رئيس التمثيل التجارى يكشف لـ"اليوم السابع": خطة مصر لزيادة الصادرات إلى أفريقيا.. عبد العزيز الشريف: إدخال سلع جديدة فى هيكل الصادرات وزيادة الكميات الموجهة للخارج.. صادرات القاهرة تجاوزت 3.1 مليار دولار 2025

أكد الدكتور عبد العزيز الشريف، رئيس جهاز التمثيل التجاري، أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والقارة الأفريقية تمثل ركيزة أساسية في السياسة الخارجية المصرية، انطلاقًا من الروابط التاريخية والجغرافية والثقافية المشتركة.
وكشف ارتفاع الصادرات المصرية إلى أفريقيا لتسجل 3,142 مليار دولار خلال الفترة من يناير إلى مايو 2025 مقابل 3,139 مليار دولار بزيادة طفيفة، مشيرا إلى ارتفاع الوادرات المصرية لـ 745 مليون دولار خلال أول 5 أشهر من 2025 مقابل 727 مليون دولار في الفترة ذاتها من العام الماضي.
وقال الشريف في حديث مع "اليوم السابع"، إن مصر أولت خلال السنوات الأخيرة اهتمامًا متزايدًا بتعزيز اندماجها الاقتصادي مع أفريقيا، من خلال الانخراط الأنشطة في التكتلات الإقليمية مثل السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا (الكوميسا) واتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA)، إلى جانب فتح أسواق جديدة أمام الصادرات المصرية وتوسيع الاستثمارات المشتركة.
وأشار إلى أن نمو حجم التبادل التجاري بين مصر والدول الأفريقية، وتنوع الصادرات المصرية لتشمل قطاعات صناعية وزراعية وخدمية، يعكس التوجه الاستراتيجي نحو تعميق التعاون الاقتصادي البيني، بما يعزز القدرة التنافسية للمنتجات المصرية ويدعم مسار التنمية المستدامة داخل القارة.
وأوضح الشريف أن أفريقيا تُعد "قارة الفرص الواعدة"، حيث تضم 1.34 مليار نسمة يمثلون 17.3% من سكان العالم، وتمتد على مساحة 30 مليون كم² تعادل 20% من مساحة اليابسة، ويبلغ ناتجها المحلي الإجمالي 3.5 تريليون دولار في عام 2024، مع معدل نمو متوقع 3.8% وهو أعلى من المتوسط العالمي البالغ 2.9%.
وأضاف، أن القارة تضم تكتلات اقتصادية كبرى مثل الكوميسا، والسادك، والإكواس، وجماعة شرق أفريقيا، وتجمع الساحل والصحراء، لكنها في الوقت ذاته تواجه تحديات ترتبط بإرث الاستعمار الغربي، والحتمية الجغرافية، وضعف التكامل الإقليمي، واعتمادها الكبير على تصدير المواد الخام واستيراد السلع المصنعة.
وأكد أن الاستراتيجية المصرية تجاه أفريقيا تركز على زيادة الصادرات المصرية من خلال فتح أسواق جديدة، وإدخال سلع جديدة في هيكل الصادرات، وزيادة قيمة وكميات الصادرات الحالية، إلى جانب تعزيز التواجد المصري عبر الاستثمارات والمشروعات المشتركة في مجالات البنية التحتية، والمياه والصرف الصحي، والمستشفيات والمراكز الصحية، والمراكز التعليمية، والمناطق اللوجستية.
وتابع الشريف أن القطاعات ذات الأولوية التصديرية تشمل الأدوية والمستلزمات الطبية، والمنتجات الغذائية، والأسمدة والكيماويات، والأجهزة الكهربائية، ومواد البناء.
وبشأن التعاون في إطار التكتلات الإقليمية، أشار إلى أن مصر عضو في الكوميسا منذ عام 1998 مع إعفاءات جمركية متبادلة، حيث سجل معدل النمو الاقتصادي للتجمع 5.7% في عام 2023 مقارنة بـ5.9% في 2022.
وأوضح أن أبرز صادرات مصر إلى الكوميسا تتمثل في مواد البناء والبلاستيك، والمنتجات الغذائية، والكيماويات، والعطور ومستحضرات التجميل، بينما تتركز الواردات في النحاس، والبن والشاي، والحيوانات الحية، والقطن، والوقود المعدني.
وقال الشريف إن اقتصادات دول الكوميسا تواجه تحديات مثل التوترات الجيوسياسية، وتقلب أسعار الطاقة وسلاسل الإمداد، والتغيرات المناخية والجفاف، والنزاعات والهجمات الإرهابية، إلا أن هناك فرصًا لتعزيز سلاسل القيمة الإقليمية والعالمية، مشيرًا إلى أن مبادرة التكامل الصناعي الإقليمي التي أطلقتها مصر خلال رئاستها للكوميسا تمثل خطوة مهمة في هذا الاتجاه.
وأكد أن مصر من أوائل الدول التي انضمت إلى اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA)، مشيرًا إلى أن الدراسات تتوقع زيادة الصادرات المصرية بنسبة تتراوح بين 25% و30% في حال التنفيذ الكامل للاتفاقية.
وفيما يتعلق بالتجارة البينية، كشف الشريف أن التبادل التجاري بين مصر ودول الاتحاد الأفريقي سجل نموًا ملحوظًا في 2024، حيث ارتفعت الصادرات المصرية إلى 7.7 مليار دولار بزيادة 4.7% عن عام 2023، كما زادت الواردات إلى 2.1 مليار دولار بارتفاع 14.5%، ليصل حجم التبادل التجاري إلى 9.8 مليار دولار بزيادة 6.5% عن العام السابق.
وأوضح أن ليبيا والمغرب والجزائر والسودان وتونس وكينيا وكوت ديفوار وغانا ونيجيريا ومدغشقر جاءت في مقدمة الشركاء الأفارقة المستوردين من مصر، بينما تصدرت جمهورية الكونغو الديمقراطية والسودان وكينيا ونيجيريا قائمة الدول المصدرة لمصر ضمن الاتحاد الأفريقي.

Trending Plus