أوضاع المرأة فى السودان.. حرب خشنة على الجنس الناعم.. النساء أكثر المتضررين من الأزمة السودانية.. يسددن أفدح تكاليف الحرب.. وزيرة الدولة للموارد البشرية: أوضاعهن صعبة للغاية.. ويتعرضن لانتهاكات جسيمة وخطيرة

دقت الدكتورة سليمى إسحق الخليفة، وزيرة الدولة السودانية للموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ناقوس الخطر فيما يخص أوضاع المرأة فى السودان، والتى تفاقمت بشكل خاص، جراء الحرب والعمليات العسكرية، إذ تعانى النساء بشكل خاص خاصة فى المناطق التى تقع سيطرة ميليشيا الدعم السريع.
وأكدت سليمى إسحق، فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، أن النساء فى السودان يعشن فى ظروف صعبة وقاسية للغاية، وأشارت إلى تعرض النساء فى السودان لانتهاكات جسيمة وخطيرة، وأوضحت أن معالجة هذه الانتهاكات على المستويين الجسدى والنفسى مهمة صعبة للغاية، وتتطلب الكثير من الموارد، وإمكانية الوصول للضحايا، الذين يقع معظمهم فى أماكن تسيطر عليها الدعم السريع، وهو ما يجعل إمكانية الوصول لهم لتقديم الرعاية الكاملة شبه مستحيل.
سليمى إسحق الخليفة، وزيرة الدولة السودانية للموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، أكدت أن أوضاع النساء فى السودان صعبة للغاية، مشيرة إلى تعرض المرأة السودانية، لانتهاكات جسيمة، مشددة على أن معالجة هذه الانتهاكات، ليست مهمة سهلة، وأنها تتطلب مساعدات كبيرة وكوادر مختصة ومدربة للتعامل مع هذه الحالات، ومساعدات وتمويل مالى ضخم، وهو ما يشكل أحد التحديات فى معالجة هذه القضية.
وكشفت وزيرة الدولة للموارد البشرية، فى تصريحاتها، عن توثيق نحو 1398 حالة عنف جنسى مؤكدة مرتبطة بالنساء، مشيرة إلى أن معظم الانتهاكات تم ارتكابها من قبل عناصر من ميليشيا الدعم السريع، مشيرة لوجود حالات فردية، ومشددة على أن أغلب الانتهاكات الجنسية كانت من عناصر من الدعم السريع فى المناطق التى كانت تسيطر علها.
وأكدت الدكتورة سليمى إسحق، أن حالات الانتهاكات الجنسية بحق النساء والفتيات فى السودان، تناقصت بشكل ملحوظ فى المناطق التى تم تحريرها من قبل القوات المسلحة السودانية، مشددة على تناقص الانتهاكات بشكل كبير وواضح.
ودقت وزيرة الدولة للموارد البشرية فى السودان، ناقوس الخطر، حول أوضاع النساء فى المناطق التى تقع تحت سيطرة ميليشيا الدعم السريع، مشيرة إلى أن أرقام الانتهاكات المعروفة مخيفة، على الرغم من عدم الوصول الكامل للأرقام الحقيقية لحجم الانتهاكات خاصة فى إقليم دارفور.
وشددت فى حديثها على وقوع انتهاكات جسيمة بحق المدنيين فى دارفور، مع تعرض النساء للاغتصاب، واختطاف المدنيين، كوسيلة للحصول على الفدية لإعادة المختطفين، مشيرة لعدم وجود أرقام دقيقة عن العنف فى دارفور، مؤكدة أن كل المدنيين على اختلاف النوع معرضين لكل أنواع الانتهاكات من قبل عناصر الدعم السريع.
وسلطت وزيرة الموارد البشرية فى حكومة السودان الجديدة، الضوء على الاهتمام الذى توليه حكومة السودان، برئاسة الدكتور كامل إدريس، رئيس وزراء السودان الجديد، لقضايا المرأة، وأكدت أن الحكومة تحرص على تقديم خدمات طبية وصحية، وتابعت: «ونحن فى وحدة مكافحة العنف ضد المرأة حريصون على تقديم التوعية، ونشرف على تدريب المختصين الذين يقدمون خدمات الدعم للنساء».
وأكدت فى تصريحاتها، أن حكومة السودان لديها التزام قوى تجاه النساء، فيما يخص الحماية والوقاية، والخدمات، كما أن الحكومة تقدم المساعدة والتسهيلات للمنظمات المعنية، فى القيام بدورها لمكافحة العنف ضد المرأة.
وعن التحديات التى تواجه معالجة قضايا العنف تجاه المرأة فى السودان خاصة مع اندلاع الحرب التى دخلت عامها الثالث، كشفت سليمى إسحق، أن هناك تحديا كبيرا للوصول لبعض النساء لتقديم الخدمات والدعم خاصة، فى المناطق التى تقع تحت سيطرة الدعم السريع.
وقالت: «هناك بروتوكول من وزارة الصحة السودانية، للمعالجة السريرية لضحايا الاغتصاب، وتمتلك وزارة الصحة السودانية 163 منفذا فى عدة ولايات سودانية، للقاء الناجيات بشكل سرى، لمساعدتهن دون الحاجة للكشف عن هوياتهن».
وتمثل قضية الأطفال، نتاج الاغتصاب، تحديا كبيرا فى المجتمع السودانى، وأشارت الدكتورة سليمى، إلى أن الحكومة تحرص على تقديم الخدمات للأطفال، مشيرة إلى حرص حكومة السودان، على تقديم الرعاية الاجتماعية لهم، حتى يتم توصيلهم لأسر بديلة لرعايتهم، مع ضمان تقديم أوراق ثبوتية لهم.
وتحرص وزارة الصحة الاتحادية فى السودان، على تقديم الدعم النفسى للناجيات، والعلاج، كما تحتاج بعض الحالات لدعم نقدى ومالى، وهو ما توفره الحكومة بالتعاون من منظمات أممية، ومنظمات المجتمع المدنى.
وكشفت سليمى إسحق، أن مكافحة قضايا العنف ضد المرأة، أو العنف القائم على النوع، لا يتوفر لها التمويل الكافى فى العادة، وأن مثل هذه القضايا ليست فى الأولويات فى المنظمات الدولية والإنسانية، وهو ما يمثل تحدى فى علاج قضايا العنف تجاه النساء، بسبب النقص الكبير فى التمويل. وأشارت إلى أن الوصمة الاجتماعية سبب فى عدم حصول الناجيات على الدعم النفسى والصحى، إذ يفضل أهالى بعض الضحايا الصمت وعدم الكشف والحديث عن العنف الذى تعرضت له بناتهن.
كما شكلت العمليات العسكرية والحرب، تحديا آخر فى وجه محاولات الوصول للضحايا، خاصة مع صعوبة نقل الكوادر المؤهلة للتعامل مع مثل هذه الحالات، خاصة فى المناطق المشتعلة والتى بها عمليات عسكرية جارية.
وعن أعداد النازحات من السيدات فى السودان، قالت سليمى إسحق، إنه لا تتوفر أرقام حول عدد النساء النازحات، خاصة أن الأوضاع تتغير بشكل مستمر، خاصة فى المناطق غير الآمنة، إذ تستمر حالة النزوح بين المدنيين هربا من النيران.

Trending Plus