لماذا تحتفل القليوبية بعيدها القومى فى 30 أغسطس؟.. افتتاح القناطر الخيرية أعظم نظام رى بالعالم فى القرن الـ19.. تتحكم فى مياه النيل لرى الدلتا.. توقف العمل فى إنشائها عدة مرات واستكمل بناءها مهندسون مصريون

تستعد محافظة القليوبية، للاحتفال بالعيد القومي فى الـ30 من شهر أغسطس من كل عام، ويأتي العيد القومي للمحافظة هذا العام 2025 ليكون العيد الـ157 للمحافظة، حيث أن هذا التاريخ يواكب افتتاح القناطر الخيرية سنة 1868م، وهي من مميزات المحافظة ، حيث يتوافد السائحون والزائرون من مختلف أنحاء الجمهورية لمشاهدة المناظر الطبيعية والمنتزهات والحدائق التي تبلغ حوالي 500 فدانا بالمدينة.
وكشف حسين حسني مدير الآثار بالقليوبية، أنه جرى تحديد العيد القومي لمحافظة القليوبية ليكون في الـ30 من أغسطس من كل عام، وهو ذكرى افتتاح القناطر الخيرية في عام 1868م، ليمر على هذه الذكرى 157 عاما، مشيرا إلى أنه في عام 1527م سميت ولاية القليوبية، ثم مأمورية القليوبية، وفي سنة 1833 ميلادية سميت مديرية القليوبية، وقاعدتها مدينة بنها، وفي عام 1960م سميت محافظة القليوبية وظلت مدينة بنها عاصمة لها.
وأوضح "حسني" في تصريحات لـ "اليوم السابع"، أنه يتكون شعار المحافظة من "السنبلتين والقناطر وترس"، ليدل الشعار على أهم الأنشطة التي تتميز بها المحافظة، حيث أن السنبلتان تشيران إلى أهمية المحافظة في الإنتاج الزراعي الذي تشتهر به من محاصيل حقلية وخضر وفاكهة، أما القناطر الموجودة بمدينة القناطر الخيرية تتحكم في مياه النيل التي تروي الدلتا بالكامل حيث يخرج منها الرياحات الثلاث "البحيري والمنوفي والتوفيقي" التي لها أكبر الأثر في توفير المياه على مدار العام للدلتا، أما الترس فيدل على النشاط الصناعي بالمحافظة حيث تتوافر بها أكبر منطقة صناعية بالجمهورية قبل الآن وهي شبرا الخيمة، بالإضافة إلى توافر العديد من المصانع في العبور الخانكة وقليوب وبنها وقها.
ومن ناحيته أكد الدكتور معاذ علام مشرف تطوير المواقع الأثرية بمنطقة آثار القليوبية قطاع إسلامى، أن القناطر الخيرية سميت قديماً بـ "القناطر المجيدية" نسبة إلى السلطان العثمانى عبد المجيد الأول، الذي شهد عهده بداية إنشائها، إلا أنها عرفت بالقناطر الخيرية فيما بعد وتعتبر القناطر أول عمل للري أقيم من نوعه بل أعظم عمل صناعي للري أقيم في العالم في القرن 13هـ/19م.
وأشار "علام"، إلى أن منطقة القناطر الخيرية كانت قديمة تسمى "بطن البقرة"، موضحا أن القناطر فكر فى بناءها القائد الفرنسي "نابليون بونابرت" سنة 1798م، ولكن لم تتح له الفرصة، وأتى مؤسس مصر الحديثة محمد على باشا لكى يبنى مصر الحديثة عام 1805م، ومن أهم مشروعاته بناء القناطر الخيرية سنة 1833م، وفعلا بدأ واستعد وجلب المعدات، ولكن فى عام 1836 تفشي مرض الطاعون فى البلاد فتوقف العمل، وجدد العمل مرة أخرى سنة 1847 بإشراف المهندس الفرنسي "موجيل بك"، وبدأ البناء الفعلي للقناطر ولكن الموت وقف حائل بينه وبين استكماله للمشروع.
