كنز "إمبراطور الكوكايين" يخرج من تحت الأرض بعد سنوات من دفنه.. العثور على أموال بابلو إسكوبار بعد 30 عاما من مقتله.. ثروته تتجاوز 70 مليار دولار وغموض لا ينتهى.. والأموال التالفة والجرذان جزء من قصصه الغريبة

في عالم الجريمة المنظمة، لا تزال أسطورة بابلو إسكوبار، "إمبراطور الكوكايين"، تُلقي بظلالها على كولومبيا والعالم، حتى بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود على مقتله. واليوم، تعود قصته إلى الواجهة من جديد، ليس عبر وثائقي جديد أو عمل درامي، بل من خلال ما يُعتقد أنه أحد أعظم الاكتشافات المالية المرتبطة بكارتل ميديلين: كنز مدفون يقدر بـ600 مليون دولار، عُثر عليه بالصدفة في مزرعة تقع بضواحي العاصمة بوجوتا.
مزارع "محظوظ" يعثر على ثروة مدفونة
بحسب صحيفة انفوباى الأرجنتينية فإن المزارع الكولومبي "خوسيه مارينا كارتولوس" اكتشف، أثناء أعمال حفر روتينية لتوسيع زراعة النخيل في أرضه القروية، براميل معدنية مليئة بحزم من الدولارات. الأرض، المملوكة لعائلته منذ أكثر من قرنين، سرعان ما تحولت إلى محور اهتمام إعلامي عالمي، وسط تكهنات بأن هذه الأموال تعود إلى زعيم الكارتل الأشهر في التاريخ.
ووفقا للتقارير، فقد طلب كارتولوس دعما حكوميا بقيمة 3 آلاف يورو فقد لتطوير مشروعه الزراعى ، قبل أن تقوده الصدفة إلى ثروة تعادل ميزانيات دول، وعلى الفور، قيل إنه سلم الأموال للسلطات التي فتحت تحقيقا ربط فيه الكنز بإمبراطورية إسكوبار.
ثروة إسكوبار.. من الأرقام الخيالية إلى القصص الخرافية
ووفقا للتقارير التي نشرتها العديد من الصحف العالمية ، فقد كان بابلو اسكوبار ، تم تصنيفه فى أواخر الثمانينيات كأحد أغنى رجال العالم ، حيث قُدرت ثروته بين 25 و30 مليار دولار آنذاك ، وباحتساب معدلات التضخم تصل هذه القيمة اليوم إلى أكثر من 70 مليار دولار .
وكان كارتل ميديلين، الذي أسسه إسكوبار، يحقق إيرادات أسبوعية تقدّر بـ420 مليون دولار، أي ما يفوق 22 مليار دولار سنويًا، من تجارة الكوكايين فقط، مما مكّنه من السيطرة على نحو 80% من السوق العالمي للمخدرات.
أموال ضائعة بين الجرذان والتلف
رغم هذه الثروات الضخمة، قدرت مجلة فوربس أن نحو 10% من أموال الكارتل كانت تتعرض للتلف أو تلتهمها الجرذان، نتيجة إخفائها في مخابئ سرية وظروف غير مناسبة، ما يعني أن مليارات الدولارات ربما ضاعت دون أن يراها أحد.
سياحة الكنوز والأساطير التي لا تنتهي
لم يكن "كنز بوجوتا" الأول من نوعه. ففي عام 2020، زعم نيكولاس إسكوبار، ابن شقيق بابلو، أنه عثر على 18 مليون دولار مدفونة في جدار منزل، إلى جانب أجهزة راديو قديمة وذهب. وعلى الرغم من أن الأموال كانت تالفة، فقد ساهمت هذه القصة في تصاعد ظاهرة "سياحة الكنوز"، حيث يقصد مغامرون مناطق يُشاع أن إسكوبار خبأ فيها ثرواته.
موقف القانون الكولومبي
بحسب القوانين المحلية، يجب مصادرة أي أموال يُثبت ارتباطها بالأنشطة الإجرامية، وتوجيهها لمشاريع اجتماعية، خاصة في المناطق المتضررة من العنف الذي خلفته الكارتلات. ورغم الضجة التي رافقت خبر اكتشاف كنز الـ600 مليون دولار، لم تصدر السلطات الكولومبية أي تأكيد رسمي حول صحته حتى اللحظة، ما يزيد الغموض ويجعل من القصة مادة دسمة للأساطير الشعبية.
من زعيم دموي إلى رمز سياحي مثير للجدل
كما تحولت مزرعة إسكوبار الشهيرة Hacienda Nápoles إلى مزار سياحى ومتنزه عائلى وتعرض فيها سيارته القديمة ، وطائرات، وحتى حوض السباحة الشهير ، كما استثمرت صناعة السينما والتليفزيون فى شخصيته المعقد.
ما بين الجرذان التي أكلت المال، والبراميل المدفونة في الأرض، وغياب أي دليل قاطع، تظل قصة كنز بابلو إسكوبار أسطورة معاصرة يصعب تصديقها، لكنها في كل مرة تعود لتشعل الخيال والفضول.
ومع مرور السنين، يزداد يقين كثيرين بأن جزءًا كبيرًا من ثروة زعيم الكوكايين لا يزال مدفونًا في أماكن مجهولة، وربما ينتظر من يعثر عليه بالصدفة، كما حدث في بوجوتا.

Trending Plus