آسر أحمد يكتب: أنغام نغمة صوت مصر التى تسكن وجداننا

تركز الشعر الجاهلى على وصف حمحمة الأحصنة وحده الأسلحة اثناء التقائها في قلب المعركة ونصولها التي كانت تعكس اشعة الشمس وتلطيخها بدماء الأعداء ووصف أصوات الطبيعة وقسوتها، ولكنه كان بعيداً كل البعد عن وصف الأصوات العذبة، لأنه كان يكمن في الكلمات وليس من سيقوم بإلقائها أو غنائها فيما بعد، وتخيلت تواجد صوت نقى وعذب في تلك الفترة الزمنية التي كانت مليئة بالكلمات والأبيات الرنانة التي يصف من خلالها شعرائها كل ما يريدونه بكلمة أو كلمتين فقط ومازالت متواجدة حتى بعد آلاف السنين بسبب قوتها وصلابتها ومرونتها في نفس الوقت ومواكبتها كل العصور، وتخيلت أن يكون هذا الصوت هو للنجمة الكبيرة أنغام، التى استطاعت أن تلين الكلمات الحادة في أدائها وأن تضيف للكلمات العاطفية نصل يجرح من يسمعها، فهي التي تحكمت في نطق الكلمات بغنائها، وهي المحركة الاولي والأخيرة لمشاعر مستمعيها، فالكلمات منذ آلاف السنين يتم توظيفها كما يحب شعرائها في أبياتهم، ولكن "أنغام" هي من تحكمت في نطقها وتوجيهها للشعور المطلوب في قلب المستمع إذا كان هذا الشعور سعادة، أو حزن، أو غضب، أو خوف.
وبدأت مقالي بوصفي للشعر الجاهلى كونه أول من استخدم الكلمات وقفياتها في الرثاء والهجاء والمدح وما إلى ذلك، فهو الأقدم على مر العصور في استخدام الكلمات للتعبير عن ما أي شعور، فتخيلت أن تضيف صوت النجمة الكبيرة أنغام لتلك الفترة فهي من ضمن القلة القليلة التي نجحت في غناء نفس الكلمات ولكن بمشاعر مختلفة، فهي قادرة على تحريك غضبك وتحريك سعادتك بنفس الكلمات، وهى ميزة يمتلكها عدد قليل جداً من هؤلاء الذين استخدموا حنجرتهم في التحكم بمشاعر من يجلسون امامهم على خشبة المسرح.
النجمة الكبيرة أنغام التي ترقد حالياً في مستشفى بألمانيا لإجراء عمليتين جراحيتين في البنكرياس، تمتلك رصيد حب لا يمكن وصفه بالضخم او الكبير او الجارف ولكنه رصيد أقل ما يمكن وصفه بالاجتياح، فهي الصوت الذي لا يختلف عليه ليس اثنين فقط، ولكنه الصوت الذي لا يمكن ان يختلف عليه شخص واحد في قراره نفسه، ولعل الاختلاف الذي يمكن أن يختلف شخص ما على صوتها هو أنها منحته شعور معاكس للشعور الذي كان يرغب فيه اثناء سماعه لصوتها العذب والنقي.
وعلى غرار فترة شعر الجاهلية التي شهدت ميلاد أعظم الشعراء على مر التاريخ، تشهد تلك الفترة أعظم الأصوات على مر التاريخ للنجمة الكبيرة أنغام، التي يصفها جمهورها بـ "صوت مصر"، ومن المحيط للخليج تستقبل النجمة الكبيرة صلوات ودعوات جمهورها الذي يتمني كل لحظة خروجها بالسلامة وعودتها لخشبة المسرح للتحكم في مشاعر جمهورها وتلاعبها بملامح وجههم بابتسامتها المعتادة وهي تحاول إخفاء كسوفها.

Trending Plus