"شكراً مصر".. متطوعو مبادرة "الأشقاء" الجنود المجهولة فى مساعدة العائدين لوادى النيل.. مصريون وسودانيون يتنافسون لخدمة المسافرين للسودان على محطة السكة الحديد بالسد العالى.. توفير خدمات طبية وكراسى متحركة مجانا

على رصيف محطة السكة الحديد بميناء السد العالى، تستقبل محافظة أسوان قطار الأشقاء السودانيين وعلى متنه نحو 1000 مواطن سودانى يبدأون رحلة العودة من القاهرة إلى الخرطوم، ضمن مشروع "العودة الطوعية" للأشقاء السودانيين بالتنسيق والتعاون بين البلدين مصر والسودان.
وقبل وصول قطار العودة الأسبوعى، يجيء إلى محطة السد العالى مجموعة من الشباب ذكور وإناث متطوعون بمبادرة "الأشقاء" لمساعدة السودانيين العائدين إلى وطنهم مرة أخرى بعد فترة من الحنين داخل بلدهم الثانى "مصر" وهم يرتدون قبعات "شكراً مصر".
"اليوم السابع" كان لها اللقاء مع مجموعة من المتطوعين الذين سردوا حبهم لهذه المبادرة الإنسانية التى انطلقت فى بدايتها لمساعدة النازحين الفارين من جحيم الحرب واستمرت فترة إقامتهم فى بلد الأمن والأمان "مصر" حتى استقر الحال فى الدولة الشقيقة وقدموا خلالها المساعدات المختلفة لأهلهم الذين قرروا العودة مرة أخرى للمساهمة فى إعادة إعمار السودان.
قال صديق عثمان، سودانى الجنسية، أحد المتطوعين بمبادرة الأشقاء فى أسوان، إن المبادرة يشارك بها متطوعون من مصر والسودان وتأتى تحت مظلة القنصلية العامة لجمهورية السودان بمحافظة أسوان، وتسعى لتوفير كافة المساعدات الإنسانية والخدمية والطبية والخدمات الأخرى المختلفة للأشقاء السودانيين خلال فترة تواجدهم بمصر فارين من الحرب، وكانت بدايتها مع دخول المواطنين السودانيين لمصر عبر معابر أسوان البرية، وامتدت حتى مساعدتهم فى العودة مرة أخرى إلى الوطن بعد استقرار الأوضاع بالسودان.
وتابع صديق، أن المبادرة بدأت بـ36 متطوعاً ثم زاد العدد لتقديم الخدمات المختلفة، وآخرها مساعدة المسافرين السودانيين فور وصولهم من القاهرة إلى أسوان عبر محطة السد العالى، وعلق قائلاً: نأتى إلى المحطة أسبوعياً قبل وصول القطار بنحو ساعتين أو ثلاثة، لتجهيز المساعدات والإرشادات لمساعدة المسافرين والتى تشمل توفير مستلزمات وأجهزة طبية وكراسى متحركة لمساعدة المرضى وكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة، بجانب الخدمات اللوجستية الأخرى المقدمة لهم.
وأضافت الدكتورة سعاد السيد، مصرية، من المتطوعات بالمبادرة أيضاً، أنها واحدة من المؤسسات للمبادرة قبل 3 سنوات تقريباً، وأن الفكرة وُلدت بوصول عدد كبير من النازحين السودانيين لأسوان وحدوث تكدس على المنافذ البرية الحدودية فكان لابد من التحرك الإنسانى فجاء تأسيس المبادرة تحت مسمى "مبادرة الأشقاء" وتم توزيع الأدوار وتحديد المسئوليات، وكان هناك عدة لجان، منها الإعاشة والتسكين وتوفير مواد غذائية بالأماكن التى فيها التكدس، وكان يتم التنسيق بين المستشفيات فهى المسئولة عن الجانب الطبى، موضحةً أنه لكثرة التعامل مع الوافدين تم التوسع فى نطاق المبادرة وزيادة عدد المتطوعين.
وأوضحت، أنهم خرجوا متطوعون لا يربطهم صلة قرابة أو سابق معرفة بالأشقاء ومع ذلك يتسابق المتطوعون فى مساعدة أهلهم السودانيين، مؤكدةً أن انتماء الوطن هو من جمع هؤلاء بعضهم البعض، ويتم توفير المستلزمات باجتهادات شخصية، ورغم أنه كان هناك تشديدات خاصة بعدم التعامل مع الأشخاص الوافدين بطريقة غير شرعية إلا أن هناك تعاطف كبير من الأطباء والمستشفيات والمراكز الطبية التى تقدم الخدمة الإنسانية للمرضى لاحتياجهم لذلك دون تردد.
وأشارت، إلى أنه خلال لقاء أعضاء المبادرة مع المسافرين العائدين، كانت هناك فرحة على وجوه العائدين، خاصة أنهم تغربوا لأكثر من عامين عن أرضهم وبيوتهم وعاشوا الوضع وفرحوا للعودة، والناس ممتنة لما قدم لهم خلال تلك الفترة من المصريين والمتطوعين السودانيين.
إنصاف عبد الله أحمد، من المتطوعات، قالت إنها التحقت بالمبادرة من خلال صديقتها وكان يتم التواصل عبر قنوات الاتصال الإلكترونية، فكان التركيز على متطلبات الوافدين السودانيين من أسئلة، وكانت المساهمات فى بدايتها تقتصر على توفير المعلومات اللازمة للأسر السودانية الموجودة فى أسوان، ثم سارعت المبادرة بدورها الإنسانى بشكل كبير، لذلك كان هذا هو الدافع الأساسى للالتحاق بالمبادرة الطوعية "مبادرة الأشقاء".
