العد التنازلى لخطة حصر السلاح فى لبنان..عون وسلام يكثفان اتصالاتهما لنزع فتيل الأزمة مع حزب الله..أورتاجوس فى بيروت ومبعوث ترامب يصل غدا.. براك يستبق زيارته بلقاء نتنياهو.. وحصر السلاح بالمخيمات الفلسطينية

** رئيس مجلس الوزراء لوفد الكونجرس: على إسرائيل احترام سيادة لبنان وانسحابها من الجنوب
حراك دبلوماسى واسع تشهده الساحة اللبنانية، مع اقتراب يوم مهم ومفصلى فى تاريخ هذا البلد، إنه الحادى والثلاثين من أغسطس الجارى، والذى من المقرر أن تتسلم فيه الحكومة خطة الجيش اللبنانى التفيذية لحصر السلاح، بما تشمل من مناطق حزب الله، والمخيمات الفلسطينية .
وقبل أيام من الموعد المفترض لتقديم قيادة الجيش اللبناني إلى الحكومة خطة تنفيذية لحصر السلاح في يد الدولة، انطلق المسار بخطوة ميدانية بتسلم السلاح من المخيمات الفلسطينية، وكانت البداية بمخيم"برج البراجنة"، وذلك في إطار تنفيذ المرحلة الأولى من خطة أقرها الجانبان اللبناني والفلسطيني على المستوى الرسمي، قبل نحو ثلاثة أشهر.
وفى إطار الاستعدادات لتطبيق القرار، وصلت نائبة المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط مورجان أورتاجوس إلى بيروت اليوم الاثنين، بينما يحل المبعوث الأمريكى للبنان تومى براك فى زيارة إلى بيروت غدا الثلاثاء؛ للوقوف على آخر تطورات هذا الملف ، ونقل نتائج مساعيه مع الطرف الإسرائيلى فيما يخص وقف القصف فى الجنوب اللبنانى، ضمن الخطوات التى شملتها الورقة الأمريكية فى مقترح نزع السلاح، إضافة إلى تشبث "حزب الله" ببرهنة إسرائيل على حسن النوايا، من خلال الموافقة على توقف الاستهدافات جنوبا.
واستبق براك زيارته إلى لبنان، بلقاء رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى تل أبيب، حيث طلب منه التهدئة على الساحة اللبنانية و ضرورة إبداء التجاوب بخطوات مقابلة، وبالنسبة لرد فعل الجانب الإسرائيلي، فالصورة غير واضحة، فهناك مؤشرات باحتمال استجابة إسرائيل ؛ خاصة أنها تستعد بشكل جدي لمعركة أكثر عنفا فى غزة، و قد تتحول إلى استنزاف طويل الأمد، بما يجعل القيادة الإسرائيلية أكثر حذراً في مقاربتها للجبهة اللبنانية.
بينما يقول مراقبون، إن هناك سيناريو آخر وهو إقدام تل أبيب على عملية نوعية ضد حزب الله، تستهدف مؤسساته الإدارية والتنظيمية لا المدنيين، في محاولة لبعث رسالة قوية من دون دفع الحزب إلى رد شامل.
ومن جانبه ، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل ستنسحب من جميع المواقع العسكرية داخل لبنان بعد نزع سلاح "حزب الله".
ورحب مكتب نتنياهو، وفق صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية، بالقرار الذي اتخذه مجلس الوزراء اللبناني بشأن العمل على نزع سلاح "حزب الله" بحلول نهاية العام الجاري .
بالتوازى، يواصل لبنان الرسمى ممثلا فى رئيس الدولة جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام مساعيهما لنزع فتيل التوتر بين الثنائى الشيعى وقصر بعبدا الرئاسى؛ خاصةً بعد اللجهة التصعيدية لأمين عام الحزب نعيم قاسم، فى خطابه الأخير والذى حمل تهديدا مبطنا بحرب أهلية ، حال أصرت الدولة على نزع سلاح الحزب .
بالمقابل، حزب الله لا يظهر أي استعداد للتخلي عن معادلاته، حيث يؤكد نوابه وكبار قيادييه أنه متمسك بسلاحه وبالمعادلة القائمة على الردع.
نزع فتيل الأزمة
فى بعبدا تتواصل اللقاء لنزع فتيل التوتر مع حزب الله، حيث تتواصل المباحثات بهدف استمالةنبيه برى رئيس البرلمان ومن خلاله يتثنى إقناع الحزب بتغيير موقفه، أو إبداء مرونة فى الملف.
وفى سياق الاهتمام الأمريكى بالأوضاع فى لبنان، استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام في اليوم عضو الكونجرس الأمريكي النائب دارين لحود، يرافقه عضو الكونجرس النائب ستيف كوهن، وذلك بحضور سفيرة الولايات المتحدة في بيروت السيدة ليزا جونسون والوفد المرافق.
ونوه لحود بما قامت به الحكومة اللبنانية حتى الآن من إجراءات لبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وحصر السلاح بيدها، بالإضافة إلى الإصلاحات القضائية والمالية الجارية، معتبراً أن هذه الخطوات تسهم في استعادة ثقة المجتمع الدولي بلبنان. وأكد أن الجيش اللبناني يقوم بدور أساسي في تعزيز الأمن والاستقرار، مشدداً على سعيه المتواصل داخل الكونجرس الأمريكي لضمان استمرار دعم الجيش. كما جرى التطرق إلى أهمية تجديد ولاية قوات اليونيفيل في هذه المرحلة لمساندة الجيش اللبناني على تعزيز انتشاره في الجنوب.
من جانبه، شدد رئيس مجلس الوزراء على ضرورة احترام إسرائيل لسيادة لبنان وانسحابها من الأراضي التي ما زالت تحتلها، بما يمكن الجيش من استكمال انتشاره في الجنوب، ووقف أعمالها العدائية والإفراج عن الأسرى، تمهيداً لبدء مسار إعادة الإعمار والتعافي. كما أكد أن الجيش اللبناني هو جيش لكل اللبنانيين، وأن دعمه وتزويده بالقدرات اللازمة يشكلان ركيزة أساسية لتعزيز الأمن والاستقرار.
سلاح المخيمات
ومن مخيم برج البراجنة، بدأت السلطات اللبنانية في حصر السلاح الموجود داخل المخيمات الفلسطينية في العاصمة بيروت، و تُعد المرحلة الأولى، وستتواصل خلال فترة زمنية محددة وملموسة، عبر تسليم السلاح كوديعة لدى الجيش اللبناني.
وهناك توقعات بظهور ممانعة لقرار تسليم السلاح من قبل بعض الفصائل، و لكن البعض يتوقع خضوع الجميع للقرار ، فالفصيل الأكبر، وهو حركة فتح قد بدأت تسليم السلاح، وبالتالي ستتبعها بقية الفصائل، وبالنسبة للفصائل التي لا تدين بالولاء للرئيس الفلسطيني، باتوا أمام أمر واقع اليوم، بعد أن بدأت المنظمة الفلسطينية الكبيرة فتح بتسليم السلاح.
وكان مجلس الوزراء اللبناني، قد قرر في 7 أغسطس ، حصر السلاح بيد الدولة، وتكليف الجيش بوضع خطة لإتمام ذلك خلال الشهر الحالي وتنفيذها قبل نهاية عام 2025.

Trending Plus