"نِيل الاهتمام يجرى من القاهرة للخرطوم".. علاقات تاريخية بين مصر والسودان

علاقات تاريخية وراسخة، وضاربة فى جذور التاريخ، بين مصر والسودان، إذ تعتبر القاهرة، أن أمن الخرطوم هو امتداد لأمنها القومى، وأن شعبى البلدين، يربطهما مصير مشترك، لهذه الأسباب وغيرها الكثير، تولى القيادة المصرية أهمية خاصة لاحتواء الحرب فى السودان، وتحقيق الاستقرار فى السودان، كما تؤكد مصر دائما على دعمها الكامل لمؤسسات الدولة الوطنية، والحفاظ على وحدة وسيادة السودان على كامل أراضيه. أثنت عزة الأزرق، السكرتير الأول فى السفارة السودانية فى القاهرة خلال حديثها لـ«اليوم السابع»، على الدور المصرى فيما يخص القضية السودانية، ووصفته بالدور المحورى، وأكدت أن مصر بذلت جهودا مكثفة لاحتواء الآثار المترتبة على الحرب فى السودان. وأشارت لاستضافة مصر لمؤتمر دول الجوار فى يوليو 2023، الذى رتبت له مصر وحضره ممثلون لليبيا، تشاد، أفريقيا الوسطى، جنوب السودان، إثيوبيا، وإريتريا، إضافة إلى ممثلين عن الاتحاد الإفريقى والجامعة العربية والأمم المتحدة، والذى أكدت مخرجاته على ضرورة احترام سيادة السودان ورفض التدخلات الخارجية وتنسيق دول الجوار لمعالجة آثار وتداعيات الحرب.

وأكدت الأزرق، أن السودان رحب باستضافة مصر مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية، يوليو 2024، بهدف توحيد رؤى هذه القوى وبلورة موقف موحد لتجاوز الأزمة، مشددة على أن المؤتمر لقى ترحيباً كبيراً من القوى السودانية والحكومة السودانية، وأكدت ترحيب السودان كذلك باستضافة مصر لنسخة ثانية من هذا المؤتمر. ورحبت السكرتير الأول فى سفارة السودان، بجهود مصر على الساحتين الإقليمية والدولية، لدعم سيادة السودان وعدم التدخل فى شؤونه الداخلية والحفاظ على مؤسساته الدستورية والتى هى صمام الأمان لبقاء الدولة و تماسكها.
ومن جهته وصف اللواء الدكتور أمين إسماعيل مجذوب، خبير إدارة الأزمات والتفاوض بمركز البحوث الاستراتيجية فى السودان، الدور المصرى فى احتواء الحرب فى السودان، بأنه دور ذكى وحيوى، مشيرا إلى أن الأطراف السودانية المختلفة تثق فى الحكومة المصرية.