الصين والهند تتقاربان على وقع تغيرات ترامب الجيوسياسية.. جارديان: زيارة كبير دبلوماسى الصين إلى الهند بداية لاستئناف العلاقات التجارية والرحلات وحل النزاع الحدودى.. واستعدادات لأول زيارة لمودى لبكين منذ 2018

وسط تغيرات جيوسياسية يفرضها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بتبنى نهجا غير متوقعا فيما يتعلق بالقرارات السياسية والتجارية مثل فرض الرسوم الجمركية، سعت كل من الصين والهند للتقارب ورأب الخلافات لاستئناف العلاقات التجارية والعمل على حل النزاع الحدودي.
وأشاد رئيس الوزراء الهندي ووزير الخارجية الصيني بالتقدم "المطرد" في علاقات بلديهما المتوترة، واتفقا على استئناف العلاقات التجارية وغيرها، بالإضافة إلى العمل على حل النزاع الحدودي طويل الأمد في جبال الهيمالايا، وسط تغييرات جيوسياسية عالمية أثارها نظام التعريفات الجمركية الذي فرضه دونالد ترامب.
ووفقًا لبيانات صادرة عن وزارة الخارجية الصينية، اتفق الجانبان على استئناف الرحلات الجوية المباشرة - تأكيدًا على تعهد قطعاه في يناير - بالإضافة إلى إصدار تأشيرات للصحفيين وتسهيل التبادل التجاري والثقافي.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، أشار رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، إلى "احترام مصالح وحساسيات كل منهما"، بينما قالت وزارة الخارجية الصينية إن البلدين قد دخلا "مسارًا تنمويًا مطردًا" ويجب عليهما "الثقة والدعم" لبعضهما البعض.
وجاءت زيارة وانج يي، كبير الدبلوماسيين الصينيين، إلى دلهي قبل زيارة متوقعة لمودي إلى بكين للقاء الزعيم الصيني شي جين بينج في أكتوبر. وستكون هذه أول زيارة لمودي إلى الصين منذ عام 2018.
وأوضحت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن العلاقات بين القوتين النوويتين تدهورت بشكل حاد في عام 2020 عندما تحول نزاع حدودي في جبال الهيمالايا النائية إلى نزاع مميت. وانخرط جنودهما في اشتباك بالأيدي، في أسوأ حلقة عنف بين الجارتين منذ عقود، والتي أسفرت عن مقتل 20 جنديًا هنديًا وأربعة جنود صينيين.
ومنذ ذلك الحين، أجرى الجانبان سلسلة من المحادثات لتهدئة الوضع. وعقد مودي وشي اجتماعهما الأول منذ خمس سنوات في روسيا في أكتوبر الماضي. وواصل الجانبان تحصين الحدود، لكنهما اتفقا على اتفاقية بشأن دوريات الحدود، وسحبا قوات إضافية.
وصرحت وزارة الخارجية الهندية يوم الأربعاء بأن وانج ومستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال ناقشا "تهدئة الوضع، وترسيم الحدود، وشؤون الحدود".
ووصفت وسائل الإعلام الرسمية الصينية النقاش بأنه اتفاق على "استكشاف إمكانية دفع مفاوضات ترسيم الحدود قدمًا".
وقال وانج الاثنين: "إن الانتكاسات التي شهدناها في السنوات القليلة الماضية لم تكن في مصلحة شعبي بلدينا. ونحن نشعر بالارتياح لرؤية الاستقرار الذي استُعيد الآن على الحدود".
وأشارت الصحيفة إلى أن تحسن العلاقات بين دلهي وبكين يأتي في الوقت الذي تواصل فيه التعريفات التجارية غير المسبوقة التي فرضها دونالد ترامب هز النظام العالمي.
وقالت سناء هاشمي، الزميلة في مؤسسة التبادل التايوانية الآسيوية، إن تعريفات الرئيس الأمريكي وتصور انخفاض الوجود الأمريكي في شراكات المحيطين الهندي والهادئ قد ساهما في تسريع الجهود الرامية إلى استقرار العلاقات الهندية الصينية.
وصرحت هاشمي لصحيفة الجارديان: "لن تتغير القضايا الأمنية الجوهرية والطبيعة العامة للعلاقات الهندية الصينية بسبب سياسات ترامب، وسيستمر إطار عمل منطقة المحيطين الهندي والهادئ في تشكيل الديناميكيات الإقليمية".
وأضافت: "في الوقت الحالي، تكمن أولوية الهند في إدارة التوترات مع الصين، مع خوض غمار العلاقات المضطربة مع الولايات المتحدة".
وبعد الهند، سيزور وانج باكستان، الحليف الوثيق للصين والمنافس اللدود للهند. وقالت وزارة الخارجية الصينية إن بكين ترغب في "تعزيز التعاون الودي مع كلا البلدين".

Trending Plus