إسرائيل نحو إعادة تشكيل طبيعة المواجهة.. ندق ناقوس خطر جديد
حديث يتزايد حول بدء جيش الاحتلال الإسرائيلى المرحلة الثانية من عملية مركبات جدعون بتوجيه مباشر من المستوى السياسي، ما يعني ضمنياً أن المسار العسكري هو الخيار الرئيسي لنتنياهو، من أجل توظيف القوة العسكرية كأداة ضغط سياسي – نفسي لدفع المقاومة إلى القبول بتسويات مجحفة، مع اتباع سياسة التضليل والخداع فيما يخص الهدنة لكسب الوقت، واستنزاف البيئة الداخلية الفلسطينية وتحميل الأطراف العربية مسؤولية الحلول الانتقالية مثل نشر قوات عربية أو مصرية.
وما يجب الانتباه إليه، هو أن هناك خطرا استراتيجيا، وهو أن تتحول غزة إلى ساحة إدارة عربية – دولية فيما يظل العدو المستفيد الأكبر، خارج إطار المسؤولية المباشرة كقوة احتلال، أى استنزاف عسكرى واقتصادى وشعبى للجميع بينما يخرج العدو من خانة المحتل إلى خانة المراقب.
لذلك، المتتبع لخطط إسرائيل عسكريا وتوسيع العمليات في جنوب القطاع، وإصرار نتنياهو على الاحتلال الكامل، يؤكد حقيقة واحدة أن إسرائيل بشكل عام تعتمد خياراً عسكرياً واضحاً، يتكامل مع خطة تهجير سياسي –ديموغرافي، لذلك، فإن التحدي الاستراتيجي هو منع نقل عبء غزة إلى أي دولة بأي شكل من أشكال التهجير أو الإدارة المشتركة.
وما يجب أن ندركه، أيضا، هو أن الجانب الإسرائيلي يعمل في هذه المرحلة يعمل على إعادة تشكيل طبيعة المواجهة، عبر نقلها من صراع عربي – إسرائيلى واضح المعالم إلى صراعات "عربية – عربية" أو صراعات "أهلية داخلية"، وما يجري اليوم في لبنان، وجزئيا في سوريا، تمثل نماذج لهذا المسار، لذا ندق ناقوس الخطر..

Trending Plus