تقرير: آبل تدرس استخدام ذكاء جوجل “Gemini” لتجديد سيري قبل إطلاق آيفون 17

كشفت وكالة بلومبرج أن شركة آبل تجري محادثات استكشافية مع جوجل بشأن إمكانية استخدام نظام الذكاء الاصطناعي Gemini لدعم الجيل القادم من المساعد الصوتي سيري، الخطوة، إن تمت، قد تمثل تحولًا جوهريًا في استراتيجية آبل للذكاء الاصطناعي، إذ تفاضل الشركة بين الاعتماد على تقنياتها الخاصة أو الشراكة مع مزوّد خارجي راسخ في هذا المجال.

محادثات أولية وتجارب متعددة

وبحسب مصادر مطلعة، فقد طلبت آبل من جوجل تطوير نموذج ذكاء اصطناعي مخصص للعمل على خوادمها الخاصة ضمن بنية Private Cloud Compute الآمنة. ورغم ذلك، لا تزال المناقشات في مراحلها الأولى ولم يُبرم أي اتفاق نهائي بعد.

إلى جانب جوجل، عقدت آبل محادثات مماثلة مع OpenAI وAnthropic، حيث تختبر الشركة عدة نسخ من سيري: بعضها يعتمد على نماذجها الداخلية، وأخرى تستند إلى شركاء خارجيين.

سيري من الجيل الثاني

تصف آبل النسخة المقبلة من سيري بأنها جزء من “الجيل الثاني” من المساعد الصوتي، وكان كريج فيديريجي، نائب الرئيس الأول لهندسة البرمجيات في آبل، قد لمح في وقت سابق من الشهر الجاري إلى أن المشروع يمثل “إعادة تصميم شاملة” تتيح إدماج ميزات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، مثل التخصيص الشخصي.

هذا التخصيص يُعتبر ركيزة أساسية ضمن ما تسميه الشركة Apple Intelligence، وهي المظلة التي تضم مجموعة أدوات آبل الجديدة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، والمتوقع أن تبدأ بالظهور مع iOS 18.

منافسة مفتوحة وتحديات محتملة

في البداية، بدت آبل أقرب إلى عقد شراكة مع شركة Anthropic المطوّرة للمساعد Claude، لكن التكلفة شكّلت عائقًا دفعها لتوسيع دائرة البحث، كما دخلت OpenAI، مطوّرة ChatGPT، ضمن المفاوضات، إلا أن الاتفاق النهائي لم يُحسم بعد.

وجود جوجل الآن على قائمة المرشحين يُعد تطورًا مهمًا، خاصة بالنظر إلى العلاقة التجارية المعقدة بين الشركتين، إذ تدفع جوجل مليارات الدولارات سنويًا لتظل محرك البحث الافتراضي على أجهزة آبل،  أي تعاون جديد عبر سيري قد يعزز هذا الارتباط لكنه قد يثير أيضًا تساؤلات حول مكافحة الاحتكار.

موعد الإطلاق المتوقع

رغم الترقب الكبير، تشير التسريبات إلى أن النسخة المدعومة بالذكاء الاصطناعي من سيري لن ترى النور قبل ربيع 2026، أي بالتزامن مع جيل آيفون 17، وخلال هذه الفترة، ستواصل آبل اختبار النماذج المختلفة لتحديد الأفضل أداءً، مع الحرص على حماية بيانات المستخدمين وضمان تجربة سلسة قبل الإطلاق على نطاق واسع.

ويأتي هذا في وقت تحتدم فيه المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا مثل جوجل ومايكروسوفت (عبر OpenAI) إلى جانب عدد متزايد من الشركات الناشئة، في سباق محموم لقيادة الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي التوليدي.