وتابعت إنصاف، أن المتطوعين سودانيين ومصريين ولم يبخل أحد منهم بوقته وجهده وماله، لتقديم الخدمة للأشقاء، وكان دورها بالجزء الخاص بالطوارئ والحوادث التى تقع للأشقاء، لافتةً إلى أن من أصعب المواقف التى مرت بها، كان فى صيف العام الماضى عندما كان يتم العثور على عدد كبير من السودانيين الفارين من جحيم الحرب إلى الموت عطشاً فى الصحراء، بعد أن أهلكهم الجفاف بالتعرض المباشر لأشعة الشمس لساعات طويلة وقد تكون لأيام، وكان من ضمن الحالات رجل متقدم فى السن وتوفيت زوجته وأولاده خلال الرحلة المريرة وكان متأثر جداً بفراق أسرته بالكامل، ولا تزال جثة زوجته داخل المشرحة وهو مصاب بمرض فى القلب ولا يستطيع مساعدة زوجته لدفنها ومواراتها إلى مثواها الأخير.
وأكملت، أنها تدخلت بالتعاون مع المبادرة، لتسهيل إجراءات دفن زوجته وساهمت فى تقديم ضمانات شخصية ، للدرجة التى تعرضت فيها للمسئولية القانونية وتم إيداعها بالحبس داخل قسم الشرطة، مؤكدةً أنها كانت تعمل ذلك فى سبيل الإنسانية وإنهاء تصاريح دفن الزوجة، وكانت هذه المواقف الدافع الأكبر للاستمرار فى المبادرة الطوعية وخدمة الأشقاء الفارين من الحرب.
وأضافت وفاق موسى سليمان، من المتطوعات، أنها دخلت مصر مع السودانيين الفارين من جحيم الحرب، وعندما أتت إلى أسوان قررت المشاركة مع المتطوعين فى مساعدة النازحين دون تردد، وعلقت قائلةً: رأيت بعينى مشاهد صعبة فى مواجهة الموت، والذى حدث فى السودان خلال أزمة الحرب الأخيرة مهما نحكى أو نسرد إلا أن الواقع أصعب وأمر - على حد وصفها- فكان المواطنون نائمون هانئين يستعدون للاحتفال بعيد الفطر فاستيقظوا على دمار وقصف وحرب بين قوات الجيش والدعم السريع .
وتابعت: خرجت أنا وأولادى وباقى أفراد الأسرة، من منطقة الدوحة فى أم درمان وكانت المنطقة قريبة من سلاح يسيطر عليه قوات الدعم السريع وكان المكان من أصعب المناطق التى شهدت وحشيه فى الاعتداء خلال الضرب ، وكان الخروج منها أشبه بالمستحيل وكانت الجثث فى الشوارع ملقاة فى كل مكان، فخرجنا لمكان الأتوبيسات فى مكان بعيد من الضرب، وبعد معاناة وصلنا لمكان النجاة ودخلنا إلى أسوان وبدأ التأقلم بالتواصل مع الناس لذلك فضلت أساعد الناس التى تصل بعدى .
وأشارت أميرة حسن، من المتطوعات، إلى أن أسوان البوابة الجنوبية والمحطة الآمنة الأولى للسودانيين داخل مصر، فكان النازحين بعضهم قد تعرض لحوادث واعتداء ووفيات وإصابات والمبادرة لها دور فى الجانب القانونى، وفى العودة كانت السعادة على وجوه المسافرين العائدين والابتسامة تملأ وجوههم خاصة أنها مملوءة بالأمل والتفاؤل فى العودة إلى الوطن الحبيب وإعادة إعمار منازلهم التى خربها عدوان الحرب، مؤكدةً أن الشعب السودانى ممتن للحكومتين "المصرية والسودانية"، فى ظل مبادرة العودة الطوعية التى أزالت عن السودانيين الأرق ومعاناة التفكير فى العودة بعد استقرار الأوضاع .
ولفتت إيناس عبد الهواب، متطوعة، إلى أنهم يأتون كل أسبوع إلى محطة السد العالى لاستقبال رحلة العودة الطوعية الأسبوعية من القاهرة إلى أسوان ثم استكمال الرحلة إلى المعابر الحدودية البرية وصولاً إلى السودان، ورغم كونهم بنات ومتزوجات لم يخطر ببالهم أية مخاطر قد يتعرضوا لها فى سبيل العمل الإنسانى الطوعى لمساعدة أهالينا السودانيين وذلك من باب المسئولية وباعتباره واجب وطنى وأخذنا العهد إلى استكمال المشوار حتى عودة آخر سودانى لبلاده، وشكر للمصريين حكومة وشعباً، مرددةً "تحيا مصر".

استراحة-طفل-مسافر

أعضاء-المبادرة

أفراد-المبادرة-يساعدون-كبار-السن

المسافرون-الأشقاء-أثنءا-العودة-للسودان

المشاركون-فى-المبادرة-الطوعية

توفير-كراسى-متحركة

جانب-من-اللقاء-مع-المتطوعين

شكراً-مصر

صحفى-اليوم-السابع-على-محطة-السد-العالى

صحفى-اليوم-السابع-مع-أعضاء-مبادرة-الأشقاء

صحفى-اليوم-السابع-مع-المتطوعين

عودة-الأسر-السودانية-للوطن

محطة-السد-العالى-بأسوان

مساعدة-كبار-السن

مشروع-العودة-الطوعية

Trending Plus