دموع التماسيح بجنازة الضحايا.. زوجة أب تقتل أفراد أسرة كاملة فى ديرمواس بالمنيا.. وتعترف: وضعت لهم السم فى الخبز.. حاولت الانتقام من زوجى لرغبته فى رد ضرتى.. وتؤكد: تظاهرت بالحزن وبكيت وزرت قبرهم لإبعاد الشبهة

سيطرت حالة من الحزن والذهول على أهالي مركز دير مواس بمحافظة المنيا، بعد مصرع أفراد أسرة كاملة في واقعة غامضة أثارت جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وتسببت في انتشار شائعات كثيرة، من بينها الحديث عن مرض مجهول تسبب في وفاة الضحايا، مما أثار ذعر الأهالي وزاد من غموض المشهد.
لكن سرعان ما تكشفت الحقائق بعد تدخل أجهزة وزارة الداخلية، التي نجحت في وضع النقاط فوق الحروف وتحديد ملابسات الواقعة كاملة، لتفجر مفاجأة صادمة حول دوافع الجريمة ومنفذها، فقد تبين من خلال التحريات، أن زوجة الأب هي من ارتكبت الجريمة، بدافع الانتقام، بعد علمها بنيّة زوجها إعادة زوجته الأولى إلى عصمته، مما أشعل في نفسها الغيرة والرغبة في الانتقام.
وفي بيان رسمي صادر عن وزارة الداخلية، أعلنت أن فرق البحث الجنائي تمكنت من كشف غموض الواقعة التي شغلت الرأي العام خلال الأيام الماضية، حيث أثبتت التحريات أن زوجة الأب، وهي الزوجة الثانية، قامت بوضع مادة سامة داخل الخبز المخصص لأبناء زوجها، خلال تجهيزها الطعام لهم.
الجريمة تم تنفيذها بدم بارد، بعد أن سيطرت على المتهمة مشاعر الغضب والانتقام، نتيجة استعادة الزوج علاقته بزوجته الأولى مؤخرًا، ما جعلها تعتقد أنه سيتخلى عنها ويطردها من حياته.
الأطفال المجنى عليهم
في السياق ذاته، أشاد اللواء خالد الشاذلي، الخبير الأمني، في تصريحات لليوم السابع، بجهود وزارة الداخلية في التعامل السريع والحاسم مع الواقعة، مؤكدًا أن الضباط تعاملوا مع القضية بحرفية شديدة، خاصة في ظل الشائعات التي انتشرت خلال الأيام الأولى للحادث، والتي كانت تسير بالرأي العام في اتجاهات مغلوطة.
وأضاف الشاذلي، أن سرعة كشف ملابسات الجريمة واعتراف المتهمة، بعد جمع الأدلة وتضييق دائرة الاشتباه، يؤكد كفاءة ضباط البحث الجنائي وقدرتهم على التعامل مع الجرائم ذات الطبيعة الخاصة، والتي قد يلجأ مرتكبوها إلى أساليب تمويه محكمة.
وأوضح أن هذه الواقعة تحمل أبعادًا إنسانية واجتماعية معقدة، أبرزها الغيرة الزوجية، والصراع النفسي الذي قد يدفع البعض لارتكاب جرائم بشعة في لحظة تهور.
من جانبهم، أعرب عدد من أهالي مركز دير مواس عن ارتياحهم بعد كشف الجاني الحقيقي، مؤكدين أن الشائعات التي راجت تسببت في حالة من الخوف لدى الجميع، خاصة مع انتشار مزاعم وجود مرض غريب، في الوقت الذي كانت الحقيقة تشير إلى جريمة مدبرة بعناية.
وعبّر الأهالي عن شكرهم وتقديرهم لأجهزة وزارة الداخلية، التي تعاملت مع البلاغ بمنتهى الجدية، وتمكنت من الوصول إلى الجاني رغم محاولتها التظاهر بالحزن وإبعاد الشبهات عنها.
القضية، التي بدأت بتساؤلات غامضة وانتهت باعتراف صادم، تعكس حجم التعقيد الذي قد يحيط ببعض الجرائم الأسرية، حيث تتداخل فيها العواطف والمشاعر والقرارات المصيرية، ما يحولها أحيانًا إلى كوارث إنسانية تهز المجتمع.
ومع كل حادثة من هذا النوع، يتجدد النقاش حول أهمية التوعية المجتمعية، وتعزيز ثقافة الحوار والتفاهم داخل الأسر، قبل أن تتفاقم الخلافات إلى جرائم لا يمكن التراجع عنها.
ورغم فداحة الحدث، فإن سرعة التحرك الأمني وكفاءة فريق البحث الجنائي كان لهما الدور الأكبر في تهدئة الرأي العام، وكشف ملابسات الجريمة التي شغلت المتابعين داخل مصر وخارجها.
فيما تستكمل الجهات المختصة حاليًا إجراءات التحقيق تمهيدًا لإحالة المتهمة إلى المحاكمة الجنائية، حيث ينتظر الرأي العام نتائج العدالة، بعد أن قالت أجهزة الأمن كلمتها، وكشفت تفاصيل الجريمة التي كانت ستظل لغزًا لولا التدخل السريع والاحترافي وتصل عقوبة المتهمة للاعدام.

Trending Plus