لبنان إلى أين؟.. 4 سيناريوهات مُحتملة

في ظل انفراجة بعثت برسائل أمل وتفاؤل نحو توحد الدولة اللبنانية فور انتخاب رئيس ورئيس حكومة بعد تعثر سنوات، ثم النجاح في وقف إطلاق النار وفقا لقرار 1701، ليعود شبح عدم الاستقرار من جديد للبنان، وذلك بعد فتح قضية نزع سلاح حزب الله ورفض الحزب على لسان الأمين العام، قائلا: المقاومة لن تسلم سلاحها والعدوان مستمر والاحتلال قائم»، وانتقد الحكومة اللبنانية بوصفها تخدم المشروع الإسرائيلي بقرارها نزع السلاح.
والأخطر – في اعتقادى – هو ما تفعله إسرائيل وما تريده من لبنان، حيث ترسم للمرة الأولى منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، منطقة عازلة في الضاحية الجنوبية، وهو كاشفتها خرائط متضمنة منطقة باللون الأحمر، تمنع السكان من الاقتراب منها.
وما يجب الانتباه اليه رغم أهمية الدولة الوطنية وسيادة لبنان، هو أن إيران تبرز نفسها مرة أخرى كلاعب مؤثر يعقد المشهد السياسي والأمني في البلاد، وسط تساؤلات حول دوافع طهران وراء تمسكها بسلاح حزب الله، خاصة مع وجود تقارير تشير إلى أن إيران قد تستخدم هذا الملف كورقة ضغط في مفاوضاتها مع واشنطن بشأن برنامجها النووي.
والأمر الآخر الذى يجب الانتباه إليه، ملف نزع سلاح حزب الله يعد جزءا من مخططات أمريكية وإسرائيلية أوسع لإعادة تقسيم المنطقة ورسمها خرائطها من جديد، وتقويض دور الدول الكبرى مثل لبنان وسوريا، لضمان إسرائيل الكبرى كما أدى نتنياهو، وتشمل هذه المخططات محاولات لتفتيت الدول إلى دويلات صغيرة.
وفى ظل هذا التصعيد والضغوط الأمريكية، فإن هناك عدة سيناريوهات محتملة أمام لبنان:
"السيناريو الأول" يتضمن نزع سلاح حزب الله بالكامل، وانسحاب إسرائيل من النقاط المتبقية، وترسيم الحدود، وهذه الخطة تدعمها القوى الدولية، وقد تؤدي إلى استقرار أمني واقتصادي في لبنان، مع تراجع نفوذ إيران، لكن هذا السيناريو يحتاج إلى إرادة داخلية صلبة من الحكومة اللبنانية، وإلى توافق لبنانى لوأد أى مخطط أمريكى إسرائيلى ومنع أى قوى للاستثمار فى الخلاف اللبنانى.
ثم يأتي "السيناريو الثاني" والذى يتضمن تخفيض قدرة حزب الله العسكرية، مع بقاء سلاح فردي وتكامل جزئي مع الجيش اللبناني ويُحسن سلطة الدولة جزئياً، لكن يبقي حزب الله قويا، فى مواجهة العدوان الإسرائيلى، حتى تتعافى الدولة اللبنانية، وتنتهى حرب غزة ويعود الاستقرار للمنطقة.
أما "السيناريو الثالث"، فعنوانه الجمود مع استمرار وقف النار دون تقدم سياسي أو أمني، وهذا السيناريو يُعد الأكثر خطورة ويُزيد من الأزمة الاقتصادية وتفاقم الوضع الداخلي اللبنانى مما يمنح إسرائيل استثمار وتوظيف ذلك لصالحها.
وأخيرا السيناريو الرابع "المواجهة الشاملة"، يضم صداماً داخلياً بين “حزب الله” والجيش اللبناني أو حرباً مع إسرائيل، وهذا السيناريو كارثي على المستوى الداخلي والدولي، ويشمل دماراً شاملاً وتدخلات إقليمية.
ختاما، نستطيع القول: إن نجاح الحل الشامل يعتمد على قدرة الدولة اللبنانية على تجاوز التحديات الداخلية ومواجهة الضغوط الإيرانية، والاسرائيلية ما يتطلب دعما عربيا، خاصة أن الشعارات التي كانت تبرر السلاح تراجعت أمام مطلب سيادة الدولة ووقف انهيار الاقتصاد.

Trending Plus