كيف نجحت (غزوة القنصليات) فى توحيد صفوف المصريين فى الخارج وتنشيط ذاكرتنا الوطنية وتجديد دماء جبهة 30 يونيو.. شكرًا لأغبياء الإخوان

كل ممارسات الغباء السياسى لجماعة الإخوان عبر تاريخها تأتى بنتيجة عكسية تماما مع المصريين، وكأن الجماعة توفر علينا جهدا كبيرا فى تذكير الناس بجرائمها المستمرة، وعمالتها المكشوفة، وتتطوع لتحفيز المصريين مرة أخرى للمواجهة والتحدى والصمود فى وجه عصابات التطرف والإرهاب فى الخارج، ولا تخرج (غزوة القنصليات) الأخيرة عن هذه المفارقة التاريخية لعلاقة المصريين مع تلك الجماعة الإرهابية، ففى الوقت الذى استهدف فيه أغبياء الجماعة خدمة إسرائيل، وصب الغضب على الإدارة المصرية عبر التحرشات بالقنصليات والبعثات الدبلوماسية المصرية، جاءت النتيجة على غير ما اشتهت الجماعة وعلى غير ما خططت الجهات التى تمولها، وتحولت هذه الغزوة الوضيعة إلى فرصة لوحدة الصف من جديد، وتنشيط الذاكرة الوطنية العامة بالمشروع الخسيس للجماعة، وإيقاظ كرامة المصريين فى كل بقاع الأرض الذين التفوا حول البعثات الدبلوماسية يحمونها بأجسادهم وأرواحهم، ويرفعون علم مصر فى مواجهة موجة التضليل الوضيعة التى استهدفت سفارات بلادنا، لقد أثبتت هذه الغزوة للمصريين جميعا -وعلى نحو قطعى- أن مشروع هذه الجماعة لا يعترف بوطن أو علم أو سفارة أو كرامة لمصر.
لقد هبت الجاليات المصرية على نحو مدهش لتلتف حول مبانى السفارات المصرية فى العديد من مدن أوروبا والولايات المتحدة، وانتعشت الذاكرة الوطنية بمشاهد المصريين وهم يرفعون علم بلادهم فى ردة فعل عاطفية لإحساسهم بأن هذه الأبنية التى تضم البعثات الدبلوماسية ليست مبانى من حجارة، لكنها جزء لا يتجزأ من الكرامة الوطنية المصرية فى الخارج، وأن الدفاع عنه واجب وطنى فى مواجهات جماعات الغدر والخيانة.
أغبياء الإخوان جددوا روح (30 يونيو) فى دمائنا جميعا، ومن حيث أرادوا إهانة مصر وجدوا أنفسهم أمام حالة إحياء شاملة فى الداخل والخارج لروح المواجهة والتحدى التى حركت المصريين لإسقاط هذه الجماعة الخائنة، ولم يفلح التخويف فى أن يعطل خروج المصريين لحماية سفاراتهم، ولم تفلح محاولات التشكيك والتضليل فى أن تهز ثقة المصريين فى قيادات مصر، وفى الطريقة التى ندير بها ملف الحرب على غزة، سقطت كل حِيل الإخوان لتفاجئ الجماعة بأنها أمام عاصفة من المشاعر الوطنية اجتاحت قلوب المصريين فى كل المدن التى جرت فيها غزوة القنصليات الغادرة، فخرج المصريون يكذّبون كل ضلالات الإخوان، ويؤكدون أنهم قادرون على حماية هيبة بعثات بلادهم الدبلوماسية، وأنهم لن يسقطوا فى الفخ الذى تنصبه جماعة الإخوان لصالح إسرائيل.
هذه الهبة المصرية فى الخارج أرادت أيضا أن تجهض لعبة الإخوان بإهانة الرموز المصرية فى الخارج، ومحاولة استغلال الصور والفيديوهات المختلقة لاستخدامها وكأنها تشير إلى هشاشة الدولة المصرية، ومن ثم فإن خروج المصريين للالتفاف حول مبانى السفارات والقنصليات يحطم هذه الخديعة، ويرد شعبيا على الإعلام الغربى بأن هذه السفارات والمبانى ليست فى حمى دول أو مؤسسات شرطية، لكنها كذلك فى حمى المصريين المقيمين فى الخارج الذين لا يقبلون أن تدنس أيادى الخونة أى من الرموز المصرية فى الخارج.
وما يؤكد براعة المصريين فى الرد على هذه الغزوة الوضيعة أن الجاليات المصرية عملت بطريقة احترافية وقانونية راقية، حيث تواصلت مبكرا مع مؤسسات الشرطة فى المدن الأوروبية للتنسيق الأمنى، والحصول على إذن قانونى بالوقفة، مما يعطى رسالة للجميع بالتحضر والالتزام القانونى، وكذلك حرصت الجاليات على توثيق هذه الوقفات بالفيديو ونشرها عبر منصات التواصل الإجتماعى ليعرف المصريون داخل مصر أن إخوتهم فى الخارج جاهزون دائما وأبدا لتحمل مسئولياتهم الوطنية وأنهم لن يقبلوا بأن تمر أى إهانة لمصر ومكانتها، وفى تقدير أن هذه الفيديوهات أنعشت ذاكرتنا الوطنية بمشاهد 30 يونيو وكأنها تدعونا من جديد لاستعادة هذه الروح فى المواجهة، والاستعداد الدائم للهجمات الخائنة التى ترتب لها ذئاب الإخوان فى الداخل أو فى الخارج.
هذه المشاهد تؤكد مرة أخرى أن المصريين فى الخارج يلعبون دورا لا يمكن الاستهانة به، وأن التنسيق الدائم مع هذه الجاليات يمثل حجر زاوية مهمة وقوة ناعمة مصرية مؤثرة وتمثل سندا عند المواجهات الكبرى.
المصريون فى الخارج أثبتوا بمواقفهم الوطنية، وبهباتهم العاطفية والوطنية أنهم حائط صد رئيسى فى معركتنا الكبرى ضد الإرهاب والإرهابيين، وربما تحرضنا هذه المشاهد أن نسعى فى الإعلام وفى الأحزاب وفى المؤسسات السياسية إلى تعميق الروابط أكثر مع الجاليات المصرية، والتنسيق المستمر مع قوتنا الناعمة فى الخارج وبناء جسور ذكية بين الجاليات المصرية والداخل المصرى من جهة، بالإضافة إلى المساعدة على بناء جسور أقوى بين هذه القوى الناعمة وبين المجتمعات الأوروبية ووسائل الإعلام فى الخارج حتى تتضح الحقائق على الدوام أمام الرأى العام الغربى.
أشكر أغبياء الإخوان على ما حركوه فى أعماقنا من مشاعر وطنية جامحة، وستبقى خطايا هذه الجماعة هى الأساس فى وحدة صفوف المصريين حين لا تستطيع إخفاء عمالتها وخيانتها، ونشكر غزوة القنصليات التى أحيت فى أعماقنا مشاعر (30 يونيو) من جديد، ونشكر من قبل ومن بعد القوى الناعمة المصرية فى الخارج، فرحتونا.

Trending Plus