تعليم الجيزة تفند الشائعات حول البكالوريا: نظام تعليمى مجانى مثل الثانوية العامة.. يمنح الطالب شهادة معتمدة رسميا.. ويتمتع الحاصل عليها بحقوقه فى الالتحاق بالجامعة التي يرغب بها وفقا لما يعلنه مكتب التنسيق

يُعد نظام البكالوريا التعليمية أحد التوجهات الحديثة التي تتبناها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، في إطار سعيها لتطوير منظومة التعليم الثانوي في مصر، وتنمية المهارات الفكرية والنقدية لدى الطلاب بعيدًا عن ثقافة الحفظ والتلقين، وتحقيق العدالة التعليمية، وتعزيز جودة المخرجات التربوية.
ويأتي هذا النظام كبديل موازي لنظام الثانوية العامة التقليدي، إذ يهدف إلى توفير نموذج تعليمي أكثر مرونة وكفاءة، يُراعي الفروق الفردية بين الطلاب، ويمنحهم فرصًا متعددة لخوض الامتحانات خلال العام الدراسي، مما يتيح لهم إمكانية تحسين أدائهم وتطوير مستواهم بشكل مستمر.
ونظرًا لما تحمله هذه المرحلة من أهمية بالغة على المستويات التعليمية والتربوية والاجتماعية، فقد سلّطت مديرية التربية والتعليم بالجيزة الضوء على نظام البكالوريا، ومكوناته، وآلياته، وكفاءته في تحقيق الأهداف التربوية المنشودة، من خلال تفنيد الشائعات والرد عليها.
ومن بين هذه الشائعات التى نفتها المديرية عبر صفحتها الرسمية:
-البكالوريا المصرية نظام تعليمي غير مجاني ويكلف ولي الأمر مبالغ مالية إضافية.
أوضحت المديرية أن هذه شائعة مغرضة، وأن تعديلات قانون التعليم الصادرة بعد تصديق الرئيس عبد الفتاح السيسي عليها عقب موافقة مجلس النواب عليها، تنص على أن البكالوريا نظام تعليمي مجاني مثل نظام الثانوية العامة.
-البكالوريا المصرية، شهادة غير معتمدة.
أكدت المديرية أن هذا الكلام عارٍ تمامًا من الصحة، موضحة أن نظام البكالوريا يمنح الطالب شهادة معتمدة رسميًا تؤهله للالتحاق بالجامعات مثلما يحدث مع الطالب الحاصل على الثانوية العامة.
-الطالب الحاصل على شهادة البكالوريا لا يمكنه التقدم لأكاديمية الشرطة أو الكليات العسكرية.
أكدت مديرية التربية والتعليم بالجيزة، أنها شائعة مغرضة وغير صحيحة.
-شهادة البكالوريا معدة خصيصًا لإلحاق الحاصلين عليها بالجامعات الخاصة والأهلية فقط.
أكدت المديرية أنها شائعة مغرضة أيضًا، وغير صحيحة، مشيرة إلى أن قواعد القبول في الجامعات المصرية سواء أكانت حكومية أم خاصة أم أهلية ينظمها المجلس الأعلى للجامعات، ويحددها مكتب تنسيق الجامعات، وسبق وأعلنت وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي الكليات والمعاهد التي تؤهل لها مسارات البكالوريا. ويؤكد ذلك أن الطالب الذي يحصل على شهادة البكالوريا يتمتع بحقوقه الكاملة في الالتحاق بالجامعة التي يرغب بها وفقًا لما يعلنه مكتب التنسيق في عام الحصول على الشهادة.
من جهته، شدد سعيد عطية مدير مديرية التربية والتعليم بالجيزة، أن القانون يكفل للطالب حرية اختيار النظام الذي يريده في المرحلة الثانوية، مشيرًا إلى أن المديرية ملتزمة بتطبيق صحيح القانون، ونشر ثقافة الوعي حول منظومة البكالوريا، ودحض الشائعات؛ ليفهم كل طالب وولي أمر الصورة بشكلها الصحيح.
وأصدر مدير المديرية تعليماته لمجلس الأمناء بالمديرية ومجالس الأمناء بالإدارات والمدارس بضرورة نشر ثقافة الوعي، وشرح منظومة البكالوريا، والرد على الاستفسارات، دون إجبار أحد على اختيار بعينه.
وأكد أن البكالوريا المصرية أحد أهم مشروعات تطوير التعليم في مصر، واصفًا شهادة البكالوريا المصرية بأنها تمثل نقلة نوعية في مسيرة بناء الإنسان المصري.
وقال إن الدولة حرصت في السنوات الأخيرة، وبتوجيهات القيادة السياسية على أن يكون التعليم هو الركيزة الأساسية للتنمية المستدامة، وأداة رئيسية لخلق جيل قادر على المنافسة والإبداع في مختلف المجالات.
وأضاف أن البكالوريا المصرية ليست مجرد شهادة دراسية جديدة، وإنما فلسفة متكاملة للتعليم، تقوم على القضاء على القلق والتوتر لدى الطالب والأسرة وإنهاء فكرة قديمة بأن مستقبل الطالب يتوقف على امتحان واحد، يقرر مصيره ويتحكم فى مستقبله، لتأتى البكالوريا بفكرة تعدد الفرص الامتحانية، لتمكن الطالب من بلوغ وتحقيق طموحه.
وأكد أن البكالوريا المصرية فكرة مبدعة لإكساب الطالب مهارات التفكير النقدي، والقدرة على التحليل، والابتكار، وحل المشكلات، بعيدًا عن النمط التقليدي القائم على الحفظ والتلقين، مشيرًا إلى أنهم يسعون لأن يتحول الطالب من متلقٍ سلبي للمعلومة إلى باحث نشط، يسعى وراء المعرفة ويطبقها في حياته اليومية.
وأوضح أن وزارة التربية والتعليم بقيادة الوزير محمد عبد اللطيف، راعت في تصميم البكالوريا المصرية أن تكون متوافقة مع المعايير الدولية، وتفتح للطالب آفاق القبول في الجامعات داخل مصر وخارجها، وهذا بدوره يعزز من سمعة التعليم المصري، ويضع خريجينا في موقع تنافسي على المستويين الإقليمي والدولي.
وأشار إلى حجم التحديات التي واجهت التعليم المصري لعقود طويلة؛ من الاعتماد على الحفظ والتلقين، إلى الضغوط النفسية الشديدة التي تسببها الامتحانات، وصولاً إلى الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل، لافتًا إلى أنه كان لابد من وقفة جادة تضع حدًا لهذا الواقع، وتفتح الباب أمام تعليم مختلف يبني شخصية الطالب ويؤهله للحياة والجامعة والعمل.
وأكد أن البكالوريا المصرية جاءت كاستجابة شجاعة لهذه التحديات، لتعيد الثقة في المدرسة، ولتحول الطالب من متلقٍ سلبي للمعلومة إلى باحث مفكر ومبدع، مشيرًا إلى أنها ليست نظامًا جديدًا فقط، بل مشروع وطني لإنقاذ مستقبل الأجيال، ولإعادة مصر إلى موقعها الطبيعي كدولة رائدة في التعليم.
وأشار إلى أن فلسفة البكالوريا المصرية تقوم على إعطاء الطالب أكثر من فرصة للتعلم والتحسين، بحيث لا يكون الامتحان مجرد محطة واحدة تحدد مصيره بالكامل، بل يصبح مسارًا ممتدًا يساعده على اكتشاف قدراته، وتدارك ما فاته، والسعي الدائم نحو الأفضل. وهذا يعكس توجه الدولة المصرية نحو بناء نظام تعليمي أكثر عدلًا ومرونة، يراعي الفروق الفردية، ويمنح كل طالب فرصة عادلة لإبراز إمكاناته.
ولفت إلى أن المنظومة الجديدة لا تمنح الطالب فقط فرصًا متكررة للتحسين، لكنها تزرع في الطالب أيضًا قيم الجدية والمثابرة والتخطيط للمستقبل، مشيرًا إلى أن البكالوريا تأتي لتفتح أبواب الأمل أمام أبنائنا، وتمنحهم فرصًا حقيقية لتحقيق أحلامهم، بعيدًا عن ضغوط الامتحان الواحد أو الحظ العابر.
وأكد أن مديرية التربية والتعليم بالجيزة تقف بكل إمكاناتها إلى جوار الطلاب، من خلال دعم المدارس والمعلمين، وتكثيف برامج التوعية لأولياء الأمور والطلاب، حتى يدرك الجميع أن البكالوريا المصرية ليست مجرد تغيير في شكل الامتحان، وإنما هي تغيير في الفكر والمنهجية يضع مصلحة الطالب في المقام الأول.
كما أكد أن الدولة ماضية في استكمال هذا المشروع الطموح بخطى ثابتة، وأننا أمام مرحلة تاريخية سيكون لها أثر كبير في تشكيل مستقبل أجيالنا، مشيرًا إلى أن البكالوريا المصرية ليست حلمًا بعيد المنال، وإنما واقع نعيشه اليوم، وثمار ستجنيها مصر غدًا.

Trending Plus