وتابع: قيل أن عباس الأول لم ينظر للمشروع بعين الاهتمام، ولكن الحقيقة هو الذى قام ببناء قناطر محمد على، وطرد جميع المهندسين الأجانب، واستعان بالمهندس محمد مظهر، وقال له: "هل تستطيع أن تقوم بالأعمال بدلا من المهندسين الفرنسسين؟"، فوافق مظهر، وأنشأت القناطر ويعتبر المنشيء الحقيقى للقناطر، ولكن التاريخ أغفل عنه بسبب طرده للأجانب والاعتماد على المصريين فى كل المجالات، وتوفى الوالى عباس الأول وكان المشروع ينقصه المزاغل العليا للقناطر وهى الدروة الحالية أو البانوهات النص دائرية وهذا ما قاله أمين سامى باشا فى كتابه تقويم النيل، واستعان بـ "جاليس بك" لبناء القلعة السعيدية التى كانت قريبة من سجن القناطر ولكنها تهدمت، إلا أنه حدث بعض التصدعات والشروخ فى القناطر فقام الخديوى إسماعيل بإعادة ترميمها وبناء معظم أجزاءها كما نراها اليوم.
وألمح، أن هذه الأبنية من عصر الخديوى إسماعيل الذى أمر بإنشاء وترميم بناء القناطر الخيرية، وهذا كله ذكر فى صحيفة الوقائع المصرية فى أبريل عام 1875 م.
وبالنسبة لأهمية القناطر الخيرية، تمثلت في عدة نقاط، أبرزها توفير المياه بالخليج المصرى وتحقيق رغبة محمد على باشا لإيجاد مياه شرب كافية للقاهرة، وإمكانية استعمال قوة الماء فى إدارة دواليب الورش والمعامل وركوب الماء للجهات العالية من القليوبية والمنوفية فتساوى غيرها فى السقى بالراحة.
كما ساهمت في توفير المياه الصيفية وتحويل نظام الرى فى مصر من الرى الحوضى إلى الرى الدائم، ساهمت في رى 3 ملايين و800 ألف فدان من الأراضى خلف القناطر الخيرية أثناء انخفاض المياه دون الحاجة إلى إستخدام أى أنواع من الآلات، وإمداد ترعة المحمودية بالمياه الكافية التى تساعد على سير السفن بها، بالإضافة إلى سير السفن بالترع الصيفية وتوفير مصاريف كبيرة فى نقل البضائع، بالإضافة إلى الاستفادة من مياه الفيضان التى كانت تنصرف إلى البحر ولا تستفيد الأرض الزراعية منها معظم شهور السنة وإحياء الزراعة الصيفية بالدلتا، مثل زراعة القطن والتوسع فى زراعته وإنتاجه وتصديره، والاستغناء عن تطهير الترع الصيفية التى يزيد عمقها عن 8م، منها متران فى الماء والطين، فلا يطهر إلا الترع النيلية التى لا يزيد عمقها عن 4م.
واختتم، أن القناطر الخيرية، ساهمت في الاستغناء عن السواقى والشواديف، بالإضافة إلى حبس المياه لتوزيعها على أفمام (بدايات) الرياحات الثلاثة أو عموم الترع الآخذة من أمام القناطر الخيرية، حيث أن عملية حبس المياه أمامها بواسطة بوابات الفتح والغلق يُمَكِن من رفع المنسوب أمامها فى حالة غلقها وتخفيض المنسوب فى حالة فتح بعض بواباتها.

العهد القديم للقناطر الخيرية

القناطر الخيرية قديما

القناطر الخيرية

جمال القناطر قديما

صورة قديمة جدا للقناطر الخيرية

فترة ما بعد الإنشاء

في العهد القديم

قضبان سكة حديد قديما على كوبري القناطر

منطقة عبور المراكب قديما

شريط سكة حديد يوصل للكوبري

صورة من أعلى الأبراج

صور قديمة للقناطر

عبور المواطنين من على الكوبري

مدخل كوبري القناطر

العهد القديم للقناطر الخيرية

Trending Plus