حرب غزة وفخ هندسة الوعى لإعادة تشكيل الشرق الأوسط

أحمد التايب
أحمد التايب
أحمد التايب

في ظل حرب الإبادة الجماعية التي تقودها إسرائيل على غزة، والضفة الغربية، فضلا عن التوغل فى الجنوب اللبنانى  ومرتفعات الجولان السورية، هناك خطر حقيقى، بل فخ يتم نصبه بعناية شديدة، وذلك من خلال التعمد فى تضارب التصريحات للمسئولين الإسرائيليين بشأن الحرب، وبشأن قرارات المستوى السياسى، وتوجهاته، خصوصا في ملف الأسرى، والادعاء أن هناك خلافا وانقساما بين المستوى العسكرى – الجيش والمؤسسات الأمنية – والمستوى السياسى – نتنياهو وحكومته – لكن أعتقد أن ما يحدث ما هو إلا مناورة نفسية، وحرب إعلامية ونفسية تُدار وفقا لاستراتيجيات تتبعها إسرائيل خلال مراحل هذا الصراع منذ 1948.

هذا التناقض الواضح فى تصريحات مسؤولي الكيان  حول حرب غزة، مؤكد أنه يأتي في إطار سياسة الخداع الاستراتيجي، لتصدير صورة أن إسرائيل دولة ديمقراطية، من ناحي،ة وأن هناك أزمة داخل القيادة من ناحية أخرى، لكن الخطر، والذى يجب أن ننتبه إليه جيدا، هو أن هذا التناقض والتضارب وتلك السياسة، تعد سلاحًا إسرائيليا في معركة الوعي، أى حرب نفسية مدروسة ومخطط لها، هدفها، مواصلة التبرير للاستمرار في الحرب، وأيضا إرباك المقاومة برسائل متناقضة تدفعها للتردد أو المغالاة، وأيضا بهدف تهيئة الداخل الإسرائيلى لأى سيناريو يعرضه المستوى السياسى أو يقرره، أو من أجل تحسين صورتها العالمية أمام الرأي العام الدولى.

وبالتالي تسعى إسرائيل إلى توظيف ما يحدث خاصة الانقسام المفتعل بفعل "هندسة الوعى المتقدم" إلى أداة تعبئة ليتوحد كل مكونات المجتمع الإسرائيلى حول الخوف من العدو الخارجي حتى ولو في خلافات وانقسامات داخلية ومن جهة أخرى لتعزيز وتبيض صورة إسرائيل أمام العالم والاستفادة من هذا الارتباك لصالح المخططات.

وختاما، ما يحدث من انقسامات وخلافات إسرائيلية ومن تضارب في تصريحات المسئولين، يأتي ضمن الهدف الأكبر لإسرائيل وهو إعادة رسم المنطقة، ولتشكيل الشرق الأوسط بالرؤية الإسرائيلية، وذلك باتباع كل الوسائل التي يمتلكها نتنياهو، ويمتلكها أيضا حلفاء الكيان، وعلى رأسهم الولايات المتحدة والغرب، سواء - عسكريا - أو سياسيا - أو أمنيا، وكذلك من خلال الحروب النفسية، كما يحدث الآن من تضليل وكذب وفخاخ إعلامية ممنهجة، لذا على الجميع أن يدرك ما تفعله إسرائيل وعدم الانسياق خلاف الإعلام الإسرائيلى فيما يبثه من تصريحات، وكذلك عدم أخذ تصريحات المسئولين على كل المستويات سواء كانت حكومة أو معارضة على أن هناك خلافا وأن هذا الخلاف قد يخدم القضية الفلسطينية، فكل هذا يتم وفق هندسة الوعى المتقدم والذى تعمل عليه إسرائيل بعناية شديدة لتحقيق أهدافها ومخططاتها.. 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تعرف على أرقام جروس مع الزمالك فى ذكرى عودته لخوض الولاية الثانية

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى الجولة الثانية بكأس عاصمة مصر

مواجهة مونديالية بين السعودية والأردن في نصف نهائي كأس العرب 2025

المستندات المطلوبة لإحلال التوكتوك فى الجيزة.. كل ما تحتاج معرفته

مواعيد مباريات اليوم الإثنين 15-12-2025 والقنوات الناقلة


تعرف على بدائل يزن النعيمات لتدعيم هجوم الأهلى فى يناير

محاميه طلب البراءة.. الجنايات تكشف سبب عقوبة المعتدى على الطفل ياسين؟

حالة الطقس اليوم الإثنين 15 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار غزيرة بهذه المناطق

انتبه.. ضرب المدير أو صاحب العمل يعرضك للفصل الفورى دون صرف تعويض

الجزائرى ميلود حمدى يغيب عن تدريبات الإسماعيلى قبل مواجهة بتروجت


وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال

الحوثيون يحذرون إسرائيل من استمرار خرق وقف إطلاق النار بغزة

عمر متولى ينعى والدته ويطالب الجمهور بالدعاء لها

ماذا قال عمر متولى عن والدته الراحلة شقيقة الزعيم عادل إمام.. فيديو

تعرف على مصير أحمد الأحمد البطل الأسترالي مُنقذ ضحايا هجوم سيدني

7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

هل سنرى أحمد السقا عريسا فى 2026؟.. النجم الكبير يجيب.. صور

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى