معابد مونتو الأثرية فى الطود والمدامود تقترب من رحلة العودة للحياة بحملات تطوير وتجميل شاملة.. محافظ الأقصر يتفقد أزماتها ويتابع حل مشكلاتها على أرض الواقع.. ويؤكد: ستكون جاهزة قريباً لإدراجها بخارطة الزيارات

معابد مونتو الأثرية في الطود والمدامود تقترب من رحلة العودة للحياة بحملات تطوير وتجميل شاملة.. محافظ الأقصر يتفقد أزماتها ويتابع حل مشكلاتها على أرض الواقع
ويؤكد: ستكون جاهزة قريباً لإدراجها بخارطة الزيارات السياحية بالموسم الجديد
خطط شاملة لتطوير المناطق الأثرية المهملة منذ سنوات طويلة في قلب الأقصر، بدأت على أيدي المهندس عبد المطلب عمارة محافظ الأقصر بإطلاق شارة البدء في التطوير والتجمل وحل المشكلات في أهم معبدين مهدرين طوال السنوات الماضية في شرق محافظة الأقصر، وهى معبدى الملك مونتو إلة الحرب عند القدماء المصريين في مدينتي الطود والزينية بمنطقة المدامود، والتي دخلت خطط التطوير لتقترب من رحلة العودة للحياة من جديد والإدارج في خريطة الزيارات السياحية بالموسم السياحى الشتوى القادم.
ويرصد "اليوم السابع" أجواء وتفاصيل خطط التطوير التي بدأت في الظهور على أرض الواقع في المعبدين، حيث إنه في مدينة الطود يوجد معبد الملك مونتو إلة الحرب في العصور الوسطى، والذي حصل مؤخراً على أولى خطوات التطوير عبر إطلاق مسئولي منطقة آثار الأقصر بقيادة الدكتور عبد الغفار وجدى، مدير عام آثار الأقصر، عمليات التنظيف والتجميل في معبد مونتو بمدينة الطود، بحملات إزالة الحشائش والمخلفات لتنظيف منطقة المعبد الأشهر في شرق المدينة، والذي يعود إلى إله الحرب فى العصور القديمة، والذي له أهمية أثرية كبيرة، حيث إنه يمثل حقباً مختلفة من التاريخ المصرى القديم بداية من الدولة القديمة حتى نهاية العصر المتأخر وبداية العصر القبطى.
ويقول الدكتور عبد الغفار وجدى، مدير عام آثار الأقصر، إنه يعتبر "معبد مونتو" فى الطود أهم تاريخ فرعوني شاهد على عبادة (مونتو) إله الحرب فى مصر القديمة، حيث يبعد المعبد عن محافظة الأقصر فى الجنوب الشرقى حوالى 20 كيلو مترا مربعاً، وتعود أصول معبد "مونتو" لعهد الأسرة الخامسة وهي مناطق عبادة المعبود "مونتو" إبان عهد الدولة الوسطى، والمعبد من الطوب اللبن واكتشفت خبيئته عام 1963 بواسطة العالم الفرنسي بيسون "Fernand Bisson" أسفل كنيسة تعود للقرن الخامس الميلادى، وترتبط القطع الأثرية التى تم العثور عليها فى هذه المنطقة بهذه الديانة والتى بدأت فى الدولة الوسطى، وقد شيدت هذه الآثار خلال عصر (ب-حبت-رع - منتوحتب الثانى وسنوسرت الأول) ولكنها محطمة حالياً فيما عدا المقصورة التى شيدها الملك تحتمس الثالث والتى مازالت أجزاءها محفوظة.
ويضيف وجدى عبد الغفار، إنه تم إجراء خطة تطوير شاملة مؤخراً فى المعبد شملت رفع الأحجار المنقوشة بالمعبد على مصاطب لعرضها في المتحف المفتوح داخل المعبد، وتم تمهيد ممرات حجرية لعمل مسار للزيارة يبدأ من المدخل الحالى للمعبد مروراً بهذا المتحف، وتم تصميم ووضع لوحات إرشادية باللغتين العربية والإنجليزية لتسهيل عملية الزيارة للجمهور، والعمل على تطوير البوابة الحالية للمعبد لتصبح بالشكل اللائق بما يتناسب مع الأهمية الأثرية للمنطقة، وتمت إزالة جميع الحشائش الموجودة بكثرة داخل و حول المعبد، وسوف يتم الاستعانة بعمال من الإدارة الهندسية مرة كل شهر على الأقل لإزالة هذه الحشائش، حيث تم تطوير المعبد من قبل بأيادي بعثة فرنسية انطلقت فى عملها عام 1998 واستمرت 8 سنوات كاملة حتى عام 2006.
أما في مدينة الزينية وبالتحديد بمنطقة المدامود، وعلى بعد حوالى 5 كيلو متر عن مدينة الأقصر، يوجد معبد مونتو الثانى في شرق الأقصر، والذي ظل يعاني على مدار السنوات الماضية من عدم الاهتمام والدعم كباقي المعالم الأثرية حول الأقصر، والذي يحتاج للدعم الكبير لدخول عصر التطوير كباقى معابد الأقصر المتناثرة فى أطراف المدن البعيدة عن قلب مدينة الأقصر، وكذلك يحتاج لأن يكون على الخريطة السياحية للزائرين من مختلف العالم، وكانت آخر خطوات دعم المعبد في عام 2021 عبر قيام مسئولي مدينة الزينية بالعمل على قدم وساق فى توسعة الطريق البديل لمعبد الإله مونتو بمنطقة المدامود، حيث تمت متابعة أعمال توسيع الطريق البديل لمعبد الإله مونتو بالمدامود، وذلك بتراضى أصحاب الأراضى بمسافة من 3 أمتار لـ 6.50 متر، والممتدة من مزلقان الصعايدة حتى مدخل طريق المدامود العجوز من الجهة الغربية.
وخلال الفترة الماضية قاد المهندس عبد المطلب عمارة محافظ الأقصر، جولة داخل معبد مونتو بالمدامود لبحث سبل تطوير المعبد والمنطقة المحيطة به، وذلك بحضور الدكتور هشام أبو زيد نائب محافظ الأقصر، والدكتور عبد الغفار وجدى مدير عام آثار الأقصر، والمهندس عبد المسيح نبيل مدير التخطيط العمراني، وعدد من مرممي الآثار، وذلك فى ضوء الجهود المبذولة للحفاظ على المناطق الأثرية بمحافظة الأقصر وتطويرها، وقد استمع المحافظ إلى أهم المعوقات أمام تطوير المعبد والتى تتمثل فى المياه الجوفية، كما استمع إلى مشاكل المواطنين التى تتمثل فى عدم وصول خدمات الصرف الصحى للمنطقة، وأكد على أنه جارى العمل بمشروع الصرف الصحي لمدامود العجوز، وأعلن عن سرعة العمل فى التشغيل الفعلي لخدمة الصرف الصحي بمدامود العجوز لدعم منطقة المعبد، وهو الأمر الذي سيخدم أهالى المنطقة وكذلك يساهم فى تنفيذ أعمال تطوير معبد "مونتو" والمنطقة المحيطة به.
ومن جانبه يقول الخبير الأثرى الطيب غريب المدير السابق لمعابد الكرنك، إنه معبد مونتو بمنطقة المدامود واحد من معبدين بالمحافظة يحملان نفس الاسم مخصصان لعبادة إله الحرب الملك مونتو، حيث تم كشف ذلك المعبد الفريد من نوعه خلال حفائر عالم الآثار الفرنسي فرناند بيسون دى لاروك فى 1925 واستمر العمل فى اكتشاف كافة تفاصيل المعبد عدة سنوات، موضحاً أن المعبد يضم المعبد برج وفناء كبير وهيكل يعود لفترة بطليموس الثامن، ويعد تحفة فنية مميزة تعاقب على بنائه عدد من الملوك على مر العصور السابقة من الفراعنة والبطالمة والرومان، ويوجد فى واجهته صرح بناه الإمبراطور الرومانى بتريوس، وقد بنيت بالأحجار القديمة للمعبد حيث وجد بها أحجار قديمة منقوش عليها أسماء كل من "سنوسرت الأول" و"رمسيس الثاني".
ويضيف الطيب غريب لـ"اليوم السابع"، إنه توجد داخل المعبد 4 صالات فى الجهتين الشمالية والجنوبية بناها الإمبراطور "أنتيوس بيوس" ثم ما يسمى "القبقة" والتى أنشأها "بطليموس السادس"، كما توجد داخل صالة بالمعبد تمثالين ليسا كاملين لـ"الملك سنوسرت الثانى" و"سنوسرت الثالث"، ومشاهد للملك "بطليموس السادس" وهو يتعبد للإله "حابى" إله النيل، كما يوجد على الأعمدة الخاصة بالمعبد نقوشات ورسومات على شكل "زهرة اللوتس" منها المغلق والمفتوح على الصالات المختلفة، كما توجد أيضاً بوابة بناها الملك "أمنمحتب الثانى" والموجودة داخل المعبد البطلمى، ومعبد مونتو فى المدامود وتمثاله كان يعيشان على أعطية العيد وطعام العيد والقرابين، وتدل أعمال الحفائر التى قام بها الفرنسيون بتلك المنطقة عن وجود معبد أسسه الملك "سيتى الأول" وأكمله بعده ابنه "رمسيس الثانى"، والذى طمس مع الزمن ولم يتبق منه إلا آثار صغيرة تؤكد تلك المدلولات.

آثار الأقصر تزيل الحشائش والمخلفات لتنظيف منطقة معبد الطود

إزالة الحشائش والمخلفات لتنظيف منطقة معبد الطود شرق المحافظة

المحافظ كلف بحل أزمة المياه الجوفية داخل المعبد

المعبد تحفة فنية مميزة تستحق الدعم وتعاقب على بنائه عدد من الملوك

المعبد مرت عليه عصور الفراعنة والبطالمة والرومان واكتشفه العالم الفرنسي فرناند بيسون

بدء إزالة الحشائش والمخلفات لتنظيف منطقة معبد الطود

بدء حملات إزالة الحشائش والمخلفات لتنظيف منطقة معبد الطود

جانب من القطع الأثرية داخل معبد مونتو بالطود

جولة المحافظ فى منطقة معبد مونتو بالمدامود

عمليات إزالة الحشائش من معبد مونتو بالطود

عمليات التنظيف تبدء داخل معبد الطود

منطقة آثار الأقصر تزيل الحشائش والمخلفات لتنظيف معبد الطود

منطقة آثار الأقصر تزيل الحشائش والمخلفات لتنظيف منطقة معبد الطود

Trending Plus