من احتمال تدفق كتل هوائية باردة ورطبة إلى وسط وغرب أوروبا، مما يرفع فرص حدوث عواصف ثلجية وانخفاضات حادة في درجات الحرارة.
"الدوامة القطبية" قد تعصف بالشتاء
ووفقا للتقرير فإن العنصر الحاسم في التوقعات الشتوية هو الدوامة القطبية (Polar Vortex)، وهي تيار هوائي دائري ضخم يتشكل فوق القطب الشمالي، ويسيطر على تدفق الهواء البارد.
ويتوقع العلماء أن تكون هذه الدوامة أضعف من المعتاد خلال شتاء 2025/2026، مما قد يؤدي إلى ما يُعرف بـ"الانهيار القطبي"، حيث ينفلت الهواء البارد من القطب ويتجه جنوبًا نحو أوروبا وأمريكا الشمالية، مسبّبًا موجات برد قوية وطويلة.
يناير 2026.. شهر الحسم
بحسب النماذج المناخية، يُتوقع أن يشهد يناير 2026 نمطًا جويًا فريدًا، حيث يُحتمل تشكّل مرتفعات جوية قوية فوق شمال أوروبا، وهذا الوضع سيفتح الطريق لكتل هوائية باردة قادمة من الشمال الشرقي لتجتاح وسط وغرب أوروبا.
ورغم أن المتوسط العام للشتاء قد لا يكون استثنائيًا، فإن التقلبات الحادة بين موجات برد وفترات معتدلة ستجعل شتاء هذا العام مختلفًا تمامًا عن سابقاته التي تميزت بالاستقرار والدفء النسبي.
أوروبا في مواجهة تفشيات غير مسبوقة لأمراض ينقلها البعوض بسبب تغيّر المناخ
كما تشهد القارة الأوروبية هذا الصيف موجة غير مسبوقة من تفشي الأمراض التي ينقلها البعوض، في مؤشر مقلق على تأثير التغير المناخي المتسارع على الصحة العامة، وفقًا لتحذيرات صادرة عن المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (ECDC).
وأكد المركز أن موسم البعوض في أوروبا بات أطول وأكثر حدة من أي وقت مضى، مدفوعًا بعوامل مناخية مثل ارتفاع درجات الحرارة، وشتاء أكثر دفئًا، وأنماط غير تقليدية من الأمطار، هذه التغيرات المناخية خلقت بيئة مثالية لتكاثر البعوض وانتشار الفيروسات ، وهو ما أثار حالة من الذعر والقلق.
وقالت مديرة المركز، باميلا ريندي-فاجنر "أوروبا تدخل مرحلة جديدة، حيث أصبح الانتقال الأوسع والأكثر شدة للأمراض المنقولة عبر البعوض هو الوضع الطبيعي الجديد".
وحتى الآن في عام 2025، تم تسجيل 27 تفشيًا لفيروس "شيكونجونيا" — وهو أعلى رقم في تاريخ القارة — إلى جانب 335 إصابة مؤكدة بفيروس "غرب النيل"، وهو أعلى معدل يتم رصده منذ ثلاث سنوات.
توسع مقلق للبعوض الناقل
وتعتبر بعوضة النمر الآسيوى هي المسئولة عن نقل فيروس شيكونجونيا ، والتي أصبحت منتشرة فى 16 دولة أوروبية و369 منطقة ، مقارنة بـ 114 منطقة فقط قبل عقد من الزمان.
أما فيروس "غرب النيل"، فيستمر في التوسع نحو مناطق جديدة كل عام، من بينها هذا الصيف مقاطعة "سلاي" في رومانيا ومحافظتا "لاتينا" و"فروزينوني" في إيطاليا، حيث أسفرت الإصابات عن وفاة ما لا يقل عن 10 أشخاص.

Trending Plus