اعرف تراثك.. منزل زينب خاتون نموذجا للعمارة المملوكية

فى قلب كل حجر حكاية، وعلى جدران المقابر والمعابد والقصور والمساجد، نقش المصريون فى جميع الحقب الزمنية فصولًا من تاريخ لا يمحى، فما بين المعابد الشاهقة فى الجنوب، والقصور الخديوية فى القاهرة، والمتاحف التى تحتضن كنوز الأزمان، تتجلى ملامح هوية متجذرة فى الأرض والوجدان، وعبر سلسلة اعرف تراثك نطوف بين أروقة التاريخ المصرى، نعيد اكتشاف المواقع الأثرية والمعمارية التى شكلت وجدان الوطن، ونستعرض قصصًا خفية وأسرارًا خلف جدران الصمت، ومن بينهم منزل زينب خاتون.
منزل زينب خاتون
بيت زينب خاتون هو أحد أبرز البيوت الفريدة من المنازل الإسلامية، وذات طراز معمارى مميز، ترجع للعصر المملوكى، ويستخدم كموقع أثرى ومركز للإبداع الفنى والثقافى، حيث يشهد تنظيم العديد من الفعاليات والندوات الفنية والثقافية، أنشأته الأميرة ﺸﻘﺭﺍﺀ ﻫﺎﻨﻡ حفيدة السلطان المملوكي الناصر حسن بن قلاوون، خلال العصر المملوكي الجركسي في عام 1486، وظل هذا المنزل ملكها حتى عام 1517.
يقع المنزل في عطفة الأزهري المتفرعة من شارع الشيخ محمد عبده بمنطقة الأزهر، وتوالت عليه الإصلاحات والتجديدات منذ إنشائه عام 873هـ/ 1486م وحتى عام 1125هـ/ 1713م، ويُنسب إلى السيدة زينب خاتون آخر من سكنه، وهي زوجة الأمير الشريف حمزة الخربوطلي الذي اشتراه لها وسماه باسمها، ويعتبر المنزل نموذجًا للعمارة المملوكية، فالمدخل صُمم على الطراز المنكسر بحيث لا يمكن للضيف رؤية من بالداخل.
سبب تسمية منزل زينب خاتون
سمى بهذا الاسم نسبة إلى إحدى خادمات محمد بك الألفى، أحد ملاك البيت، حيث أعتقها الألفى بك فتحررت زينب وتزوجت أميراً يدعى "الشريف حمزة الخربوطلي"، ومن ثم أصبحت أميرة مثله بل وأضيف لقباً إلى اسمها وهو خاتون أي المرأة الشريفة الجليلة، لذا أصبح اسمها زينب خاتون.
ويتكون المنزل من "صحن البيت"، وهو واسع ومكشوف، تُطل عليه مشربيات مقاعد الرجال وهي ما تُسمى بـ "السلاملك"، ومقاعد النساء التي كانت تُسمى "الحرملك" الموجودة بالطابق الثاني، وأما الطابق الثالث فيشتمل على غرف النوم.
تم غلق المنزل عام 1981 بعد تعرضه لتشققات خطيرة، وجاء مشروع ترميم المنزل في إطار خطة قطاع الآثار الاسلامية والقبطية بالمجلس الأعلى للآثار لتعيد للمنزل رونقه كما كان وقت الإنشاء، وشارك فى تنفيذ المشروع عشرات من خبراء المجلس من أثريين ومهندسين ومرممين وحرفيين والذين اتبعوا المنهج العلمي في مراحل العمل المختلفة سواء عند إعداد المشروع أو أثناء التنفيذ، حتى خرج العمل على هذه الصورة الرائعة التى تتناسب مع قيمة هذا الأثر المعمارى الإسلامى.

Trending Plus